10 سنوات على ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة.. المشهد تحول من دماء وقتل لمشروعات ونجاحات.. أسر الأبطال يتحدثون بعد 10 سنوات لـ"اليوم السابع": فخورون بتضحيات الأبطال.. عشنا أياما صعبة وسعداء بما تحقق من إنجازات

تطهير ميدان رابعة
تطهير ميدان رابعة
كتب محمود عبد الراضي
"أجواء ملتهبة، وأشخاص يحملون السلاح، وأعمال عنف، وتحريض على قتل واغتيالات"، هكذا كان المشهد قبل 10 سنوات من الآن، بسبب اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، حيث لجأت جماعة الاخوان للعنف والدم، بعد إطاحة الشعب المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي، عقب ثورة شعبية خرج فيها جموع الشعب المصري للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان.
 
تحولت إشارة رابعة العدوية بالقاهرة وميدان النهضة في الجيزة، لمكانين لتجمعات العناصر الاخوانية المسلحة، التي أعلنت استهداف مؤسسات الدولة والشخصيات العامة، وتنفيذ سلسلة اغتيالات، مطالبين بعودتهم للحكم، فإما الحكم أو القتل "نحكمكم أو نقتلكم".
 
لم تكن مؤسسات الدولة تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر الداهم، الذي يهدد استقرار البلاد، فجاء فض اعتصام رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، لإنهاء هذا الخطر، ولتعود الحياة لطبيعتها كما كانت.
 
وتزامنا مع فض الاعتصامين المسلحين، تسللت عناصر إرهابية لاستهداف مؤسسات الدولة، لا سيما المواقع الشرطية، ودور العبادة، خاصة الكنائس لحرقها، وتصدى جموع الشعب المصري لهذه المحاولات الإرهابية الجبانة.
 
وخلال هذه الأحداث سقط عددا من الشهداء، وهم يسطرون ملاحم بطولية في الفداء، قدموا الأرواح من أجل أن نعيش في سلام وأمان، على رأسهم شهداء الشرطة في فض الاعتصامين، وشهداء الشرطة في كرداسة، وغيرهم من الأبطال الذين سجلوا أسمائهم في سجلات الشرف.
 
ومن هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم الذكية فداءً للوطن، الملازم أول محمد سمير الذى استشهد خلال أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية من قبل أنصار وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، حيث ظل الشهيد منذ طفولته يحلم بأن يكون ضمن صفوف أبطال هذا الوطن، حتى أصبح بالفعل ضابطا بإدارة العمليات الخاصة، وأثناء قيام قوات الأمن بفض هذان الاعتصامان المسلحان استشهد البطل.
 
الشهيد ملازم اول محمد جودة، يعد من أوائل الأبطال الذين استشهدوا في فض اعتصام رابعة، حيث تقول أسرته بأنه كان مقلبا بالأسد نظرا لقوته وشجاعته، وأنهم يتذكروه في كل وقت وحين، مؤكدين أنهم بالرغم من حزنهم عليهم، إلا أنهم فخورين بعطائه لبلاده، حيث باتت البلاد الآن أكثر آمنا وهدوءً وظهرت المشروعات والإنجازات، التي لم تكن تتحقق لولا دماء الشهداء.
 
الشهيد البطل مصطفى الخطيب، الذي كان يعمل مساعدا لمدير أمن الجيزة وقت فض الاعتصام، واستشهد في أحداث كرداسة الإرهابية، حيث تقول أرملته: " كانت علاقة زوجى بأهالى كرداسة أكثر من جيدة، حيث كان يحل مشاكلهم، ويجلس معهم ويتحدث لهم، ويكرموه فى حفلاتهم، ولم يتخيل يوماً أن تغدر به أيادى الإرهاب بالمنطقة فى لحظة من اللحظات."
 
تحبس أرملة الشهيد دموعها، وتقول: "كانت الأجواء ملتهبة بسبب فض اعتصام رابعة والنهضة، ويومها قرر زوجي الذهاب صباحاً لمركز كرداسة، حيث أكد لي أن هناك تجمهرات وأنه سوف يتحدث مع الأهالي، خاصة أنه مقبول لدى الجميع وقادر على احتواء الأمر، وشعرت وقتها بشيء غريب، فقد كان وجهه مشرق وبشوش، ولم أدرى أنه سيكون المشهد الأخير الذى يجمعنا، تحدثت معه فى العاشرة صباحاً تليفونياً، وعرفت أنه يوجد تجمهر من المواطنين أمام المركز، لكن اللافت للانتباه، أن المتجمهرين قدموا الأطفال والنساء فى الصفوف الأولى، بعدها فى الحادية عشر صباحاً، تحدثت معه مرة أخرى، فقال لى: "فيه اشتباك اقفلى"، بعدها تحدثت معه الحديث الأخير، حيث قال لى: "اقفلي ..اقفلي دلوقتي"، وكانت هذه الكلمات أخر ما سمعته منه.
 
وتقول أرملة الشهيد، تسلل الخوف لقلبى، خاصة أن هاتفه بات مغلقاً، فاتصلت على هاتف شرطي كان يعمل معه، فرد على شخص غريب وقال لى: "انتي عايزه مين؟"، فقلت له: "فلان الفلانى العسكري اللي مع مصطفى الخطيب"، فرد على: "قتلناهم كلهم"، فانقبض قلبي، وحاولت التواصل مع الضباط بالمركز دون فائدة، حتى اتصل بى شقيقي الذى كان يحمل رتبة لواء في الداخلية، وقال لي بصوت حزين "البقاء لله".
 
وعن غدر الإرهاب، تقول ، أن الإرهابيين المتجمهرين أمام المركز وقتها، طلبوا من رجال الشرطة بخروج زوجي للحديث معهم، وبالفعل قرر الذهاب إليهم ولا يدرى بخيانتهم، حيث استدرجوه للمسجد القريب من مبنى المركز، وما أن دخل حتى أطلقوا عليه رصاصتين من الخلف، ليلقى ربه داخل المسجد، كما تعود على الذهاب إليه للصلاة فيه."
 
وتضيف أرملة الشهيد، فخورين بما حققه زوجي البطل من تضحيات كبيرة، مهدت لعودة الهدوء للبلاد وظهور المشروعات والإنجازات، فمن حقنا نفخر بأبطالنا الذين ضحوا من أجلنا جميعا، فقد كانت البلاد تعيش فترات صعبة وقاسية، تعاني من إرهاب أسود، حتى ساهمت دماء الشهداء والأبطال في التصدي لهم وهزيمتهم، فعاد الهدوء لبلادنا.
 
الهدوء الذي تشهده البلاد الآن، بعد مرور 10 سنوات على فض اعتصام رابعة والنهضة المسلحين، تحقق بتضحيات كبيرة، قدم خلالها الأبطال أرواحهم، حتى باتت بلادنا هادئة على مدار الـ24 ساعة، وتقلصت الأعمال الإرهابية واختفت بعد ذلك تماما، بفضل الضربات الاستباقية الأمنية ووعي الشعب المصري.
 
 
1b15c34e-ad07-43e0-bf59-1e779452d43b
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ولي عهد السعودية يبحث مع رئيس الإمارات تعزيز التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

المقاولون العرب يختتم استعداداته لمواجهة الزمالك بالدوري

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية


شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025


محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

أخبار 24 ساعة.. التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى بدءا من 2028

الاتحاد يغادر إلى هونج كونج استعدادا لمواجهة النصر فى كأس السوبر السعودي

نتائج مباريات اليوم الخميس 14 – 8 - 2025 بالدورى المصرى

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

الشوط الأول.. تقدم ناشئى اليد على إسبانيا 15-13 فى ربع نهائي بطولة العالم.. صور

إخوان كاذبون.. نواب وسياسيون: التنظيم الإرهابى يواصل نشر الزيف والشائعات.. الشعب المصرى أسقط مخططاتهم.. ويؤكدون: الجماعة تستهدف تقويض جهود الدولة.. ووحدة الصف الداخلي أحبطت مؤامراتهم الخبيثة

كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

7 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق بمصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى