قرأت لك.. "ديناميات الهوية" يرصد التحولات المستمر فى خريطة الشرق الأوسط

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

لم تكن منطقة الشرق الأوسط طوال تاريخها منطقة بعيدة عن العقيدات والصراعات وهو ما أثر بالتأكيد على هويتها، وذلك في ظل التبدلات والتحولات المستمرة فى خريطة التنوع الديني والإثنى واللغوي في منطقة الشرق الأوسط وما ترتب على ذلك كله من عودة أشكال وهويات قديمة كانت غائبة، هذه التبدلات الكبرى في هوية المنطقة ما يحاول تفسيرها والإجابة على العديد من التساؤلات الخاصة بها كتاب "ديناميات الهوية: نهاية وانبعاث التنوع في الشرق الأوسط" من تأليف الباحث سعد سلوم، والصادر حديثا عن دار الرافدين.

وجه جديد لداعش

لعل الكثير سمع عن الديانة الزرادشتية، تلك الديانة التي ظهرت قبل أكثر من 3 آلاف عام وكانت سائدة في الشرق الأوسط قبل انتشار الأديان الإبراهيمية الثلاث "اليهودية، المسيحية، الإسلام" بل أن هذه الديانات الثلاث الكبرى تأثرت بالعديد من مبادئها، ويلفت الكاتب هنا السياق الاستعادي الثري من محاولات بدأت تقوم في الأراضي الكردية من أجل إعادة إحياء الديانة الزرادشتية، وهو الذي يختلط في الوقت نفسه بسعي قومي هناك لإعادة الكرد إلى معتقداتهم الأصلية قبل ظهور الإسلام.

ولفت المؤلف إلى أن "بيير لقمان" زعيم هذه الجماعة كان حذرا في إعلانه، إذ ابتعد عن صراع السلطة والثروة، وتجيب قاموس المطالبات والاستحقاقات، ليتوفر له ولاتباعه هامش من الحرية لإحداث ثورته الاستعادية لتراث روحي وفلسفي، وأكد لقمان أن جماعته الدينية ليست جماعة ذات أهداف سياسية بقدر ما تطمح إلى ثورة روحية أو كما يطلق عليها "ثورة ثقافية".

الكاتب يفسر محاولات استعادة التراث الزرادشيتي بفشل الدولة القومية في العراق، مشيرا إلى أنه مثلما كانت داعش نتاجا معقدًا لفشل الدولة مضفورا بعوامل إقليمية ودولية، كذلك فأن عودة زرادشت إلى العراق بعد غيابه بأكثر من ألفي وخمسمائة عام يؤشر إلى مخرجات هذا الفشل، وقد يحفز هذا الظهور نقاشا متعلقا بحرية المعتقد وحدود الحرية الدينية في العراق والشرق الأوسط، ويرى أن تحكم الانبعاث الجديد للزرادشتية في موطنها الأصلي معقد، ويتصل بالصراع الذى تشهد المنطقة منذ عقود، وأن الزرادشتية ستعود في شكلها الطائفي الدموي.

 

ثورة التمييز العنصرى

يرى الكاتب أنه منذ فوز الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة في 2008، وحتى مقتل جورج فلويد في مايو 2020، ويبدو أن أن الوعي بحقوق ذوى البشرة السمراء يتصاعد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟، ويجري الإقرار بالتمييز الذي تواجهونه في أكثر من بلد عربي أو مسلم، مشيرا بأنه بينما أثار مقتل جورج فلويد الاحتجاجات في الولايات المتحدة، أثار نقاشات واسعة في الشرق الأوسط عن التمييز وعدم المساواة التي لا يزال يواجهها الأمريكيون من أصول أفريقية، فقد استخدمها المناهضون للسياسات الأمريكية للدلالة على فشل الولايات كنموذج للتغيير الديموقراطي في المنطقة، لكن سرعان ما أثير نقاش آخر، اتسعت دائرته لتشمل التمييز وعدم المساواة الذي تتعرض له فئات من ذوى البشرة السوداء في البلدان العربية، مستشهدا بحركة "أنصار الحرية" التي ظهرت في العراق وبالتحديد في مدينة البصرة لمواجهة التمييز ضد الأفرو عراقيين والذين يقدر عددهم بحوالي 400 ألف.

 

مستقبل التنوع في المنطقة

يذهب الكتاب إلى أنه لا يمكن فصل إحساس الأفراد بالمواطنة، عن السياق الشامل لأزمة فقدان الثقة بالنظام السياسي القائم على أنموذج "دولة المكونات" لجميع المواطنين على اختلاف خلفياتهم الدينية والقومية والمذهبية، أو بمعني آخر فصله عن أزمة الثقة العامة، لذلك تعتبر مهمة بناء الثقة مسئولية ملقاة على عاتق من يسهمون في إنتاج نموذج بديل، يراعى تحقيق التوازن بين الحقوق الفردية والحقوق الجماعية، وهو ما يمكن أن يقدمه – من وجهة نظر الكاتب – نموذج الدولة أو الأمة الحاضنة للتنوع والذى تساعد على انصهار الفئات مع بعضها البعض دون تمييز، لأن نموذج الهندسة الفوقية للأمة، أهمل على نحو كبير جماعيات كثيرة، فاستبعدت عن تشكيل هوية أمة جامعة، ولتجد تقاليدها وثقافاتها محظورة أو مدانة أو منسية في أحسن الأحوال، فقد كانت فلسفة القومية استيعابية بالإكراه، وفرزت آلياتها التوحيدية لإنتاج الهوية المشتركة مثل "التعليم" هوية آحادية طردت الآخر الداخلى من معادلة تخيل الأمة، خالقة فجوة معرفية بمكونات المجتمع، ومن ثم ضد سيرورة إنتاج هوية تعددية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

تشيلسى يقصى فلومينينسى بثنائية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية.. فيديو

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية


قياسات طبية لنجوم الأهلي بالقاهرة قبل معسكر تونس

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

الاحتلال الإسرائيلي يواصل هدم المباني السكنية في مخيم طولكرم

إيران: الولايات المتحدة تسعى للعودة إلى الحوار.. والقرار بيد القيادة

أسر شهداء حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها


الاتحاد السكندري ينهي إجراءات استعارة لاعب الزمالك

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤول أوروبى

تصاعد الضغوط الأوروبية على تل أبيب.. نائبة فى البرلمان الأوروبى تطالب بعقوبات حازمة.. أغلبية الإسبان يتهمون إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.. و 5 خيارات قيد البحث تشمل تعليق الشراكة وحظر تصدير السلاح

3 فرق مصرية تتسلح بمعسكرات خارجية قبل الموسم الجديد

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

اتحاد الكرة يعلن مباريات الجولتين الأولى والثانية بدورى المحترفين

المترشحون لانتخابات الشيوخ يتنافسون على 200 مقعد بنظام الاقتراع السرى

تأجيل نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد لـ22 يوليو

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى