جحيم البحث عن الرفاهية فى السوشيال ميديا

أحمد حسن
أحمد حسن
بقلم : أحمد حسن

أصبح استخدام السوشيال ميديا بمختلف قنواته في الفترة الأخيرة أحد الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة الانتحار بين الأطفال والشباب في الفترة الأخيرة، فالكل يبحث عن الرفاهية وجمع الأموال، من أجل أن يعيش كما يعيش البعض على الواقع الافتراضى، فإذا تجولت داخل انستجرام لدقائق معدودة تشعر أن مصر كلها تعيش فى الساحل، فما بين حفلات وسهر وشواطئ وسيارات بملايين الجنيهات، لآخرين يرتدون ملابس بآلاف الجنيهات، والكل يستعرض على صفحاتهم الشخصية كل لحظة مبديا ابتسامة وكأنه يعيش في الجنة، فالجميع يحاولون استعراض حالات البهجة والفرح، ولا تجد منهم من يقول إنه غير سعيد أو يستعرض الأحداث السيئة التي يمر بها في حياته.

هذا الواقع الافتراضي غير الواقعى، لا يفهمه الأطفال والمراهقون وخاصة في القرى والأرياف، الكل يحلم بأن يعيش مثل هؤلاء، بغض النظر عن ظروف أهله، هل يستطيعون أن يوفروا ذلك أم لا، فمع الظروف الاقتصادية الأخيرة وعدم قدرة بعض الآباء على تلبية احتياجات ورغبات أبنائهم والتي في الغالب تكون مبالغ فيها، وغير ملائمه للبيئة التي يعيشون بها، نجد أن هؤلاء الأطفال أو الشباب صغار السن ناقمين على أهاليهم ورافضين مستوى المعيشة والظروف التي يعيشون بها ويتمنون أن يكونوا بدل هؤلاء النجوم على السوشيال ميديا غير مدركين أن الله قسم الرزق بعدل، فالكل أخذ نصيبه كامل مكمل من غير نقصان، فالصحة أفضل من الأموال التي لا تكون بديله عنها، وكذلك أن يرزق الإنسان بأولاد في ظل فقره أفضل من أن يكون عقيم ومعه أموال، فالجميع أخذ نصيبه كما يقول المثل" كل واحد واخد نصيبه من الدنيا 24 قيراط".

لعلك تتفق معى عزيزى القارئ أن ما يحدث على صفحات السوشيال ميديا سواء فيس بوك او انستجرام أو التيك توك وغيرها من الوسائل مبالغ فيه بشكل كبير من قبل البعض، فمنهم من يستغل هذه المنصات لجنى الأرباح دون مراعاة أى عادات أو تقاليد، ومنهم من يستغلها لتحقيق هدف يسعى له سواء تحقيق الشو والشهرة أو غيرها من الأهداف، ولكن نرجع لنقطة تعد هى الأهم والأساس، هى التربية السليمة والصحيحة، للأبناء، وتأتى فى المقام الأول، وكذلك تركيز الأباء مع أبنائهم بشكل مستمر والتقرب منهم ومعرفة احتياجاتهم تأتى في المرتبة الثانية، فانشغال الآباء في جمع الأموال لتلبية احتياجات المعيشة وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الأخيرة، جعل الأب طوال اليوم بعيد عن البيت، فالبعض يعمل في أكثر من وظيفة في محاولة لتوفير العيشة المناسبة لأسرته حتى وإن كانت لا ترتقى للحياة التي يرغبها ولكن يجتهد ويسعى حتى لا يلجأ لسؤال الناس لسد احتياجاته، هنا ياتى الدور الأكبر والأعظم للأم، فالأم عادة تقع عليها المسئولية الأكبر في عامل التربية فهى بمثابة العمود القائم عليه البيت، فهى تكون بمثابة إنذار ومنبه للأب في حال اكتشافها لسلوك غير سوى من أبنائها، كما هي عامل الأمان للأبناء، فإذا ابتعدت الأم عن ممارسة دورها وانشغلت هي أيضا بالسوشيال ميديا والموضة وما يحدث على تلك المنصات، نجد هنا أن أمام الأطفال والشباب والمراهقين فرصة للهروب من الواقع ومحاولة تقليد ما يشاهدونه على تلك الوسائل في ظل غياب الرقابة من الأب والأم.

والخلاصة أن حياة الأبناء أغلى وأهم من أى أشياء أخرى، أغلى وأهم من جمع الأموال، أغلى وأهم من تقليد البعض سواء في الموضة بالنسبة للأم "حياة ابنك أغلى وأهم من أن فلانه بنت فلان جابت عربية جديده، فلانه بنت فلان اشترت شقة أو فيلا في مكان بعينه، ارضى بما قسمه الله لك، والقناعة كنز لا يفنى واجعل اهتمامك الأول هم أبنائك، فالحفاظ على أرواحهم وحياتهم لا تقل أهمية عن حياتك" وبالنسبة للأب" أعلم جيدا أن ظروف الحياة أصبحت صعبة وهو ما يجعلك تعمل طوال اليوم في أكثر من مكان او وظيفة لتلبية احتياجات أسرتك، ولكن لابد أن تخصص بعض الوقت للجلوس مع أبنائك وأن تكون قريب منهم حتى تتكن من معرفة ما يشغلهم وهمومهم واحتياجاتهم، فاجعلهم أصدقائك وعندما تقوم بحل مشكله لهم انزل لمستوى عقولهم حتى تتمكن من حل المشكله دون أن تراها تافهه ...ابعدوا عن الواقع الافتراضى وحافظوا على أرواح وحياة أبنائكم.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يتقدم في تصنيف أندية أفريقيا.. وصن داونز يتصدر قبل لقاء بيراميدز

جوائز كأس عاصمة مصر تشعل الصراع بين الأندية

باسم علي لـ اليوم السابع: الإصابات أجبرتني على تغيير عتبة الأهلي وزيزو عنده شخصية القلعة الحمراء.. فيديو

ريفيرا يهدد بقاء ميشيل يانكون في الأهلي

كل ما تريد معرفته عن نهائي كأس مصر للكرة النسائية بين الأهلى ووادى دجلة


لا خوف ولا قلق.. نصائح أطباء النفسية لفترة امتحانات بلا أزمات.. للطلاب: إزاى تلم المنهج وتتخطى مشاعر التوتر.. وللأمهات: اعملى وقت لنفسك ومارسى هوايتك.. وخطة فعالة للمذاكرة مع طفل فرط الحركة

حياة كريمة فى الصعيد.. الانتهاء من 134 مشروعاً فى محافظة أسوان والافتتاح 30 يونيو.. تشغيل 11 مستشفى و112 وحدة صحية ضمن التأمين الصحى الشامل.. وحل مشكلات انقطاع المياه من خلال 10 مشروعات كبرى "صور"

خريطة الاستثمارات فى خطة التنمية 2025 ـ 2026.. 500 مليار جنيه للهيئات الاقتصادية العامة و222 مليار لقطاع الأعمال العام.. أنشطة الصحة والتعليم والثقافة والنقل تتصدر والعمل تحت مظلة الحياد التنافسى والحوكمة

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

رابطة الأندية تنسّق مع المنتخب لتحديد المعسكرات المطلوبة قبل انطلاق الدوري


مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي يواجه الإتفاق وضمك مع الفتح بالدوري السعودي

الأهلي يرفض رحيل إمام عاشور للدوري السعودي في ميركاتو الصيف

العالم هذا الصباح.. نتنياهو: إيران لا تزال تشكل تهديدًا لنا.. ترامب يدافع عن أصحاب البشرة البيضاء بجنوب أفريقيا.. مجلس الشيوخ الأمريكى يحقق فى هوية الشخص الذى أدار البلاد بدلا من بايدن

الزمالك يزاحم الأهلى على صفقة جزار المحلة

إطلاق نار أمام المتحف اليهودى بواشنطن.. مقتل 2 من موظفى السفارة الإسرائيلية.. الشرطة الأمريكية: تحديد هوية المشتبه به والتحقيقات جارية.. ورئيس إسرائيل: سنظل متحدين فى الدفاع عن شعبينا.. فيديو

مواجهات لا تفوتك فى كأس العالم للأندية 2025 .. الأهلى يبدأ الحكاية

الأهلى أمام درب سلطان المغربى فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

"أسرار تخزين اللحوم قبل العيد".. 120 دقيقة للتبريد من انتهاء الذبح وطرق الحفاظ على الجودة لشهور.. ثلاث طرق للإذابة بعيداً عن حرارة الغرفة والثلاجة الأكثر أمانا.. رائحة كريهة وملمس لزج رسائل عن لحوم غير صالحة

صناعة الدواجن آمنة ومستقرة.. وطلبات تصدير جديدة إلى الدول العربية والأجنبية.. الخدمات البيطرية: المزارع مستقرة ومطمئنة وجميع التحصينات متوافرة.. الثروة الحيوانية: مصر حققت مكانة متقدمة باستثمارات 200 مليار جنيه

ترامب يبدأ العمل فى القبة الذهبية متسلحًا بقائد "قوة الفضاء" و175 مليار دولار.. "ABC": الدرع مضاد للصواريخ النووية والبناء يستغرق 3 سنوات.. والبنتاجون يكشف سر فشل "نجوم ريجان".. والصين تدعو للتراجع عن المشروع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى