معضلة بيع أثاث المنزل وتلويح الزوجات بالإذن الكتابي في وجه الأزواج.. دعاوى متبادلة بين الشريكين آخرها تلف مطبخ الزوجة يتسبب في إنهاء الزواج قبل حفل الزفاف.. وهل يقع الرجال تحت طائلة القانون بسبب المنقولات؟

للأزواج.. هل تصرفك في منقولات الزوجة دون موافقتها يضعك تحت طائلة قانون العقوبات

عندما تحتدم الخلافات يغيب الود ويتناسى الزوجين حسن العشرة، ويبدأ كلا منهم بالتربص بالأخر، وهنا تظهر معضلة بيع الزوج لـ "أثاث منزله" أو التصرف في جزء منه بأن يهبه لأحد من أفراد أسرته، بسبب جهله بالقانون أو قيامه بذلك بقصد الانتقام من زوجته، لنتسأل هل يجوز له ذلك وماذا عن الموقف القانوني للإذن الكتابي الذي تلوح به الزوجات حال إقدام الأزواج على تلك الخطوة لتتخذه ذريعة في ملاحقته بالتبديد، بل أحيانا تطالب بحبس زوجها بسبب عدم أخذ الإذن منها، وكيف حسم القانون تلك الإشكالية التي تنتهي بوقوف العديد من الأزواج أمام محاكم الأسرة.

"القانون وقائمة المنقولات"

وبالحديث عن التكييف القانونى لقائمة المنقولات، جرى العرف أن الزوج يقوم بتحرير قائمة بالمنقولات التى يستلمها من زوجته حال تحرير عقد الزواج، ويتعهد بالمحافظة عليها  وردها حين تطلبها زوجته، وتعتبر قائمة المنقولات قانونا من قبيل عقود عارية الاستعمال، وحال اعتراض الزوجة على استلام المنقولات -عند نشوب الخلافات الزوجية واستحاله العشرة الزوجية – وذلك سواء كان بالمنقولات بها تلفيات أو نقصان أو فقدانها بشكل كامل، ففى هذه الحالة لمحكمة الجنح الحق فى تمكين الزوج لاستكمال الناقص من المنقولات وتغيير التالف أو استبدالها وإذا تخلف حكمت بتبديده لتلك المنقولات.

"تصرفك في أثاث المنزل دون موافقة الزوجة يضعك تحت طائلة قانون العقوبات"

ووفقا للقانون فأن جريمة التبديد لـ" منقولات الزوجية "، تقع حال قيام الزوج بسلب المنقولات التى فى حيازته، بحيث تفقد الزوجة استردادها، ووفقًا للمادة 341 من قانون العقوبات، لكل من اختلس أو بدد مبالغ أو أمتعة أو غير ذلك إضرارًا بمالكيها أو أصحابها، على أنه لا يجوز للزوجة المطالبة بمنقولات الزوجية إذا ورد بالقائمة التزام الزوج بردها فى أقرب الأجلين وهما الوفاة أو الطلاق، وإلا قضى بعدم قبول الدعوى لرفعها قبل الآوان، وتعمد المتهم التصرف فى المنقولات مع علمه بعدم ملكيته لها يعد إضرارًا بالزوجة المالكة لتلك المنقولات.

وشدد القانون أنه لا يكفى فى تلك الجريمة مجرد التأخير فى الوفاء بل يجب أن يقترن بانصراف نية الجانى إلى إضافة المال إلى ملكه واختلاسه لنفسه إضرارًا بالزوجة، وينتفى القصد الجنائى بقيام الزوج بإنذار الزوجة على يد محضر بعرض المنقولات الزوجية.

قائمة المنقولات تعد إيصال أمانة باستلام العفش

ووفقا للقانون تتساوى قائمة المنقولات مع إيصال الأمانة فى مادة التجريم، والزوج ملزما بردها كاملة عينا بحالتها أو برد قيمتها نقذا، وتكون عقوبة تبديد الأمانة الحبس من 24 ساعة وحتى السجن لمدة 3 سنوات، والتبديد هنا بمعنى بقصد إحداث الأضرار على المنقولات الخاصة بالزوجة، وهو الأمر الذى يجعل الزوجة غير قادرة على استرداد هذه المنقولات مرة أخرى، لذلك عندما يقوم الزوج بتبديد العفش يتعرض للمسائلة القانونية.

فى السطور التالية نرصد الخلاف المشتعل بين الأزواج والزوجات بسبب قائمة المنقولات ورفض الزوجات بالتصرف فيها دون الرجوع له ورفض الزوج أخذ إذن زوجته لتصرف في منزله-وفقا لوصف الكثيرين في دعاوي نظرتها محاكم الأسرة-، ونستعرض أغرب الدعاوى القضائية والاتهامات المتبادلة بين الأزواج والزوجات التى دفعتهم لطلب الانفصال.

بعد 6 شهور زواج باع جزء من منقولاتي دون إذني
 

وتحكي الزوجة البالغة 30 عام بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، بدعواها التي تطالب بالطلاق للضرر، بعد 6 شهور من الزوج، وذلك بعد أن اتهمته ببيعه مصوغاتها دون إذنها، قائلة:" تدهورت حالتي الصحية بعد تعديه علي بالضرب أثر خلافات بسبب اعتراضي علي تصرفاته وسرقته حقوقي الشرعية".

وتابعت الزوجة بدعواها أمام محكمة الأسرة:" أقمت دعوي طلاق للضرر، واتهمته بالغش والتدليس بعد أن باع مصوغاتي حتي الذهب الخاص بوالدتي والتي منحته لي بعد زواجي كهدية، وباع جزء من المنقولات دون إذن مني مستغلا غيابي عن المنزل بسبب مرض والدتي ، وحرمني من حقوقي المسجلة بعقد الزواج".

40 ألف نفقة فرش وغطاء

وبداخل محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، وقفت أحدي الزوجات بعد 7 سنوات زواج تطالب بـ  40 ألف جنيه نفقة فرش وغطاء، وذلك بعد منحه جزء من منقولاتها لوالدته وشقيقته، مما دفعها -وفقا لوصفها- لملاحقته بدعوي حبس.

وتابعت الزوجة:"عائلة زوجي اعتادت خلال سنوات زواجي من نجلهم اقتحام خصوصيتي، وحرماني من نفقاتي، وعندما عقد جلسة ودية لحل المشاكل بيننا تعدوا علي بالضرب المبرح، ولاحقني  زوجي بالسب والقذف بأبشع الألفاظ".

تلف المطبخ يتسبب في إنهاء زواج قبل حفل الزفاف بأيام

وفي دعوي أخري -غريبة- وقف زوجين بعد عقد القران في صراع أمام محكمة الأسرة بإمبابة، بعد أن أتهم الزوج زوجته وعائلتها بقيامهم بإصابته بعاهة مستديمة وإتهامه بالتبديد بسبب قيام أسرته بالخطأ في التسبب في إتلاف مطبخها بعد اشتعال النار به، ليؤكد الزوج :" رفضت الصلح وواصلت تهديدي، ودمرت حياتي وقصة حبنا".

وقال الزوج أمام محكمة الأسرة والجنح بعد ملاحقته من زوجته بدعوي طلاق وتبديد: " لم يتم الزفاف بعد أن نشب خلافات بين العائلتين قبل الزفاف بأيام، بسبب قيام شقيقتي دون قصد منها أثناء تنظيفها الشقة – نست الغاز مفتوح- وهو ما سبب حريق في المطبخ تم إخماده سريعا ولكنه تسبب في تلفيات كبيرة، لتذهب زوجتي وتحرر ضدي بلاغ تتهمني بالتبديد وذلك بالقائمة القديمة التي مضيت عليها قبل عقد القران، وهددتني بأنها ستزج بي فى السجن، لأعيش كابوس أنهي حلمي بالاستقرار، بعد أن اكتشفت حقيقتها وأهلها".