خالد دومة يكتب: الأستاذ الإمام ونُظُم التعليم

خالد دومة
خالد دومة
كان للإمام محمد عبده رؤية عظيمة فى تربية النشأ وتعليمه، وكانت له مآخذ على مناهج التعليم، وطريقة تلقينه، فى ذلك الوقت، وإن الكثير من المآخذ، التى طرحها الأستاذ الإمام، لا تزال موجودة ظاهرة، فى نظام التعليم والتربية، رغم مرور السنوات، أى منذ ما يزيد على قرن من الزمن، يحدثنا عن تلك العيوب والمفاسد المنتشرة، وكأنه يحدثنا عن واقع نعيشه، وظواهر تحيط بنا، ورغم انتشار التعليم، ووسائل التربية الحديثة، إلا أن الاعتماد على الشكل، لا على المضمون، هو الغالب، وأن التعليم الذى يخلو من عمق ومضمون، لا فائدة منه، وأنه والجهل به سواء، لم يكن هناك ارتباط بين العلوم، وواقع الحياة، ومعايشة الناس، هناك فجوة كبيرة، تعرقل مسيرة النهوض بالفرد والأمة.
 
فليس إصلاح التعليم، بالعقبة الكئود، التى نشعر بها، ونحن ننظر فى حالنا المتردي، وإنما نحتاج إلى إيمان قوى بقيمة العلم، لا بقيمة الشهادة، التى نحصل عليها، أن نؤمن بما يخلف فى النفوس، من أثر، وعلى العقول، بالعمل به، لا بالوظيفة، التى ننتظرها منه. 
 
فالوقوف على الداء، أو الأسباب، ومعرفة مكمنه، هو أول خطوة فى العلاج الصحيح، وفى تقويم النفوس، وتربية العقول، فلا بد من بحث عن القصور، من أين؟ ومن ثم يجب معالجته وتقويمه، وإصلاح التعليم، له أسس وقواعد ونواحي، لا بد من مراعاتها، والنظر فيها من جميع جوانبها المختلفة، منهج ومدرس ومدرسة، ورعاية، ومنشآت وغيرها مما يرتبط بالعملية التعليمية، ولكلٍ دوره فى استكمال الخطة التى بها تكون الثمرة المرجوة. 
 
فالأساس الأول لعملية التعليم، وحتى يأتى بثماره المُبتغاة، تربية العقول على التحصيل، والتفنيد واكتساب المعلومات، وتربية النفوس وتهذيبها على القيم والأسس التربوية الحميدة، فإذا ما فقد التعليم هاتين الثمرتين، فلا فائدة منه، إذا كيف تسمى هذا تعليما، وهو لم يحقق الفائدة من وجوده. فإذا تخرج الطالب، معطل العقل، معطل الفكر، فقير النفس من الأخلاق والقيم، فلا بد من وجود خطأ جسيم، فى العملية التعليمية. 
 
والتطور البطيء، أو التطور الذى يراعى وضع المجتمع والبيئة، والذى لا يصدم جمهور الناس، هو ما نحتاج إليه، أن تنتقل من درجة إلى التى تليها، ومن حالة إلى التى تعقبها، أن نخطو درجاتها، حتى لو كلفنا سنوات. إن إغفال الوضع القائم والهيئة، التى عليها المجتمع، قد تؤدى إلى أزمة، قد تكون اجتماعية أو اقتصادية، أو حتى أخلاقية، تكون تبعتها اضطراب عظيم، على مستوى الفرد والأمة، تكون عواقبها غير محمودة فيضعف، من حيث كنا ننتظر القوة.
 
فلكل زمان أهله ورجاله وأفكاره ومعتقداته، فكل يوم يمر على الإنسان فهو إضافة جديدة فى عالمه، ويجب لا نغفل التواصل بين الأجيال. إذاً ما هو الرابط الأساسى لربط الأجيال المتعاقبة، أو الصلة التى تربط بين السابق واللاحق؟ فتشكيلة الإنسان العقلية، تختلف كل يوم، بما يُستحدث من أمور، فالزمن لا يتوقف لحظة واحدة، فهو دائما يضيف الجديد، فلا بد إذاً من التغيير الجذرى فى بنية العقل العربي، وطريقة تفكيره، وتقبله للمعلومات، وأن يكون من المرونة بمكان، بحيث يكون مؤهل لهذه المستحدثات والتغييرات، الناشئة من مرور الزمن وتغييره، ولا بد من مراعاتها فى تربية النشأ الجديد، حتى يتم التواصل بين الأجيال المختلفة، على أساس قوى يقرب المسافة بينهم، ولا يبعدها، فالأجيال التى لا تقبل فكرة التقارب والتنازل للتعاون، تؤدى إلى الاصطدام والتنافر والمباغضة، ولا تلتقى على أرض صلبة، لا بد من التذليل للعبور السالم، نحو عالم أفضل. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

محادثات بين وزير خارجية إيران ونظرائه بالترويكا الأوروبية و"كالاس"

العالم هذا المساء.. دولة الاحتلال تمنع عمدة برشلونة من الدخول بسبب موقفه من إبادة غزة.. إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل.. وزير خارجية هولندا يستقيل من منصبه بعد جدل بشأن العقوبات على تل أبيب

إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل

ديمبيلي يتصدر تشكيل باريس سان جيرمان ضد أنجيه بالدوري الفرنسي


رابطة الأندية تستعرض أبرز شواهد وأرقام الجولة الثالثة من دوري nile

أبرزهم الحنفى.. اتحاد الكرة يستقر على تشكيل اللجنة الفنية للحكام

مشهد بطولي.. عامل مزلقان ينقذ شابًا من دهس القطار فى بنى سويف.. فيديو

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

اليوم الأسود للطيران..غدا ذكرى سقوط 3 طائرات ومصرع 194 شخصا..وغموض حول فاجنر


تعليم الجيزة: البكالوريا تمنح الطالب شهادة معتمدة تؤهله للالتحاق بالجامعات

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

يد الزمالك يهزم بوخارست الرومانى وديا

أحمد الفيشاوي يكشف عن البوستر التشويقي لفيلم سفاح التجمع

الداخلية تكشف أسباب صوت فرقعة بموقف ملحق بمطار القاهرة

التحريات: تاجر مخدرات وراء قتل طفل والتخلص من جثته فى منطقة كرداسة

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو

الزمالك يزاحم المصري بالقمة.. اعرف ترتيب دوري نايل بعد نهاية الجولة الثالثة

تنسيق الشهادات المعادلة.. 95% حدا أدنى لإبداء رغبة الالتحاق بكليات الطب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى