خالد دومة يكتب: وحى القراءات.. قواعد العشق الأربعون

خالد دومة
خالد دومة
يظل يبحث الإنسان عن بقية، تاهت منه في طريق الحياة، عن روحه الغائبة، عن الكلمات التي تحييه، عن نبضه المجهول، عن عروقه المتدفقة نحو السراب، عندما يفيق يتساءل إلى أين؟ ثم يبدأ رحلة البحث عن النور.
 
عندما أشرقت شمس التبريزي، على مولانا الرومي، وتلاقت الأرواح، بعد أن تاهت سنوات من عمر كل منهما، تلاقت حول الإنسان، من أجل الإنسان، ولنجاة الإنسان، ففاضت لتشمل العالم بأجمعه، فكانت مددا للإنسان في كل مكان، وفي كل زمان، وفي كل لغة إنسانية، عرفها الإنسان، إنها خطاب لروح الإنسان وقلبه، إنها مزيد من النور، الذي ينتشر في كل ربوع الأرض، فشعت وملأت القلوب والعقول، أضاءت ما أظلمته الأيام والسنين، من نفوس الناس، كانت بمثابة رجة في أعماق الضمائر والأرواح؛ ليصحو، لتنال شيئا من الأنفاس، التي تمد الجسد الميت بالحياة، فقراءة في حياة هؤلاء، هي وقود للنفوس، التي أنهكتها متاعب الحياة، فتركتها أجسادا بالية، لا روح فيها، ولا حياة، ولا معنى للحياة بداخلها. هي شعلة تضيء القلوب المظلمة، ونور يوقد العقول، التي انطفأت. قاسية هي الحياة، وصرعاها الذين هم على قيد الحياة كثيرين، فلا أقل من مدد، يحرك ساكنها، ويوقظ ميتها، بين عالم الجسد، وعالم الروح، بين الانغماس في عالم المادة، والبحث عن الجوهر، فهل يستطيع الإنسان أن يحيا على الأرض جسدا فقط؟ هل يستطيع أن يحيا روحا فقط؟ فليس إنسانا من يعيش على الأرض، ويدب فوقها، لا هم له إلا إشباع رغباته ونزواته، كما أنه ليس إنسان من عاش روحا هائمة، لا حساب لنوازع الجسد ورغباته، بل يحيا الإنسان بهما معا، بالتوازن بين العالمين، فإذا طغى أحدهما على الآخر انتُزعت منه صفة الإنسان، وصار شيئا آخر.
 
فالبطلة التي تحيا بين أسرتها، تلبي رغباتهم الجسدية، من طعام وشراب، وعواطف إنسانية جُبلت عليها، أصبحت أشبه بالآلة، بالجماد الذي لا يشعر، إن الإنسان هو الإنسان منذ أن خلقه الله، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بما يحمل بين ضلوعه من قلب وروح. 
 
كانت هذه الرحلة، إلى عالم الباطن، بمثابة وقفة تأملية، وإعادة صياغة، وعودة إلى الذات، وإلى تحديد هويتها، وتصحيح مسيرتها الحياتية، إن الإغراق في عالم المادة ينسي الإنسان باطنه، كما أن الإغراق في عالم الروح، يُذهل الإنسان عن مكانته، في هذه الحياة، فكلاهما تفريط، وكلاهما نصف إنسان، وتستطيع أن تقول، إنه لا إنسان هناك، لأن فقدان أحد الجانبين، يخرجه من النوع الإنساني، إلى نوع آخر، لا يمت للإنسانية بصلة، وقد تطلق عليه تعريفًا آخر، فهذا قد يعلو بإنسانيته إلى مصاف الملائكة، وقد يهبط به إلى مصاف الحيوان، وكلاهما نموذج بعيد عن الإنسان بعواطفه ومشاعره، وغرائزه وشهواته ونزعاته، وما يدور في أعماقه، وعقله وقلبه، فما بين الطرفين طريق النجاة، والصحة والسعادة، فمن أدركه نجا، ومر على الدنيا إنسان، حتى يتوسد قبره في نهاية المطاف، وقد عاش ومات إنسان.
 
عندما تقابل من يوقظ فيك ما مات منك، تستقبله قرير العين، تمد إليه يدك وقلبك، وتسعى إليه في لهفة وشغف؛ لتنفخ في روحك من صميم الحياة، وعبير الوجود. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جوادالاخار ضد برشلونة.. شوط سلبي فى دور الـ32 من كأس ملك إسبانيا

تصويت محمد صلاح وحسام حسن لاختيار أفضل مدرب وحارس فى «ذا بيست» 2025

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود


أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين


يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

ترامب يعلن خطوبة نجله جونيور.. ونيويورك تايمز: الثالثة.. فيديو

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى