حسن معاملة الحيوان.. المصرى القديم غنى للبقرة لزيادة إنتاج اللبن

المصرى القديم
المصرى القديم
أحمد منصور

لم نر في النقوش المصرية أن المصري القديم كان يعامل حيواناته معاملة سيئة، إذ كانت الحيوانات تعامل على وجه عام برفق وحنان، إذ الواقع أن العصا أو السوط "الفرقلة" كانت تستعمل للإرهاب فحسب، وعن طريقة معاملة المصرى القديم للحيوانات نتحدث.

صغار الحيوان
 

كانت موضع عناية وحنان، إذ كانت تحمل على الأعناق أو في حضن حاملة القرابين كما يلاحظ ذلك في رسوم مقابر الدولة القديمة، إذ نرى الغزال الصغير أو العجل محمولًا بين ذراعي حامل القرابين، كما نشاهد أميرات يلاطفن بأيديهن عصافير صغيرة قد سقطت من أوكارها، وأطفالًا يداعبونها كذلك.

وقد كان الراعي يقود ماشيته إلى الحقل وهو ينشد لها الأغاني بحداء خاص، وقد كتب الفنان بعض هذه الأغاني التقليدية، والظاهر أن هذه الأغاني كان لها تأثير على البقرات وقت حلبها مما يزيد في مقدار اللبن الذي كانت تعطيه يوميًّا، إذ عملت تجارب لذلك في أمريكا فوجد أن البقرة تعطي 15% من اللبن زيادة على إنتاجها الطبيعي عندما تحلب والراعي يحدو لها بغناء يهدئ من أعصابها ويدخل عليها السرور. وكان الفلاح وهو يرعى ماشيته لا يكتفي بملاحظتها بل كان ينعت كلًّا منها بصفة تغلب عليها فكان يسمى "الذهبية" و"الجميلات" و"اللامعة" إلخ، كما ذكر الدكتور سليم حسن فى موسوعته مصر القديمة.

وعند اشتداد الخطوب في البلاد بسبب الثورات مما يسبب إهمال الحيوان وعدم العناية به يصف الكاتب هذه الحالة بقوله: "الحيوان يشكو مر الشكوى فقلبه يبكي أو ينتحب بسبب حالة البلاد"، وعندما يتناطح ثوران أو تشتبك قرونهما معًا كان الراعي يتدخل في الحال بينهما برفق.

ولما كان المصري يخاف ضياع حيوانه بين الحيوانات عند ورود الماء كما يخاف عليها من السرقة فإنه كان يعلمها بعلامة خاصة، بكيها في الغالب على الكتف أو على القرن وتوجد قرون كباش من نوع Ovis platyra مختومة على قرونها، وهي محفوظة بقسم الزراعة القديمة بمتحف فؤاد الأول الزراعى، وقد عثر على مناظر لهذه العملية كما عثر على حيوانات تحمل علامات خاصة.

ومنذ الدولة القديمة نجد أن الكهنة كانوا يختمون الحيوان، ومن المحتمل جدًّا أن هؤلاء الكهنة كانوا ينتخبون من بين الحيوانات ما يصلح للمعابد وما هو صالح للذبح، ويجب أن تكون هذه الحيوانات خالية من كل مرض أو تشويه مما يدنس لحمها، كما أكدت موسوعة مصر القديمة.

ويقول "هردوت" أنه على أثر موت أي عجل "أبيس" ترسل المعابد مفتشين عند مربي الحيوانات فيفحصون كل حيوان في حالتي وقوفه ورقاده على ظهره ثم يسحبون لسانه، ويرون إذا كان سليمًا وخاليًا من العلامات التي ذكرتها الكتب المقدسة، فإذا لم يجدوا في جسم الحيوان شعرة واحدة سوداء مما يجلعه مقبولًا في أعين الآلهة فإن الكهنة تعلمه بوضع حبل حول قرنيه مصنوع من ألياف نبات البردي ويضعون عليه طينة ويختمون عليها بخاتم خاص.

تعداد الحيوان
 

ذكر على حجر "بلرم" الذي يرجع عهده إلى الأسرة الخامسة أن الحيوانات كانت تحصى في عهد الدولة القديمة كل عامين مرة وذلك أمام ممثلين للإدارة الملكية، كانوا يرسلون إلى الأرياف لعد الحيوان حتى تقدر الضرائب بمقتضى ذلك، ولكن منذ عهد الدولة الوسطى كان التعداد يعمل كل عام، فكان يقدم كل فلاح الحيوانات التي في حراسته، وهي التي يرعاها لحساب صاحب المقبرة حيث قد رسم المنظر الذي يمثل ذلك آثارهم، وأحسن مثال لدينا عن تعداد الحيوانات وأهميته عثر عليه في "البرشة" من عهد الدولة الوسطى في مقبرة أحد أمراء مقاطعة "هرمو بوليس"، وهو "تحوت حتب"، وفي مناظر هذه المقبرة نجد تعداد كل أنواع الحيوان والطيور، وحتى البيض.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تشييع جثمان الضحية منة أيمن إحدى ضحايا حادث انفجار خط غاز أكتوبر.. صور

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أرسنال يتمسك بضم وجيوكيريس.. وسبورتينج لشبونة يحدد سعره


مباريات بيراميدز القادمة فى مرحلة حسم لقب الدورى بعد التعديل

تعزيز التكامل العربي هدف قمة بغداد.. دعم نتائج قمة القاهرة الطارئة أولوية.. وزير خارجية العراق يؤكد أهمية البعد التنموى فى لم الشمل العربى.. وانعقاد قمة مصرية أردنية عراقية تزامنا مع قمتى بغداد

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

فى معلومات.. الفرق بين زلزال 1992 وزلزال كريت المفزع

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة


قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

أزمة نفسية تدفع فتاة لنشر فيديو تعلن فيه رغبتها في الانتحار بإمبابة

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

ترامب: رفع العقوبات عن سوريا ونعمل على إضافة دول إلى اتفاقات أبراهام

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

الأهلي يترقب وصول ريفيرو إلى القاهرة لحسم عقود تدريب الفريق قبل المونديال

اتجاه في اتحاد الكرة لرفض مطالبات الأندية بإلغاء الهبوط في اجتماع الثلاثاء

اشتباكات مسلحة وفوضى أمنية فى ليبيا.. فرار أخطر السجناء من سجون طرابلس

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى