"معروف عمل معروف".. سائق يعثر على "شبكة زفاف" ويردها لأصحابها.. الشاب الأسوانى يعيد الفرحة لأسرة العروسين.. ويرفض مكافأته بمبلغ مالى.. ويؤكد: فرحتى من فرحتهم.. ووالدتى قالت لى "حد الله بينا وبين الحرام".. صور

"ظروفه صعبة وبيشتغل ليل نهار عشان يتجوز وبيصرف كمان على والدته المريضة، إلا أن الفقر لم يمنعه من تأدية الأمانة لأصحابها ورفض وساوس الشيطان باستباحة ما عثر عليه"، هذه هى قصة الشاب الأسوانى محمود معروف الذى يعمل سائق على ميكروباص أجرة وعثر على مصوغات ذهبية "شبكة زفاف" وأعادها مرة أخرى لأصحابها.

تفاصيل القصة، يرويها الشاب محمود لـ"اليوم السابع" قائلاً: "كعادتى أخرج لطلب الرزق على سيارتى الأجرة الميكروباص التى أعمل عليها لسد مصاريف المنزل وأعيش فيه مع والدتى المريضة بالقلب، وأحاول أن أدخر مبلغ لزواجى والذى تأخر بسبب الظروف الصعبة وبلوغى سن الـ38".

وتابع السائق الأسوانى قصته قائلاً: فى إحدى المرات بينما أسير بالسيارة على طريق كورنيش النيل، إذ بأسرة مكونة من مجموعة فتيات يرافقهم رجل كبير وشاب، وطلبوا منى أن أوصلهم بالميكروباص "نظراً لعددهم الكبير" إلى منزلهم بمنطقة كيما، فوافقت وركبوا السيارة وانطلقت بهم إلى المكان حيث أرادوا.

وأكمل القصة: بعد أن أوصلت الأسرة واصلت طريقى فى طلب الرزق ولكن أوقفت السيارة على جانب الطريق لأنظفها، وفوجئت بأشياء منسية داخل السيارة، وهى عبارة عن علبة بها مصوغات ذهبية "شبكة زفاف" ومبلغ مالى وتليفون محمول داخل شنطة، وعلى الفور بدون تردد ركبت السيارة وعدت بالحاجة إلى المكان الذى نزلت فيه الأسرة.

وقال الشاب محمود: فوجئت بالأسرة وعدد كبير من أفراد الأسرة يقفون على الطريق ويسألون ويبحثون عن حاجتهم المفقودة، وكاد الأمل أن ينقطع بهم بعد ضياع هذه الأشياء الثمينة، وعلق قائلاً: "كاد الفرح أن ينقلب إلى حزن بسبب ضياع الشبكة"، حتى جاءهم وشاهدوا السيارة التى كانوا يستقلونها مرة أخرى، هنا بدأت النفوس تهدأ قليلاً واطمأنوا بعد أن سألوا عن أشيائهم المفقودة ورأوا أنها عادت إليهم مرة أخرى كاملة.

وأضاف، أن الفرحة عادت إلى أسرة العروس مرة أخرى بعد عودة ما فقدوه، خاصة أنها مصوغات ذهبية ولوازم زفاف، وهى عبارة عن: 3 خواتم وسلسلة و2 غويشة، بالإضافة إلى هاتف محمول ومبلغ 500 جنيه، بجانب أدوات ومستحضرات تجميل، مضيفاً أن أسرة العروس حاولت مكافأته بمبلغ مالى لكنه رفض وأكد لهم أن فرحته هى فرحتهم، ولذا وجهت الأسرة له الدعوة بحضور حفل الزفاف وشكروه على صنيعه.

وأوضح "معروف"، أنه لم يكن يطمع ولو لحظة فى هذه الأشياء التى عثر عليها رغم أنها ثمينة ورغم ظروفه الصعبة التى يمر بها وحاجته إلى تجهيز نفسه لعقد زفافه الذى تأخر بسبب ظروفه المادية حتى وصل لسن 38، بجانب ما يتحمله من نفقات علاج والدته المريضة بالقلب وتعيش معه فى نفس المنزل.

وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التى يعثر فيها على أشياء ثمينة داخل سيارته ويعيدها إلى أهلها، فسبق أن عثر على مبلغ مالى نحو 17 ألف جنيهاً داخل السيارة الأجرة وأعادها إلى صاحبها، فشكره صاحب المال وحاول إهداءه مبلغ مالى فرفض وقرر أن يوصله إلى محطة القطار مجاناً، خاصة بعد أن علم أنه استلف هذا المبلغ لإجراء عملية جراحية لابنته المصابة فى وجهها وقرر السفر بها إلى القاهرة.

وأكد، أن والدته تحثه دائماً على أداء الأمانة وردها لأصحابها، للدرجة التى عثر فيها مرة على هاتف محمول، فأقسمت عليه ألا يبات معها فى المنزل حتى يعيد هذا الهاتف لصاحبه، وقالت له: "حد الله بينا وبين الحرام"، موضحاً أنه تربى على ذلك، وأنه يتمنى أن يرد ولو جزء بسيط من الفضل لوالدته المريضة.

السائق الأمين

الشاب الأمين

الشاب والشبكة المفقودة

المصوغات الذهبية

محمود معروف