ما السبب وراء حب المصريين القدماء تمثيل أنفسهم فى هيئة كتَّاب؟

الكاتب المصرى
الكاتب المصرى
أحمد منصور

المصريين القدماء قومًا لهم هبات عقلية، وكانوا متوقدي العزيمة، أيقاظًا على حين كانت أمم أخرى من الأرض لا تزال في سباتها، ولقد كانت نظرتهم للعالم ملتهبة متوقدة مملوءة بالمغامرة، ويشاهد ذلك جليا فيما وصلوا إليه من الأعمال الفنية الواسعة النطاق، بل يشاهد بوضوح أكثر في أعمال التصوير والنحت التي تبرز الحياة عندهم فرحة ناطقة، ومنذ أن اخترع المصريون نظام الكتابة نمت بينهم من زمن بعيد مجموعة من الكتابات المختلفة الأنواع تعهدوها بالتنمية، وجعلوا لها صبغة أدبية.

أهمية الكتابة والكتاب في المجتمع المصرى، يقول الدكتور سليم حسن في موسوعته "مصر القديمة": نجد من أقدم العصور فجوة عميقة تفصل المصري المثقف المتعلم تعليمًا راقيًا عن عامة القوم، وقد وجد ذلك عندما اخترع المصريون الكتابة، لأن الفرد الذي كان يظهر البراعة فيها كان يحوز قصب السبق على إخوانه مهما كان مركزه في الظاهر حقيرًا، ولذلك كان لكبار الموظفين في الدولة القديمة سبب قوي في حبهم لتمثيل أنفسهم في هيئة الكتاب، فقد كانت الكتابة هي المهنة التي وصلوا بها إلى مراكزهم وقوتهم، وكانت الطرق مفتوحة إلى كل وظيفة للشخص الذي تعلم الكتابة وعرف كيف يعبر عما في ضميره بألفاظ مختارة مهذبة.

وعلى ذلك فشا بين الكتاب نوع من الغطرسة والكبرياء والاعتزاز بطائفتهم، ويظهر هذا واضحًا جدًا في الأدب القديم الذي كونوه، ويجب أن توسم هذه الطائفة بالاحترام لأنها وضعت مثلًا أعلى للموظف العظيم، فكان واجب الموظف أن يكون محايدًا، وأن يكون الشخص الذي يحول دون عبث القوى بالضعيف، والحاذق الذي يعرف كيف يجد سبيلًا حتى بين أعقد المصاعب، والفرد المتواضع الذي لا يقذف بنفسه قط إلى الأمام، ومع ذلك فإن آراءه يؤخذ بها في مجلس الشورى، كما أكد الدكتور سليم حسن، كما أن كل كتابة أو قول له يجب أن يميز عن العامة، بهذه الروح كان الكتاب يعملون جيلًا بعد جيل كما أنشئوا الشباب من أبناء طائفتهم على هذه المبادئ نفسها، وفي عهد الدولة الحديثة بقي الميل إلى البيروقراطية ومدارسها كما كان من قبل، وعلى الرغم من كل الخلافات الظاهرة فإن رسائل المعلمين لم تعظ بشيء غير ما وعظت به كتب الحكمة القديمة، وليس هناك فرق إلا أن تعاليمهم كانت مستورة تحت ثوب أكثر حذقا ، وإن ما تنطوي عليه مراميهم من الكبرياء كان أكثر تجسمًا في هذه الكتابات منه في أي وقت آخر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بوتين يناقش نتائج قمة ألاسكا مع رئيسي بيلاروس وكازاخستان

الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

رئيس وزراء فلسطين: الأجيال القادمة من الشعب الفلسطيني ستتذكر الموقف المصري

مسؤول بقطاع الاتصالات: شائعة رسوم 10 قروش على متلقى المكالمة قديمة وغير صحيحة

مان يونايتد ضد أرسنال.. قمة الـ2.2 مليار يورو فى الدورى الإنجليزي


جايين فى سباق نشد سوا.. اعترافات المتهم الثالث بواقعة مطاردة فتيات طريق الواحات

تكثيف الجهود لكشف ملابسات العثور على سيدة بها أكثر من 30 طعنة بالدقهلية

وفاة المطرب نور محفوظ.. وبسنت النبراوى تنعيه

موعد انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادا لإثيوبيا وبوركينا فاسو

منتخب ناشئي اليد يهزم أيسلندا ويحقق المركز الخامس فى بطولة العالم


المواطن يصور والداخلية تتحرك.. الفيديوهات أداة لضبط الأمن.. الهاتف تحول لسلاح ردع: "اللي هيغلط هيتصور".. خبراء أمنيون: الفيديوهات فرضت انضباطا جديدا في الشارع وإشادة بصفحة وزارة الداخلية على مواقع التواصل

محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب

الطقس غدا.. حار نهارا ونشاط رياح يلطف الأجواء والعظمى بالقاهرة 35 درجة

رئيس الأركان الإسرائيلى: قريبا نبدأ مرحلة ثانية من "عربات جدعون" فى غزة

موعد المولد النبوى الشريف 2025.. ذكرى ميلاد خير البشرية

الكوبرى العملاق.. شاهد أعلى كوبرى فى مصر بعد اكتماله.. صور

انهيار والدة وزوجة مدير التصوير تيمور تيمور فى جنازة الراحل

زفاف أحمد الجندي.. أغسطس شهر السعادة لبطل الأولمبياد (صور)

تقليل الاغتراب.. غدا آخر موعد للتقديم بموقع التنسيق الإلكترونى

صندوق تطوير التعليم يعلن إطلاق أول دبلوم للمعلمين المصريين على أنشطة «توكاتسو»

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى