كيف يتكيف البشر من تغيرات مناخية حارة؟

أكرم القصاص
أكرم القصاص
التحولات المناخية أصبحت واقعا يفرض نفسه على العالم، رغم أن التحذيرات والتقارير عن التغير المناخى متواصلة منذ ثمانينيات القرن العشرين، هناك تحذيرات من علماء المناخ والبيئة بأن ارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الكربونية تسبب اختلالات فى ثوابت الطقس بالعالم، حيث تذوب جبال الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى، بما يرفع مناسيب المياه فى البحار والمحيطات.
 
ومنذ عقود لم تعد مصر ذات مناخ «بحر متوسط» حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء، لقد غير الارتفاع المتصاعد للحرارة، مع الرطوبة من الصيغ المحفوظة للطقس فى مصر فى كتب الجغرافيا «حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء»، منذ الثمانينيات تراجعت نسب المطر شتاء، وتصاعدت الرطوبة صيفا مع التسعينيات ضمن تغيرات مناخية تجتاح العالم، ويفسرها العلماء بأنها نتيجة طبيعية للاحتباس الحرارى وتآكل الغلاف الجوى حول الأرض فيما شاع لفترة باسم «ثقب الأوزون». 
 
الموجة الحارة لم تقتصر على أفريقيا أو آسيا، وخلال السنوات الخمس الأخيرة فإن الموجات الحارة تضرب كل قارات العالم، أفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا شمالها وجنوبها، وهذا العام تتكرر وفيات الحر فى كل قارات العالم خاصة النصف الشمالى، وتندلع حرائق فى غابات دول معروفة بالبرودة والثلوج، وفى كل دول العالم هناك شكاوى من ارتفاع معدلات استخدام أدوات التبريد ومكيفات الهواء والذى يؤدى  إلى قصور فى الطاقة الكهربائية، وهى أمور يمكن متابعتها على مواقع التواصل ومواقع متابعات الطقس والخدمات والحرائق والأزمات، والتى تسجل أعلى معدلات للحرائق والأعطال، حيث تمتد الحرائق إلى مناطق متعددة، وتتزايد الوفيات، حيث الحر أصبح موزعا فى العالم كله.
 
يتطلب مواجهة حقيقية لا أحد يعرف إذا كان العالم - خاصة الدول الصناعية - جادا فى التعامل معها؟ أم سوف تتواصل لتتزايد حرارة الأرض وتتكرر الموجات الحارة والجفاف والفيضانات؟ بل إن  الموجات الحارة اضطرت دول أوروبا إلى تغيير نمط استهلاكها من الكهرباء لمواجهة الحرارة، ولم تكن جاهزة للحرارة، فى حالة استمرار هذه التحولات المناخية سوف يحتاج الأمر  تغييرا فى أنظمة التكييف والتهوية، التى كانت على العكس من الدول الحارة لا تعرف التكييف البارد أو المراوح بينما تعرف التركيز على التدفئة فى مواسم البرد. 
 
طبعا هناك جزء يتجاوز الطقس إلى نقاشات بين محبى الصيف والشتاء، الذين يتراشقون بالاتهامات و«الكوميكسات» حول أفضلية الشهر، أو الصور والإيفيهات التى تتكرر كل عام، بشكل تلقائى، بل ويمكن التقاط المناقشات التى يكتبها من يجلسون فى مكان مكيف أو « طراوة» وبين من يجلسون ويعملون فى الحر والقيظ، غالبا فإن من تضطرهم ظروف عملهم إلى البقاء فى الحر لا يجدون فرصة لكتابة كوميكس أو التنكيت حول أفضلية الصيف والشتاء.
 
وبعيدا عن الجدل الافتراضى فإن الواقع يفرض نفسه، وهناك على مدى عشر سنوات موجات حارة تتكرر وتقارير متشائمة، فى عام 2018 نقلت الجارديان البريطانية عن الدكتور تيم أوسبورن، مدير وحدة أبحاث المناخ بجامعة شرق أنجليا، «منذ عام 1976 شهدنا عدة عقود من الاحتباس الحرارى، الناتج عن ارتفاع انبعاثات الكربون، والتى أدت بدورها لارتفاع درجة الحرارة العالمية بشكل كبير».
 
وتتواصل التحذيرات أنه مع تزايد انبعاثات الكربون، سوف تتزايد الموجات الحارة لتصبح أسوأ وأكثر حدوثا على الأرجح، ويرى علماء آخرون منهم دان ميتشل من جامعة بريستول، «أن التغير المناخى يلعب دورا فى الموجات الحارة لكن هناك مؤثرات أخرى، مثل درجة حرارة سطح البحر فى شمال المحيط الأطلسى»، وأيضا ما يسميه العلماء «التيار النفاث بارتفاع خمسة إلى سبعة أميال عن سطح الأرض، الذى يضرب من الغرب إلى الشرق، ويوجه الطقس حول العالم».
 
وبالتالى على البشر أن يستعدوا لموجات حارة وباردة من تغير مناخى، وهذا التكيف يتطلب كما أشرنا الاستفادة من الطاقة الشمسية فى إنتاج كهرباء رخيصة، وفى نفس الوقت تقليل الحرارة وتوليد طاقة متجددة، وفى حال مضاعفة إنتاج أدوات الطاقة المتجددة وإغراء الناس لتركيبها، تتحقق فائدة مزدوجة.
 
P.8

 

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية.. الهند تدرس خفض حصة باكستان من مياه نهر السند.. بلومبيرج عن جولة ترامب الخليجية: كأنه فى بيته

رادار المرور يلتقط 1006 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

رويترز نقلا عن إن بي سي نيوز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني لليبيا

الميليشيات المسلحة فى طرابلس تطلق الرصاص على متظاهرين يطالبون بإسقاط الدبيبة.. فيديو


أوكرانيا تبدأ فى إعداد قائمة الأفراد لتبادل الأسرى مع روسيا

نتائج مباريات اليوم الجمعة 16 – 5 – 2025 فى دورى نايل

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

وزير الخارجية يلتقى السكرتير العام للأمم المتحدة

حاملة الطائرات الأمريكية هارى ترومان فى طريقها لمغادرة الشرق الأوسط


أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

فوتوسيشن أهالى الغربية.. الممشى السياحى لمنطقة السيد البدوى قبلة الأهالى للتنزة والتصوير.. على الطراز الإسلامى بطول 300 متر.. الأهالى: المنطقة من أهم المناطق السياحية التى يقصدها الجميع.. صور

النيابة العامة: «سفاح المعمورة» قتل موكله بعد خطفه وزوجته خشية افتضاح أمره

وزير خارجية العراق ورئيس فلسطين يؤكدان أهمية انعقاد القمة العربية فى هذا الظرف الحساس

صفقة القرن واستيقظت حرم الفنان.. هكذا احتفل يوسف حشيش ومنة القيعي بعقد قرانهما

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

كل ما تريد معرفته عن قرار لجنة التظلمات بشأن نقاط مباراة القمة

المولود الجديد يحمل أصولا عربية.. حقائق مثيرة حول حفيد ترامب الحادى عشر

محام يتخلص من حياته داخل مكتبه فى الشرقية.. ويترك رسالة مؤثرة

إصابة 6 أشخاص إثر حادث تصادم 4 سيارات واحتراق إحداها فى السويس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى