داليا مجدي عبد الغني تكتب : الإيجابية ترتدي ثوب السلبية

داليا مجدي عبد الغني
داليا مجدي عبد الغني
هناك كتاب لـ"مارك مانسون" بعنوان "فن اللامبالاة"، وهذا الكتاب في التنمية البشرية، والحقيقة أن فلسفة هذا الكتاب جديدة ورائعة في ذات الوقت، فهي تدعو إلى السلبية، بالقطع هذه الدعوة لن تلقى استحسان الكثيرين، ولكن مَنْ يقرأ الكتاب سيكتشف أنها فكرة في قمة الإيجابية، فهل نُنكر أننا كثيرًا ما نلجأ إلى السلبية لمُعالجة الكثير من الأمور، والدليل على ذلك مقولة: "أحيانًا يكون الصمت أبلغ من الكلام"، فلو تعمقنا فيها، سنجد أنها إيجابية رغم أن شكلها الخارجي يُوحي بالسلبية، فالصمت في حد ذاته سلبية، ولكنه في بعض الأحيان يكون قمة الإيجابية، عندما نرفض الدخول في جدل سُفسطائي، وعندما تكبح جماح نفسك عن التسرع في الكلمات، وعندما تتيقن أن كلماتك سوف تُدمر علاقتك بشخص يهمك ألا تخسره، وعندما تكتشف أن كلماتك لن تُجدي مع الطرف الآخر.
 
والمواقف التي تدعو للصمت كثيرة، ولا يُمكن حصرها، ولكنها كلها تدل على أن الصمت في هذه الحالة نوع من أنواع اللامبالاة، فتجاهل بعض المواقف ، والتغاضي عنها، وتعمد تغافلها، يكون قمة الإيجابية، في حين أن البعض قد يعتبر ذلك هو السلبية بعينها، ولكنها سلبية ظاهرية تحمل في طياتها إيجابية حقيقية.
 
فنحن نحتاج اللامبالاة لكي نعيش في سلام، ولكي لا نتعمق في الأمور بما يتسبب في إيذائنا نفسيًا، ولكي لا نصل إلى مرحلة خسارة أشخاص لهم مكانتهم لدينا، ولكي نُريح أنفسنا من الصراعات الداخلية التي قد تُطيح بأعصابنا وتصل بنا إلى طريق مسدود.
 
ومَن يظن أن اللامبالاة بُرود أعصاب، واستسهال للأمور، فهو بلا ريب مُخطئ، لسبب بسيط للغاية، أن اللامبالاة تحتاج إلى أعصاب قادرة على تحمل المواقف الصعبة والسخيفة، وتحتاج كذلك إلى ثبات انفعالي يُجبر صاحبها على التظاهر باللامبالاة، في حين أنه يُدرك مدى أهمية الأمر، ولكنه على علم تام بأن اهتمامه بالأمر سيصل به إلى نتائج غير حميدة.
 
فاللامبالاة أصعب بكثير من الاهتمام، لأنها اختيار طريق مُعاكس للطبيعة البشرية، ولكن صاحبها يُدرك أنها الطريق الآمن والسليم، والذي سوف يصل به إلى بر الأمان، أو على أقصى تقدير إلى أقل الخسائر، فهي فنّ من الطراز الأول، وتحتاج إلى تدريب نفسي شاق.
 
ولكن في النهاية، علينا أن نعترف أن الحياة في أحيان كثيرة تُجبرنا على اختيار السير في طريق مُجافٍ لطبيعتنا البشرية، ولتركيبتنا النفسية، حتى نستطيع التنصل من صدماتها، وتحمل تبعات مُقدراتها.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تغريم الزمالك 50 ألف جنيه بسبب حصول لاعبيه على 6 بطاقات فى مباراة مودرن سبورت

النصر ضد الأهلى.. ركلات الترجيح تحسم كأس السوبر السعودي " فيديو "

ريبيرو يستقر على قيادة كريم فؤاد للجبهة اليسري للأهلى أمام المحلة

الأهرامات وتسهيلات التصوير كلمة السر في ترشيح فيلم جاي ريتشي لجائزة LMGI

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة


ربيعة احتياطيا فى تشكيل العين أمام دبا بالدوري الإماراتي

ماذا حدث فى الأسواق العالمية بعد حديث رئيس الفيدرالى الأمريكى فى ندوة جاكسون هول؟.. الذهب يستفيد والأونصة تقفز بأكثر من 1% خلال جلسة واحدة.. تصريحات جيروم باول أعادت توقعات خفض الفائدة في سبتمبر

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

خست 16 كيلو.. طفلة فلسطينية تحول جسدها لهيكل عظمى ووالدتها تناشد بسرعة علاجها

الأهلي يتوجه غدا إلى كفر الشيخ للمبيت بها استعدادا لمواجهة غزل المحلة


الأهلي يستعرض مهارة زيزو بـ"الكعب" قبل مواجهة غزل المحلة.. فيديو

أشعة جديدة تنتظر ثنائى الأهلى قبل مواجهة غزل المحلة

بعد إعلان المجاعة..ناجون من الهولوكوست يطالبون إسرائيل بوقف تجويع أطفال غزة

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

ورم في رقبتها وصعوبة بالنطق.. عجز المنظومة الصحية بغزة يهدد حياة الطفلة جوليا

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها

مقر عبادة الإله جحوتى.. مدينة الأحياء الأثرية تحكى تاريخ المنيا القديمة.. صور

طلاب الثانوية العامة دور ثان يؤدون امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات

انطلاق الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري غدا بـ 3 مواجهات قوية

انطلاق تنسيق الطلاب المصريين الحاصلين على الشهادات المعادلة العربية والأجنبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى