استثنائية 3 يوليو.. العودة إلى القيادة "المؤسساتية" للدولة

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
ربما تبقى الحالة التي يحظى بها يوم 3 يوليو استثنائية إلى حد كبير، باعتباره "يوم الخلاص"، بعد سنوات فقدت فيهم الدولة المصرية بوصلتها، جراء الفوضى العارمة التي سادت البلاد، ناهيك عن سيطرة حفنة من الانتهازيين على أمور العباد، لعام كامل، كان كفيلا ليدرك ملايين المصريين خطورة الوضع، والحاجة الملحة إلى التصحيح وإعادة المسار، فأصبح اليوم بمثابة إعلان انتصار الثورة المصرية، التي تهدف إلى تحقيق تغيير حقيقي وفعلي، من شأنه تحسين الأوضاع سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، وهي الأمور التي سارت عليها الدولة في السنوات التي تلت ذلك، سواء عبر مشروعات عملاقة أو مبادرات إنسانية، وضعت تحسين حياة المواطنين كأولوية قصوى، لا يمكن تجاوزها.
 
ولكن بعيدا عن إنجازات 3 يوليو، ونتائجه وتداعياته الإيجابية، التي تجاوزت لحظة البيان التاريخي الذي ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع في حينها، يتجسد الإنجاز الحقيقي الذي تحقق في ذلك اليوم، في حالة التوافق التي جمعت المصريين، حول قيادة "مؤسساتية" للمستقبل، بعيدا عن حالة البحث عن حالات "حنجورية" تحمل شعارات تتنافي مع الواقع، وهو ما يعكس إدراك الغالبية العظمى من الشعب للأخطاء التي سقط فيها المتظاهرين قبل ذلك بعامين، عندما سعوا إلى استيراد رموز "افتراضية"، اقتصرت رؤيتهم على الكيفية التي يمكنهم بها إدارة صفحاتهم على "السوشيال ميديا"، بينما أثبتت التجربة أنهم لا يفقهون شيئا عن إدارة الدولة، وهو ما أثار انقسامات كبيرة، بين صفوف من أسموا أنفسهم بـ"الثوار"، لتتحول الأمور إلى اتجاهات تبدو بعيدة تماما عما خرج من أجله المصريون في اللحظة الأولى.
 
والحديث عن قيادة "مؤسساتية" يمثل في جوهره أحد أهم أبعاد التحول الذي تحقق في 3 يوليو، حيث يعكس اختلافا كبيرا في النظرة التي سعى إلى تصديرها "دعاة" الفوضى، خلال سنوات الارتباك التي مرت بالبلاد بعد 2011، حيث قوضت النظرية التي روجها البعض حول "عداء المؤسسات"، في إطار مساعي سواء من الداخل أو الخارج لاستغلال لحظة التراجع التي نجمت عن "الربيع العربي" لتفكيك الدولة، وهو المخطط الذي امتد إلى العديد من دول المنطقة، وربما وضع بعضها على حافة الهاوية، لتتحول العيون نحو قيادات فردية، غير مؤهلة، سواء في صورة أشخاص "ملهمين" يرغبون في السلطة، أو جماعة لا تجد سبيلا نحو السيطرة إلا بإقصاء منافسيها سواء بالإبعاد أو التنكيل، أو القتل إذا لزم الأمر، على عكس المشهد في 30 يونيو، عندما كان النداء ليس موجها إلا للدولة ومؤسساتها لتعيد الأمور لزمامها الطبيعي.
 
وتكمن عبقرية المشهد في 3 يوليو، ليس فقط في الاستجابة إلى نداء جموع المصريين، المحتشدين في الميادين، في كافة محافظات "المحروسة"، والتي دارت حول إعادة البلاد إلى المسار الصحيح، وإسقاط نظام فاشل، عاث في الأرض فسادا لعام كامل، وإنما أيضا في حالة التناغم، بين النداء الموجه للدولة ومؤسساتها، في 30 يونيو، والاستجابة السريعة والمباشرة، فى حالة أشبه بـ"الاستفتاء"، الذي منح الشرعية للمؤسسة العسكرية، باعتبارها القوة الصلبة القادرة على مواجهة التحديات الصعبة المترتبة على تداعيات "العودة" للمسار، وفي القلب منها الإرهاب، ناهيك عن منح الثقة مجددا لكافة المؤسسات الأخرى المكونة للدولة، فكان البيان المشهود، ليس مجرد حزمة من القرارات، وإنما في واقع الأمر "خطاب" لقبول المسؤولية التي وضعها جحافل المتظاهرين على عاتق "المؤسسة"، لتتولى رسم خارطة الطريق، وقيادة الحرب على الإرهاب، ثم تتجه، بقوة دعم المصريين، مع المؤسسات الأخرى نحو عملية إصلاح شامل، تتسم بالاستدامة.
 
وهنا يمكننا القول بأن الفارق الجوهري بين 30 يونيو وغيرها من الأحداث التي شهدتها مصر قبل ذلك التاريخ، أو حتى ما شهدته الدول الأخرى، يتجلى في اختيار "القيادة" التي يمكنها العبور بالبلاد إلى بر الأمان، بعيدا عن أصحاب المصالح والساعين إلى السلطة، وهو الأمر الذي حقق نجاحا كبيرا، دفع العديد من الشعوب الأخرى إلى استلهامه، لإنقاذ ما تبقى لهم من فرصة للبقاء، بعدما أطاحت بهم الفوضى المدمرة لسنوات طويلة، أكلت معها الأخضر واليابس.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مجموعة مصر في أمم أفريقيا.. الفراعنة يبدأون مشوارهم أمام زيمبابوي

مصطفى أبو سريع يعلن انفصاله عن زوجته ويعلق: كانت حق الأم المثالية لأولادي

الدوري الإنجليزي يخسر نجومه في أمم أفريقيا 2025.. صلاح ومرموش الأبرز

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها


جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

حالة الطقس.. تمركز للسحب الممطرة على شرق البلاد مصحوبة بأمطار غزيرة

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

بدء الاقتراع بأول أيام جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب

انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب


الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

تفاصيل رقم قياسى للأهلى فى مونديال الأندية أبهر رئيس فيفا

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى