المستقبل بعد الثانوية العامة وما قبلها

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
ما أن تعلن نتائج الثانوية العامة، حتى ينشغل الطلاب وأسرهم باختيارات الجامعات، وأى كلية وأى تخصص يضمن لهم مستقبلا فى العمل والحياة، قد تكون هناك نسبة تعرف ما تريد، لكن حتى هذه النسبة تندفع وراء المجموع، ورغبات الأهالى، أو توجهات المجتمع، لكن ربما لا تكون هذه خياراتهم، أو تتناسب مع قدراتهم.
 
خلال عقود، كانت هناك كليات «القمة»، الطب والصيدلة والهندسة وطب الأسنان، لكن هذه الكليات يحتاج خريجوها للمزيد من الدراسة والتخصص، وقد يواجهون تعثرا فى الحصول على فرص عمل، أو ينتهى المطاف بوظائف لا يحبونها ولا ترضى حاجاتهم المادية والمعنوية، ويواصلون حياتهم بالقصور الذاتى.
 
سوق العمل لا علاقة له بأعداد وتخصصات الخريجين، وحتى التقسيم القديم للمؤهلات العليا، لم يعد كافيًا، خلق توزيعًا لا علاقة له بالنتيجة وطبيعة العمل، هذه التفاصيل يعرفها الكل ويشاهدونها ويتجاهلونها ويسيرون فى طريق يرسمه السياق العام، والنتيجة معروفة وواضحة، وندور حولها، والسبب تراكمات نظام تعليمى ظل يتجاهل المجتمع وسوق العمل، وتغيب فيه الاختيارات. ولم يعد هناك ما يسمى الاختيار المضمون، الذى يحسم الطريق نحو المستقبل، والكثير من الخريجين لا يجدون عملًا، ويضيعون وسط الزحام ونقص الوظائف.
 
الحال اليوم أصبح أكثر تعقيدًا، الجامعات عامة وأهلية وخاصة تحاول كل منها تقديم مهارات إضافية لخريجيها، على اعتبار أن اللغات والتخصصات الدقيقة قد تسهل للخريج الحصول على وظيفة. 
والحديث هنا لأغلبية ربما لم تحصل على مجموع يعطيهم الاختيار السهل، وبالطبع نتحدث عن أغلبية، وليس عن نماذج استثنائية تحقق تواجدًا من النجومية والثراء، لاعبو الكرة والنجوم الكبار والأثرياء المعدودون، وأغلبهم لا علاقة لتميزهم بالدراسة، ولا توجد خيارات واضحة جاهزة للأعمال والثراء، والعلماء والباحثون ليسوا على قوائم الثراء، ومع هذا فإن اختيار العلم فى الدول الكبرى يضمن استقرارًا وتكافؤ فرص، والأمر كله مرتبط بنظام تعليم مرن، يجعل من السهل تغيير المسار وتعديل الاختيار. 
 
الشاهد أن سوق العمل لا علاقة له بأعداد وتخصصات الخريجين، والتقسيم القديم للقمة والقاع فى الكليات أو التفرقة بين الفنيين وأصحاب المؤهلات العليا، هو الذى خلق تقسيمًا لا علاقة له بالنتيجة وطبيعة العمل، فالمثل الأعلى قد يكون عالمًا أو لاعب كرة أو طبيبًا أو مهندسًا أو معلمًا، بينما المكاسب ترتبط أكثر بأهم حاجات الإنسان، الطعام والملابس والفسح والترفيه، فعليًا كل مهنة فى العالم مهمة، وكل شخص مهيأ للقيام بدور ما، لكن ما نراه بعيدًا عن كل هذا.
 
مكتب التنسيق يوفر عدالة فى توزيع أماكن بالجامعات، لكنها لا تضمن مكانًا أفضل للشاب، ولا توجد وصفة جاهزة فى حال اتباعها يحصل الشاب على عمل جيد بعد التخرج، وبالتالى الأهم هو أن يحصل الطالب على مناهج ومعارف تمكنه من الاختيار والسير نحو المستقبل، بشكل قد لا يكون مرتبطًا بالدراسة المباشرة.
 
وقد يكون المطلوب فى المدى المتوسط هو الخروج من واقع تعليمى شكلى إلى حقيقة تقود إلى مستقبل أفضل، وربط التعليم بالمهارات التى يضطر الخريج لتحصيلها من كورسات أو تدريبات، المهم ألا يتوقف الشاب عن التحصيل، وأن يتفهم طبيعة التحول فى المجتمع، وكيفية تحديد الاختيارات بما يتناسب مع طموحاته، مع فتح أبواب التدريب والتطوير والبحث، كجزء من التعليم المباشر، وأن يشغل هذا مساحة لحوار مستمر، بحيث لا نبذل جهدًا فى تعليم الشباب، ونتركهم لحيرتهم، وأن يحدث هذا بهدوء، وبمشاركة واسعة، باعتبار الأمر عملية مستمرة منذ ما قبل الثانوية وما بعدها، وبعد الجامعة.
 
P.8

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الصحة: انتهاء تنفيذ 20 مستشفى بـ11 محافظة بنهاية العام المالى الجارى

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

وزير الدفاع الإسرائيلى يهاجم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.. اعرف التفاصيل

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025


وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

الأهلي يتقدم 4 مراكز في تصنيف أندية أفريقيا.. وغياب الزمالك وبيراميدز

انقضاء دعوى تشاجر المخرج محمد سامى ومالك مركز صيانة بالتصالح

التظلمات تصدر قرارها بشأن أزمة مباراة القمة غدا.. استبعاد إعادة المواجهة.. الأهلي يحمل الجبلاية والرابطة المسئولية.. الزمالك يطالب بتطبيق اللائحة أسوة بالموسم الماضي.. وبيراميدز يهدد باللجوء للمحكمة الرياضية

الإدارية العليا تؤيد قرار التعليم بتدريس مواد الهوية القومية بالمدارس الأجنبية


قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

ميلان ضد بولونيا.. التشكيل المتوقع لقمة نهائى كأس إيطاليا

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

هل يعيد الأهلى استنساخ جيل 2001؟.. الأحمر يفاوض 9 شباب لتجديد الدماء

فرص عمل للأطباء فى السعودية براتب يصل إلى 13 ألف ريال شهريا

الهيئة القومية للأنفاق: لدينا أطول مونوريل فى العالم

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

ميلان يتحدى بولونيا فى نهائى كأس إيطاليا 2025.. الليلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى