خدمة وشوشة.. "أشعر أن زوجتي سبب أزماتي.. هل أطلقها؟"

وشوشة
وشوشة
كتبت سارة درويش
"أنا شاب عمري 38 عامًا، والدي توفي قبل 25 سنة، وأنا مسئول عن أمي وإخوتي الأربعة. بدأت أعمل من عمر 10 سنوات وبنيت نفسي بنفسي من تحت الصفر حتى الآن، والحمد لله نحن مستورين الحال، وأكملت تعليمي الجامعي وأعمل الآن في التجارة. عندي مشكلة تؤرقني في زواجي. زواجي كان تقليديًا، أمي بحثت واختارت لي زوجة وسألت العروس وأمها هل تجيد الطبخ فقالوا بكل تأكيد والحمد لله. تزوجت قبل ثمانية أشهر زواجا تقليديا. وتعرفت على زوجتي للمرة الأولى يوم العرس، ولكن إلى الآن وزوجتي لا تعرف الطبخ على الرغم من أن اختي وامي يحاولان جاهدتين أن تعلماها الطبخ والمقادير لكن للأسف لم تتعلم. 
 
امي قالت يجب أن أطلقها لأن أهلها كذبوا علينا وقالوا انها طباخة وهي لا تعرف أبسط الأشياء. لكني قبل ثلاثة أشهر اخذت زوجتي بيت أهلها ثلاثة أسابيع لتتعلم الطبخ وحاولت جاهدًا ان اقنع امي أن تعطي زوجتي اخر فرصة. وقفت ضد أمي ورجعت زوجتي على الرغم بأنني من داخلي لست مقتنعا بها لأن كل أكلنا من المطعم أو إذا طبخت اختي، لأنها مشغولة، وامي لم تعد قادرة على عمل المطبخ بسبب كثرة الأمراض ـ ربنا يشفيها ويعافيها ـ وخلال هذه الاشهر الأخيرة تطبخ لنا زوجتي، لكن الطبخ لم يتغير وكل الأكل الذي تطبخه إلى القمامة، وزوجتي فما زالت إلى الآن لا تعرف كم المقادير الأكل ولا الطباخة وأيضا عندها مشكله أنها ترد على أي كلام أثناء تعليمها الطبخ ومعاندة وعندما اقول لها الطبخ لم يتغير ولا واحد بالمئة، تحلف وتقول والله إنه حلو ولا يوجد فيه شيء. 
 
إلى جانب ذلك زوجتي فيها أكثر من عيب يزعجني، فهي كثيرة الكلام وتتشدق بالقول وراء القول دون ملل او تعب، ولا تتوقف عن الأنين والشكوى كلما رأتني، ومنانة تقول كل ساعة "الله يسامح أبويا اللي رماني الرمية دي". وأنا بصراحة تعبت من الاكل الذي تطبخه لا استطيع أن اكله وغالبا اخرج المطعم للأكل.
 
هناك أمر أكثر أهمية، رغم أني لا أريد أن أظلم زوجتي ولكني لدي مشاكل في العمل أكثر من سنة من قبل ما اتزوج ومع ذلك اشتغل والحمد لله لكن من يوم ما تزوجت والعمل عندي شبه متوقف وخصوصا آخر خمسة  أشهر والمحل اتغلق بعد الزواج بشهر وفتحته من قبل المحكمة بسبب ناس حاقدين في مجال عملي وقبل ثلاثة أشهر قاموا بإغلاق المحل، وإلى الآن لم أستطع أن افتحه، ولا أعلم لماذا كلما أحاول عمل أي شيء كل الأمور تتعقد  ولا يوجد عمل بالرغم بأنه لله الحمد والشكر يوجد لدى بضاعة. وأصلى واقرأ قرآن واستغفر واكثر من الدعاء. اعلم أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى لكنني أراجع نفسي واقول هل يجب علي تغيير باب البيت مثلما أتى في قصة اسماعيل عليه السلام وأن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان يزور إسماعيل وأمه، وعندما جاء يزور إسماعيل بعد أن تزوج (فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا) (ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ) لا أريد أن أطيل عليكم اكثر في التفاصيل ما هو الحل، أصبحت في حيرة هل اواصل الوقوف مع زوجتي ضد أمي وضد مستقبلي أم أطلقها، أتمنى منكم الرد في إطار المعقول.
 
****
 
القارئ العزيز، نشكر لك ثقتك وطلبك المشورة، وما نلمسه من حرصك على الحفاظ على بيتك والتمسك به. نتفهم ما تشعر به إزاء الضغط المتكرر من المحيطين بك بضرورة الانفصال وإنهاء العلاقة، والشعور بأنك تتحدى والدتك بتمسكك بزوجتك، وربما التخوف من أن تكون بذلك لا تبرها. ولكن هل يستحق الأمر فعلاً إنهاء الزواج من أجل عدم إجادتها الطبخ بالطريقة التي ترونها جيدة؟ ربما لم يكذب أهلها وهي تجيد الطبخ فعلاً بالطريقة التي اعتادتها في بيت أهلها، فالمأكل والمشرب في النهاية أذواق. وكل بيت له طريقته الخاصة في تحضير الطعام وذوقه الخاص في أكله. و8 أشهر ليست مدة كبيرة أبدًا كي تتشرب عروسك طريقتكم في تحضير الطعام ومعرفة ذوقكم. 
 
الأهم من ذلك هو أن الطريقة التي اخترت على أساسها العروس لم تكن صحيحة على الإطلاق. ليس من المنطقي أبدًا أن تتعرف على العروس يوم الزفاف. قد تراها أمك وأختك مناسبة لك ولكن هل هذا يكفي لإقامة بيت؟ هل معرفة أنها تجيد الطبخ كافية لإقامة أسرة؟ بدا الأمر وكأنكم تبحثون عن طاهية وليس زوجة! 
 
من المفترض أن تتعرفا وتبحثا عن مدى التوافق بين شخصيتكما كي لا تظلمها ولا تظلم نفسك بالزواج بها. قد تتمكن من تعليم أي امرأة الطهي ولكن توافق الطباع والصفات كيف يمكن تعلمه؟ 
 
إذن فالخطأ في هذا الزواج كان مشتركًا بين الطرفين، ولا ينبغي أبدًا إصلاح خطأ بخطأ. أشرت إلى أن زوجتك تعاند أثناء تعليمها الطبخ وتكثر الشكوى، ربما لا تشعر بالألفة ولا الراحة مع طريقة تعليمها. أحيانًا توجه النصيحة للشخص بطريقة تجعله يحب تنفيذها وأحيانًا توجه له بطريقة منفرة جدًا ومزعجة تجعله عاجزًا عن تقبلها وابتلاعها. 
 
نتفق معك في أن كثرة الشكوى والمن على الزوج من العيوب المزعجة، والتي تجعل البيت ممتلئًا بالطاقة السلبية، ولكننا نحاول رؤية الأمر من وجهة نظرها، فهي بالتأكيد تشعر بعدم تقبلكم لها، وبأنكم منزعجون منها، بل ربما تناهى إليها طلب أمك بتطليقها كيف تتوقع منها أن تكون زوجة سعيدة راضية ومعطاءة في ظل هذه الظروف؟ 
 
حاول أن تحسن معاملتها، أن تشعرها بحبك وتقبلك ورضاك عنها وربما يفعل سحر الحب ما لم تفعله الأوامر والانتقادات! 
 
أما بالنسبة لأزمة العمل، فالكثير من البيوت تعاني من وقتٍ لآخر من ضائقة مالية، والكثير من الشباب في السنوات الأولى من الزواج يواجهون متاعب مالية، ولا علاقة للأمر بحسن اختيار الزوجة من عدمه. ولا علاقة له أيضًا بمخالفتك أمر والدتك أن تطلق زوجتك، ففي إجابتها على سؤال مشابه أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجب على الابن أن يطيع والديه في طلاق زوجته، بل يحافظ على زوجته وأسرته ما استطاع، لافتة إلى أن تطليق الزوجة ليس من بِرِّهِمَا؛ منوهة بأن البِرُّ بالوالدين معناه الإِحْسَانُ إليهما بالقَوْلِ اللَّيِّنِ اللَّطِيف الدَّالِّ عَلَى الرِّفْقِ والـمَحَبَّةِ، وتَجَنُّب غليظ القول الـمُوجب للنفرة، واقتران ذلك بالشَّفَقَة والعطف والتَّودد والإحسان بالـمال وغيره من الأفعال الصالحات.
 
وشوشة 21 يوليو
وشوشة 21 يوليو

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.  

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عاجل.. موجة شديدة الحرارة الجمعة والسبت والعظمى بالقاهرة تصل 40 درجة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف الكبير خلال 24 ساعة

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

إحالة أوراق متهم ادعى النبوة وقتل مدرسا إلى المفتى

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة


حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

حصاد أول دورى لكرة القدم النسائية بمشاركة الأهلى والزمالك وبيراميدز.. مسار الأقوى

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

مصرع 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين فى حريق هائل بمخزن خردة بالدقهلية

تشييع جثمان الضحية منة أيمن إحدى ضحايا حادث انفجار خط غاز أكتوبر.. صور


جدل هدية قطر لترامب مستمر.. الطائرة قيمتها 100 ضعف هدايا رئاسة أمريكا منذ 2001

الريال ضد ريال مايوركا.. لوائح الاتحاد الإسباني تضع الملكي في ورطة

بـ590 جنيهًا إسترلينيًا.. وزير خارجية بريطانيا مُتهم برفض دفع أجرة تاكسى

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

فليك يكشف موقف ليفاندوفسكى من مباراة إسبانيول ضد برشلونة

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

الإدارية العليا تؤيد قرار التعليم بإضافة 20% من درجات العربى والتاريخ للمجموع بالمدارس الدولية

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

أزمة مباراة القمة.. لجنة التظلمات تحسم غدا قرارها بشأن لقاء الأهلى والزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى