فريدة النقاش فى حوارها لـ"اليوم السابع": الذكاء الاصطناعى مستحيل أن يصبح كاتبا أدبيا ولن يحل محل الإنسان مطلقا.. السوشيال ميديا ظلمت حركة النقد.. والغرب مازال يعانى من العنصرية واكتشفت أنهم ليسوا أفضل من العرب

فريدة النقاش
فريدة النقاش
أحمد منصور
أديبة وكاتبة وصحفية قديرة، صاحبة رؤية واسعة بما يحدث فى العالم، عملت فى العديد من المؤسسات الصحفية فتولت رئاسة تحرير كل من جريدة الأهالى وكانت أول سيدة تترأس تحرير الجريدة ومجلة أدب ونقد المعروفة، كما صدر لها عدة كتب منها "حدائق النساء، السجن دمعتان ووردة، أطلال الحداثة، يوميات الحب والغضب، لا أحد يخاف إسرائيل، قنطرة الذى كفر، من أجل عولمة بديلة"، هى الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش، وحول وضع الحركة الأدبية والتطور التكنولوجى مثل تقنية الذكاء الاصطناعى، وغيرها من الموضوعات، أجرينا هذا الحوار.

س / كيف تقضى الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش يومها؟

الحياة، اليوم، أصبحت أكثر أزدحامًا فكنت أتصور أنه عندما يكبر أولادنا ويتجاوزوا مراحل التعليم فإن الأمور سوف تصبح سهلة، لكن هذا ليس صحيحا إذ تصبح واجباتهم أكثر بكثير، فيومى مزدحم للغاية، ولدى مجموعة من الكتب التى أريد أن انتهى من قراءتها، إلى جانب كتب أريد أيضًا أن انتهى من كتاباتها.


س / ما الكتب التى تحرص الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش على قراءتها؟

كتب النقد الأدبى والنقد بصفة عامة.

س / كيف تنظرين إلى الحركة النقدية فى الوطن العربى؟

أرى أن الحركة النقدية مظلومة للغاية، إذ يهتم الناس بالإبداع أكثر من النقد، مع أن النقد المفروض أنه يضىء الحياة الإبداعية لكن حظه مع القراء قليلا، وهذا أمر يقلقنى على المستوى الشخصى، لأن الإبداع من غير نقد كأنك تصنع الشئ وتلقيه فى البحر.
 

س / هل لدينا نقاد على مستوى حجم الإبداع العربى؟

بالطبع، فلدينا عدد كبير من الجامعات التى تضم أقساما للأدب بالعربى والأوروبى والأمريكى، وهذه الجامعات تخرج أجيالا كثيرة، وهم متميزون ومتخصصون ومفيدون للحركة الأدبية فى الوطن العربى، لكن لا ننسى أن الإعلام تأثيره كاسح على كل مجالات الإبداع، وبالذات على الإبداع النقدى لأنه تقريبا أزاح كبار النقاد لصالح التعليقات العابرة والانطباعات، وأصبح النقد المتخصص مختصرا على أقسام الأدب داخل الجامعات، ومهمة الحركة النقدية الموجود الآن استرجاع الزخم للحياة النقدية لأن الإبداع بدون نقد ينقصه الكثير.
 

س / ذكرت خلال حديثك عن الحركة النقدية التعليقات العابرة والانطباعات.. هل تقصدين السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى؟

نعم، فهذه ضمن ظواهر مجتمع الإعلام الحديث، لأنه خطف موضوعات كثيرة وأدخلها فى عجلة الإعلام الحديث، وتم تبسيطها زيادة عن اللازم، وبالتالى أصبح النقاد الكبار فى حالة عزلة بشكل كبير.


س / هل يعد الشعر والنقد على مسافة واحدة من درجة الظلم الأدبى؟

أرى أن النقد يحتاج لدعم أكثر ليس فقد من قبل النقاد كأفراد لكن من قبل المؤسسات "الجامعات والمركز البحثية وغيرها"، فإذا تم الاهتمام بالنقد فالتالى سوف يكون حركة أدبية مختلفة فى شتى المجالات، والذى سيكون نتيجته أزدياد وإقبال القراء على اقتناء الكتب سواء فى الرواية أو القصة أو الشعر.


س / ماذا تقرأ الكاتبة فريدة النقاش خلال الوقت الحالى؟

اقرأ كتاب فكرى مهم جدًا بعنوان "بؤس العالم" للمفكر بيير بورديو، وهو عالم اجتماع فرنسي، أحد الفاعلين الأساسيين بالحياة الثقافية والفكرية بفرنسا، وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع المعاصر، بل إن فكره أحدث تأثيرا بالغا في العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين.


س / عم يدور كتاب "بؤس العالم"؟

يدور حول الأزمات الفكرية بشكل أساسى حول العالم، وبالطبع يجنح حول السياسة، ويناقش موضوعات بدأنا نقوم بتهمشها، فاالكاتب أعطى مساحة كبيرة للمهاجرين العرب فى أوروبا، وهى قضية بالغة الأهمية ويناقشها من خلال أوضاعهم الاجتماعية والثقافية وحواجز اللغة، والتعالى الاستعمارى الذى كنا نظن أنهم تجاوزه تماما، فنجد أن العنصرية موجودة بشكل قوى بالثقافة الأوروبية وممارسات الناس، فمثل هذه الأمور مازلت موجودة حتى الآن ولم يتم القضاء عليها، وتحتاج إلى وقت وجهد وكفاح كبير حتى يتخلص منها الغرب.
 

س / نوهت بأننا كنا نرى العالم الخارجى بشكل مختلف.. فما حقيقة الغرب من خلال إطلاعك الدائم؟

الغرب يعانى من قصور ومشاكل وأزمات مجتمعية وقيود كثيرة، ويجب أن نتوقف نحن كمثقفين أمام ظاهرة العنصرية التى تسود الغرب، وكيف تزال بهذه القوة داخل المجتمعات الأوربية التى عرفت الثورات الاشتراكية والتى طرحت قضايا المساواة والعدالة والإنسانية، وما استخلصته بصفة شخصية أنهم ليسوا أفضل منا بالدرجة التى كانت فى تصورنا وخيالنا.

 

س / يجب أن أتوقف مع التطور التكنولوجي الذى يشهده العام خلال الفترة الحالية مثل تقنية الذكاء الاصطناعى فنرى أن هناك أقاويل تذكر بأنه يمكن أن يتخذ أو يمتهن مهنة الكاتب الأدبى.. كيف ترى الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش ذلك؟

لا أظن أبدًا أن تلك اللحظة سوف تأتى فى التاريخ الإنسانى، حتى الآن، ولا أحد يعلم فى المستقبل ما الذى يحدث؟، لكن لا يمكن ومن المستحيل أن يحل الذكاء الاصطناعى محل الإنسان، فليس هناك بديل للإنسان إطلاقا.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تياجو سيلفا يتجسس على تشيلسي من أجل حلم فلومينينسي في مونديال الأندية

وزارة الزراعة: ضخ 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضين مع بداية الموسم الصيفى.. و250 ألف طن مخزون استراتيجي لتلبية احتياجات المزارعين.. وتوافر الأسمدة بجميع الجمعيات التعاونية

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت


المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

تعويض مليون جنيه لمطلق بسبب تهديد زوجته السابقة له.. اعرف التفاصيل

لافروف: روسيا مستعدة لإخراج الكميات الزائدة من اليورانيوم المخصب من إيران

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام


فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning يحقق 576 مليون دولار

معلومات عن محاكمة المتهمين بقضية خلية المطرية.. بعد نظر أولى الجلسات

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

بوتين يوقع قانونًا يسمح للأجانب بالانضمام للجيش الروسي

السكة الحديد تعتذر عن عدم انتظام منظومة حجز التذاكر بسبب حريق السنترال

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

رئيس وزراء لبنان: أكدت للمبعوت الأمريكي ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى