سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 يوليو 1945.. زواج أنور وجدى وليلى مراد بعد أسابيع من دعائه: «يا رب تتجوزينى يا ليلى»

زواج أنور وجدى وليلى مراد
زواج أنور وجدى وليلى مراد
دخلت ليلى مراد إلى الاستديو لتلعب دور بطولة فيلم «روميو وجوليت» أمام المطرب إبراهيم حمودة، وذات صباح وهى تجلس فى غرفتها جاء من يقول لها: «أنور وجدى فى الاستديو يريد مقابلتك»، حسبما تروى هى جانبا من سيرتها للكاتب الصحفى صالح مرسى فى كتابه «ليلى مراد».
 
 يذكر «مرسى» على لسانها، أنها لم تكن التقت به من قبل وحين دخل عليها، تحدث عن هدفه مباشرة دون لف ودوران قال لها: «وضعت كل ما أملك من مال مع مجموعة من الشركاء لإنتاج فيلم ألعب بطولته أمامك ويخرجه كمال سليم»، ردت ليلى: «أنا أجرى كبير جدا»، رد: «أنا حطيت كل فلوسى فى الفيلم ده ومش عايز غير ليلى مراد»، قالت: «أنا أجرى 15 ألف جنيه»، رد: «أنا بأبدأ حياتي، وإنتى لازم تساعدينى».
 
وافقت ليلى على بطولة فيلم «ليلى بنت الفقراء» لتبدأ مع أنور وجدى قصتها التى كانت فارقة فى حياتها الشخصية والفنية، قصة تداخلت فيها الغيرة والنميمة والمكيدة، قصة شهدت أحزانا وأفراحا، دموعا، وضحكات، طفولة فى الحب، ونضوجا فى العقل، وأحزانا لفت حياتها منذ أن كانت طفلة صغيرة. 
 
بتعبير صالح مرسى: «كانا معا حياة عاصفة»، حياة احتوت على حقائق غريبة، فهى وافقت - بعد إلحاحه - على أن تلعب أمامه بطولة فيلم «ليلى بنت الفقراء»، واقترحت عليه أن يقوم بإخراج الفيلم بدلا من كمال سليم، الذى داهمه المرض فجأة قبل التصوير بأيام، وكان أنور وقتئذ ممثلا يلعب الأدوار الثانية، وكانت هى نجمة ملء السمع والبصر.
 
 أثناء تصوير الفيلم اصطحبها فى سيارته ذات يوم بعد انتهاء العمل، قال لها: «يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكى على طول؟ صعقت ليلى، وعلقت ساخرة: «ياه، مرة واحدة كده»، رد:»وفيها إيه يعنى، أهو ساعات ربنا يستجيب دعا الواحد»، ثم ترك عجلة القيادة رافعا يديه إلى السماء، صائحا بأعلى صوته: «يارب تتجوزينى يا ليلى».
 
انفجرت «ليلى» ضاحكة، وفى لذة شديدة بدأت تشعر بهذا «الغريب» الذى يغزو قلبها، جربت هذا الشعور قبل سنوات قليلة حينما دخلت فى تجربة حب عنيفة، لكن الحبيب الذى ألهبها بكلمات الغزل لمدة ثلاث سنوات، اشترط عليها أن تعتزل الفن حسب رغبة أسرته، لكنها رفضت وافترقا، ليكون هذا الفراق عنوانا جديدا فى قصتها مع الألم، التى بدأت منذ طفولتها حين كانت تشاهد أمها تبلل مخدتها بدموع الألم من الأب صاحب الغزوات النسائية المتعددة.
 
جاءها «أنور» بعد فراق الحبيب الأول، وبعد أن كتبت قصتها مع الصعود الفنى والشخصى، وبعد أن توطدت علاقتها مع الملك فاروق، وأصبحت واحدة من المفضلين فى شلته، لكنها لم تقع فى حبه، بدأت علاقتها به حين فوجئت وهى فى الإسكندرية باستدعائها فى سراى رأس التين للغناء، وفى القصر ومع الحاشية غنت الكثير، وشدت بأغنيتها المفضلة عند الملك: «يا ريتنى أنسى الحب ياريت».
 
انتهت الليلة، لكنها لم تنته مع «فاروق» صاحب الأطوار الغريبة، عادت إلى الفندق، وفى شرفة غرفتها راحت تسترجع مع صديقتها «نوال» ما حدث مع «الملك»، كان الظلام معتما، والحديث ينساب بين الاثنين، وفجأة أضيئت الأنوار، انتفضت: «مين؟»، رد: «أنا يا ليلى»، هكذا كان يناديها «فاروق»، دعاها من جديد لتلحق به لتواصل الغناء، فعلت ذلك حتى توطدت العلاقة بينهما، كما توطدت مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى.
 
 من هذه الخلفية حطت «ليلى» فى قلب «أنور»، وحط هو فى قلبها، فبعد أيام من قوله لها: «تتجوزينى يا ليلى» كانت قصتهما معا حديث الوسط الفنى كله، وتزوجا قبل أن ينتهى تصوير «ليلى بنت الفقراء» بيومين.
 
كان الزواج فى 15 يوليو، مثل هذا اليوم، 1945 حسب تأكيد الكاتب الصحفى أشرف غريب، فى كتابه «ليلى مراد الوثائق الخاصة، وفى 17 يوليو أعلنا الخبر أمام أسرة الفيلم، وأحدث ضجة كبيرة، رحبت به الصحف ونسجت حوله الحكايات، كان «أنور» فتى وسيما خفيف الظل، محبوبا، أما ليلى فتحولت مع الأيام إلى نموذج لفتاة الأحلام لشباب مصر.
 
كانت تمثل دور الفتاة الطيبة المرحة، التى تغنى دائما، وفى تلك السنوات التى تلت الحرب العالمية الثانية كانت مصر تغلي، والمظاهرات لا تكف، والصراع السياسى يتخذ شكلا حادا، وعندما عرض فيلم «ليلى بنت الفقراء» لأول مرة فى سينما «استديو مصر» يوم 5 نوفمبر 1945 نجح نجاحا شديدا، كانت قصته تتناول حكاية حب بين فتاة فقيرة تسكن فى حى السيدة زينب وضابط غنى أرستقراطى، وتقف العقبات الاجتماعية والطبقية فى طريق حبهما، حتى ينتصر الحب فى النهاية، ومع قصة الحب الحقيقية فى الحياة  بين ليلى وأنور وجدى، ازدحمت دور السينما بالناس.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مرموش يسجل ظهوره الأول في البريميرليج بالموسم الجديد مع مان سيتي

وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها

فيديوهات اجتاحت السوشيال ميديا.. علاء الساحر وطليقته وقصة الاحتجاز والضرب

وولفرهامبتون ضد مان سيتي.. جماهير الذئاب تكرم الراحل جوتا في المدرجات

سقوط فراولة وتفاحة.. تيك توكرز من الرقص المثير لتجارة المخدرات


الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

الأهلي يستفسر من لجنة الحكام عن سبب طرد محمد هاني فى مباراة فاركو

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

83 مباراة جمعت الزمالك والمقاولون العرب قبل لقاء الليلة.. إنفوجراف


الرئيس السيسى يطّلع على المؤشرات الأوليه للأداء المالي لعام 2024/2025

الأهلي يكشف حقيقة إصابة محمد علي بن رمضان فى مباراة فاركو

الرقص على حساب القيم.. الداخلية تلاحق أصحاب المحتوى المبتذل والخادش للحياء على السوشيال ميديا.. حكايات نساء قادتهن الفيديوهات من الشهرة للسجن.. خبراء: بعض المتهمات يغسلن الأموال المتحصلة فى العقارات والتجارة

مانشستر سيتي يبدأ حملة استعادة عرش الدوري الإنجليزي ضد وولفرهامبتون.. سجل حافل وأرقام قياسية يدعمان "البرنس" فى أولى معارك البريميرليج.. و153 مليون جنيه إسترليني حصيلة صفقات ميركاتو الصيف

كواليس استبعاد 7 لاعبين من الزمالك أمام المقاولون.. بانزا والجزيري الأبرز

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

مصطفى شوبير يعتذر لجهاز الأهلي واللاعبين عن خطأ مباراة فاركو

مضيفو الطيران فى كندا يضربون عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

أحمد شريف والدباغ يقودان هجوم الزمالك في التشكيل المتوقع أمام المقاولون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى