"نورهان" من طالبة بالثانوى التجارى نظام الـ5 سنوات إلى الأولى على كلية التجارة جامعة أسيوط بتقدير امتياز.. وتؤكد: حصلت على مجموع ثانوى عام ورفضت دخول الثانوية بعد إخفاق عدد كبير من أبناء العائلة.. صور

لا شىء فى هذه الحياة يأتى بسهولة، ولا يوجد سر لنجاح بعيدًا عن السعى والاجتهاد مهما كانت العثرات، فالفرصة ستأتى لكل مجتهد مهما طال الوقت، ولكن تظل الثقة بالله سبحانه وتعالى ثم التوكل عليه، والمثابرة والاجتهاد هم عنوان النجاح، والتفوق فى كل المجالات، وفى محافظة أسيوط، وتحديدا قرية علوان التابعة لمركز أسيوط، أصبحت إحدى الفتيات نموذجا يحتذى به لكل من تعثر ثم أثبت أنه قادر على تحقيق حلمه والوصول لما يريد بعد أن التحقت بكلية التجارة بجامعة أسيوط، بعد أن حصلت على الثانوية التجارية نظام الخمس سنوات، ولم تكتف نورهان أحمد عبد الله بالتفوق فى الثانوى التجارى بل دخلت كلية التجارة لتنهى دراستها الجامعية بالتفوق وتصبح أول دفعتها بكلية التجارة بشعبة المحاسبة بتقدير امتياز.

تقول نورهان أحمد عبد الله لـ"اليوم السابع" إنها تحب الدراسة والتفوق منذ صغرها وهى مولوده لأسرة مكونة من والدها الذى ظل حياته يسعى للرزق حتى يعلم أبناءه ووالدتها ربة منزل، ولها من الأخوات 4 هم مريم وهى متزوجة ولها من الأبناء طفلان مكة ومحمد، وشقيقتها الثانية زينب وهى طالبة بكلية الفنون الجميلة، وعلياء طالبة بكلية التجارة جامعة أسيوط، وشقيقها عبد الله وهو طالب بالصف الثالث الإعدادى.

وأضافت نورهان أنها كانت طالبة متفوقة فى جميع المراحل التعليمية حتى أن والديها كانا يطلقان عليها "الدكتورة" حتى أثناء دراستها بالثانوى التجارى نظام الـ5 سنوات، وكانت تستغرب من إصرارهما على إطلاق لقب دكتورة عليها.

وأوضحت نورهان أنها فى المرحلة الإعدادية وتحديدا فى الصف الثالث الإعدادى حصلت على مجموع كبير وهو 263 وحينها كانت الثانوية العامة تقبل من مجموع 220، وكان مجموعها يؤهلها للالتحاق بالثانوية العامة ولكن تخوفت من دخول الثانوية العامة بعد أن وجدت كثيرات من بنات القرية والعائلة أخفقن فى الحصول على مجموع كبير يدخلن من خلاله كليات القمة التى كن يحلمن الالتحاق بها، وهو ما جعلها تتراجع عن دخول الثانوية العامة والتحقت بالثانوية التجارية نظام الـ5 سنوات بمدرسة الفريق عبد المنعم رياض بمدينة أسيوط .

وأكدت نورهان أنها عندما دخلت إلى هذه المدرسة لم تفكر كغيرها فى الحصول على دبلوم الثانوى التجارى بل أصرت أن تتفوق فى هذه المدرسة، خاصة أنها كانت مواجهة لجامعة أسيوط وكانت ترى الطلبة، والطالبات وهم يتوجهون للجامعة يوميا فأصرت أن تتفوق حتى تلتحق بكلية التجارة بجامعة أسيوط وبالفعل تفوقت فى المدرسة وكانت من الـ10 الأوائل وحصلت على مجموع 92٪ ودخلت إلى الصف الثانى بكلية التجارة شعبة المحاسبة.

وأكملت نورهان: "كنت خائفة جدا فى السنة الأولى للكلية إلا أننى قررت أن أترك كل أمورى لله سبحانه وتعالى، وبالفعل ذاكرت واجتهدت وفى السنة الأولى لى بالجامعة كنت من اوائل الدفعة وحصلت على تقدير امتياز بنسبة 95٪، وقامت إدارة الكلية بتكريمى وهنا بدأت أشعر بضرورة الحفاظ على مستواى، خاصة بعد هذا التكريم والاهتمام من إدارة الجامعة والكلية، وفى السنة الثالثة حصلت أيضا على تقدير امتياز بنسبة 95٪ وتم تكريمى أيضا هنا أدركت أننى لا بد أن أختم السنة الرابعة بنفس التفوق، فذاكرت واجتهدت وحصلت على تقدير 93% فى السنة الرابعة وبعد جمع المجموع التراكمى حصلت على 94% المجموع التراكمى لسنوات الدراسة كلها والأولى على كلية التجارة شعبة المحاسبة"، مشيرة إلى أنها كانت تعتمد فى دراستها على محاضرات الأساتذة والسكاشن فقط والالتزام بالحضور والمذاكرة بشكل منتظم، وهو ما جعلها تصل الى هذا التفوق.

ووجهت نورهان كلمة لكل طلاب التعليم الصناعى والتجارى بألا يعتبروا هذه المرحلة هى نهاية المطاف فى تعليمهم بل يجعلوها مرحلة المثابرة والاجتهاد وتحقيق أحلامهم، وألا يعتبروا هذا النوع من التعليم أقل قيمة من الثانوية العامة لأنها قد تكون بداية لمرحلة جديدة من تحقيق الحلم.

ووجهت نورهان الشكر للدكتور محمد عدوى للدكتور أحمد المنشاوى رئيس جامعة أسيوط، والدكتور محمد أحمد وكيل كلية التجارة الذى تواصل معها شخصيا وهنأها بتفوقها ونقل تهنئة رئيس الجامعة والدكتور إبراهيم عبد الحى الذى نشر على صفحته الشخصية نتيجة تفوقها وقصة نجاحها.

ومن جهته، قال الدكتور محمد عدوى وكيل كلية التجارة بجامعة أسيوط إنه هنأ الطالبة بتفوقها ونقل تهنئة الدكتور أحمد المنشاوى رئيس جامعة أسيوط، وأنها بالفعل أثبتت قدرتها على التعلم المستمر، وتطوير نفسها باعتبار تفوقها فى سنوات دراستها والحفاظ على تقديراتها المرتفعة فى ظل منافسة واضحة بين أعداد كبيرة بين الطلاب الملتحقين بكلية التجارة وأثبتت تفوقها فى المقررات الدراسية المتعددة بكلية التجارة جامعة أسيوط التى تتنوع ما بين تخصصات المحاسبة، وإدارة الأعمال، والتأمين والإحصاء، والرياضيات والعلوم السياسية، وهو ما يعنى أن الطالبة أثبتت قدرة متميزة فى تحصيل علوم العدة والوفاء بمتطلبات تلك المقررات الدراسية المتنوعة وإثبات تفوقها فيها.