رؤية مصر "الأفروعربية".. من التكامل الإقليمى إلى "التكامل بين الأقاليم"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى

تبدو الرؤية المصرية مرتكزة على تعزيز العلاقة بين مناطقها الجغرافية فى صورتها الجمعية، وهو ما يمثل ضرورة ملحة فى إطار الأزمات الحالية، وسرعة انتقالها من دولة إلى أخرى، وهو ما يبدو فى حالة الانفتاح بين القوى العربية الرئيسية ونظيرتها فى منطقة الشرق الأوسط، عبر تجاوز الخلافات، والتحول نحو تحقيق أكبر قدر ممكن من الشراكة، والتى من شأنها المساهمة فى حل الأزمات الإقليمية، والتى لم تعد تقتصر على الصراعات بمختلف صورها، سواءً البينية أو الأهلية أو الحروب بالوكالة، إنما امتدت إلى صور أخرى غير تقليدية، على غرار الوباء وتداعيات التغير المناخي، ناهيك عن النتائج الأخرى المترتبة على الحالة الدولية العامة، من غلاء وتضخم وبطالة وزيادة كبيرة فى أعداد اللاجئين.

 

ولعل الرؤية المصرية، القائمة على تحويل حالة الاشتباك إلى تكامل بين المنطقة العربية والشرق الأوسط، عبر تخفيف حدة الصراع وتحويله إلى المنافسة الهادئة، شهدت امتدادًا جغرافيًا آخر، يحمل بعدًا أفريقيا، وهو ما يبدو فى الحرص الشديد على تحقيق التوازن بين الهوية العربية والانتماء القارى، وهو ما يمكن تحقيقه عبر تفعيل الدور الذى يمكن أن تقوم به الدول المشتركة فى نفس الأبعاد، على غرار دول شمال إفريقيا، وموريتانيا والصومال، عبر العمل الجاد على حشد الدعم اللازم لهم، سواء للمساهمة فى تقديم حلول فعالة لأزماتهم، أو للقيام بدور أكبر فيما يتعلق بخلق ارتباط عضوى بين الهوية والجغرافيا، عبر ما يمكننا تسميته بـ"البعد الأفروعربى".

 

وللحقيقة، فإن الحاجة تبدو ملحة لتفعيل الحالة "الأفروعربية"، مع تحول كبير فى مسار الأزمات الإقليمية غربا، لتهيمن على جزء من الجانب العربى فى المنطقة الأفريقية، سواء فى السودان أو الصومال، مع تنوعها، بين الصراع على السلطة، أو تهديدات الإرهاب، أو الجفاف والمجاعات، والتى تمثل خطرًا بالغ الأهمية، وقابلا للتمدد والامتداد الجغرافي، حال الفشل فى احتوائها، وهو ما يدعو إلى إعادة النظر مجددا إلى الدور الإقليمى الذى يتجاوز الحالة الجمعية فى صورتها التقليدية، والتى اقتصرت لعقود طويلة من الزمن على الإطارات التنظيمية، سواء الجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقي، وهى التنظيمات التى تضع نصب أعينها تحقيق التكامل الإقليمى بين الدول الأعضاء، نحو ما يمكننا اعتباره "التكامل بين الأقاليم".

 

فلو نظرنا إلى قضايا النقاش التى جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزوانى مؤخرا بالقاهرة، نجد أنها ارتكزت على الأوضاع فى السودان، وليبيا، ناهيك عن التوافق التام بشأن تطورات سد النهضة فى إثيوبيا، وهى القضايا التى تحمل بعدا عربيا ذو عمق إفريقي، يعكس الحاجة الملحة للتحول من حالة التكامل الإقليمى فى صورته التقليدية نحو "التكامل بين الأقاليم".

 

الأمر نفسه يبدو واضحا فى جولة الرئيس السيسى الأفريقية، والتى بدأت أمس الأربعاء بزيارة أنجولا، والتى تعد الأولى من نوعها لرئيس مصرى، وهو ما يمثل انعكاسا مهما لحالة الانفتاح المصرى على القارة عبر إعادة استكشاف نقاطها الحيوية، بعيدا عن النهج الذى ساد لعقود، والذى ارتكز على دول حوض النيل بينما عانت القارة بأسرها تهميشًا ملموسا لى الأجندة المصرية لعقود، وهو ما يمثل تغييرا كبيرا فى الرؤية المصرية تجاه محيطها الإقليمى والجغرافى.

 

وفى الواقع يحمل الرئيس السيسى على عاتقه القضايا نفسها، من أجل تحقيق التوافق، بين الرؤى العربية والإفريقية، وهو ما يساهم فى حلحلة الأزمات الراهنة، من جانب، بينما يؤسس فى الوقت نفسه لمرحلة جديدة من شأنها تحقيق مزيد من الشراكة ذات النطاق المتسع، لتحقيق الأهداف المشتركة، عبر إضفاء أكبر قدر من الشرعية الدولية على تلك الرؤى، التى تحقق المصالح المشتركة للشعوب العربية والأفريقية، فى ظل تغييرات عميقة فى بنية النظام الدولى.

 

وهنا يمكننا القول بإن البعد "الأفروعربى" يمثل أحد أهم الآليات التى تتبناها الدولة المصرية لتحويل التكامل الإقليمي، نحو حالة أوسع من "التكامل بين الأقاليم"، فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه العالم فى اللحظة الراهنة جراء الصراعات سواء فى نطاق مناطقنا الجغرافية أو على المستوى الدولي، فى ضوء الأزمة الأوكرانية، مع بزوغ أزمات جديدة باتت تمثل تهديدا وجوديا العالم، تتطلب المزيد من العمل الجماعى الذى يتجاوز الإقليمية المحدودة.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كيف يفكر الأهلى فى مصير أحمد عبد القادر بالموسم الجديد؟

محافظ القليوبية يعتمد تنسيق القبول بالصف الأول الثانوى العام 2025/ 2026

انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف على جثمان المطرب أحمد عامر داخل المسجد

أحمد عامر في تصريحات قبل وفاته: الشعبي لوني المفضل..والراب مش سكتي

سحب وأمطار ببعض المناطق.. الأرصاد تكشف مفاجأة فى طقس الساعات المقبلة


النواب يوافق على اقتراح عدم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته قبل توفير بديل

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

مجلس النواب يوافق على نص المادة 2 بمشروع قانون الإيجار القديم

الحكومة ترفض حذف المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم


يانيك فيريرا يحدد السبت المقبل لبدء فترة إعداد الزمالك للموسم الجديد

وزير الإسكان يكشف خريطة الوحدات البديلة فى حالات انتهاء العلاقة الإيجارية

حمو بيكا يحذف أغانى أحمد عامر ويطالب شركات الإنتاج بحذفها

مواعيد مباريات ربع نهائى كأس العالم للأندية.. مواجهات نارية

نجوم الفن ينعون أحمد عامر بعد رحيله المفاجئ

على رادار الأهلى.. نانت يرحب ببيع مصطفى محمد

الأمم المتحدة تحذر العالم من كارثة كونية جديدة.. وتؤكد: القادم "أسوأ"

آخر ما كتبه المطرب أحمد عامر قبل وفاته بساعتين

نجوم الغناء الشعبى ينعون المطرب أحمد عامر (صور)

رضا البحراوى يعلن وفاة المطرب أحمد عامر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى