وزير هجرة بريطانيا: نتطلع لتبادل الخبرات مع مصر بمجال مكافحة الهجرة غير الشرعية

استقبلت السفيرة سها جندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، روبرت جينريك، وزير الدولة للهجرة البريطانى والوفد المرافق له، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائى فى الملفات ذات الصلة. وكان اللقاء بحضور جاريث بايلى، السفير البريطانى بالقاهرة، والدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة لشئون مكتب الوزير والتطوير المؤسسي.

فى بداية اللقاء، رحبت السفيرة سها جندى بالوزير البريطانى، والوفد المرافق له، وقالت أن هذا اللقاء مهم للغاية لأنه يستهدف فتح آفاق تعاون أعمق وأوسع بين البلدين، ولفتت إلى العلاقات التاريخية فيما بين الشعبين المصرى والبريطانى، ووجود جالية مصرية كبيرة فى إنجلترا وكذلك جالية بريطانية مهمة فى مصر، مشيرة أيضا إلى أنها شغلت منصب سفير مصر فى أيرلندا كأول سفير مصرى سيدة لدى دبلن، منذ عام 2015 حتى عام 2019.

وناقش اللقاء، جهود وزارة الهجرة فى رعاية المصريين بالخارج بمختلف دول العالم، حيث أكدت السيدة الوزيرة حرصها دوما على التواصل مع المصريين بالخارج للتعرف عليهم وعلى احتياجاتهم ورغباتهم والعمل على تلبيتها وفقا لاستراتيجية عمل وزارة الهجرة والتى تولى أهمية كبيرة لملف التواصل مع المصريين بالخارج، بالإضافة إلى التواصل وربط شباب المصريين بالخارج بوطنهم من خلال برامج زيارات أبناء الجيل الثانى والثالث إلى مصر لتنمية روح الولاء والانتماء وتعريفهم بكل الحقائق والتحديات التى تمر بها الدولة المصرية، وايضا منتدى لوجوس، فضلًا عن المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" للحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية لدى أبنائنا.

كما أكدت السفيرة سها جندى أن المصريين على مستوى العالم أولوية قصوى بالنسبة للدولة المصرية ومنذ عودة وزارة الهجرة وهى تعمل لتنفيذ وتفعيل كافة أوجه الرعاية لهم وتلبية احتياجاتهم، مستعرضة ما تم منذ بدء الاضطرابات فى دولة السودان الشقيق وكذلك فى روسيا وأوكرانيا، بجانب التواصل مع ممثلى مركز وزارة الهجرة لحوار شباب المصريين بالخارج "ميدسي".، وكذلك مخرجات النسخة الرابعة من مؤتمر المصريين بالخارج، والذى شهد حضورًا كبيرًا لنحو ألف مصرى من 56 دولة حول العالم.

وتناولت وزيرة الهجرة مختلف المحفزات المقدمة للمصريين بالخارج، ودور الدولة فى تشجيعهم على الاستثمار فى مصر، وإطلاق خارطة الاستثمار الصناعى، للتعريف بمختلف الفرص المتاحة، مؤكدة أننا نسعى بكل طاقتنا لوضع مصر فى مكانة أفضل تليق بتاريخنا وحضارتنا، والاستفادة من موقعها الجغرافى ووفرة اليد العاملة، واعتبارا سوقًا جاذبًا للاستثمارات، مرحبة بالتعاون مع الجانب البريطانى فيما يتعلق بالتدريب المهنى وتوفير فرص العمل الآمنة لمكافحة الهجرة غير الشرعية. 

وأضافت السفيرة سها جندى أن مصر تحتفى أيضا بالجاليات التى كانت تعيش على أرضها، حيث نظمت وزارة الهجرة المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور – نوستوس" مع الجانب اليونانى والقبرصى، للاحتفاء بالجاليتين اليونانية والقبرصية وأيضًا تم تنظيم فعالية مع الجالية الأرمينية.

وفى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، أكدت السفيرة سها جندى أن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" تمثل أهم الملفات التى تعمل عليها وزارة الهجرة، للتوعية بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ويتم والبناء على ما يخدم شبابنا بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، وكذلك تطوير برامج التوعية والتثقيف التى يتم تنفيذها، وتوفير تدريب مهنى لهم فى إطار المبادرتين الرئاسيتين "حياة كريمة" و"مراكب النجاة"، حيث تناولت الوزيرة التجربة الناجحة للتعاون القائم مع الجانب الألمانى، فيما يخص المركز المصرى الألمانى للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج وبرنامج THAMM، حيث تم التعاون مع الجانب الألمانى - ممثلا فى الوكالة الألمانية للتعاون الدولى «GIZ»- وذلك بربط التدريب بسوق العمل وتوظيف وتشغيل المصريين بالمهن التى تحتاج لها ألمانيا، حيث يعد المركز هو الأول من نوعه فى مصر الذى وفر فرصًا للشباب للتدريب والتوظيف فى ألمانيا، لافتة إلى أنه يتم العمل على توسعته وإنشاء مراكز أخرى مماثلة مع عدد آخر من الدول الصديقة الراغبة فى الاستفادة من العمالة والخبرات المصرية لسد الفجوات المهنية فى مجتمعاتها، مع تبنى استراتيجية تأهيل وتثقيف الشباب بسمات المجتمعات المستقبلة للعمالة وثقافته وتعليم الشباب اللغة قبل السفر.

وكذلك استعرضت السفيرة سها جندى عددا من المجالات التى يمكن التنسيق والتعاون بها وتضمنت ملف تبادل الخبراء فى قطاع التعليم الجامعى، وكذلك قطاعى الطب والتمريض فى الجامعات والمستشفيات، كما ناقش اللقاء تعزيز سبل التعاون فى مجالات الشركات الناشئة والاستثمار الزراعى والطاقة النظيفة والمتجددة، وتنشيط السياحة والحفاظ على التراث لاجتذاب السياح المحليين والأجانب.

ومن جانبه، أعرب روبرت جينريك، وزير الدولة للهجرة البريطانى، عن امتنانه بهذا اللقاء المثمر لمناقشة تعزيز التعاون المشترك، مشيرًا إلى رغبة بلاده فى تبادل الخبرات والتجارب المصرية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ورعاية المهاجرين، مشيدًا بدور الجالية المصرية فى بريطانيا فى خدمة المجتمع والاستفادة من خبراتها لدعم خطط التنمية. 

وأشار الوزير البريطانى إلى متابعته الجهود المبذولة فى التواصل ودعم الجاليات المصرية فى السودان وروسيا وأوكرانيا، مثمنا التحرك السريع الذى قامت به وزارة الهجرة للتواصل والاطمئنان عليهم فى ظل تلك الأوضاع غير المستقرة، معربًا عن استعداد بلاده للتعاون مع الجانب المصرى فى الملفات المشتركة.

وفى ختام اللقاء، أوضحت وزيرة الهجرة أننا حريصون على استراتيجية للتعاون مع مختلف الأطراف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتلبية احتياجات مختلف الأسواق العالمية لطلب العمالة المؤهلة، كما أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق والتعاون بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المنفعة المتبادلة، وأيضا تعزيز التعاون مع الجانب البريطانى بصدد قطاعات التبادل الثقافى والابتكار والتنمية المستدامة والتغير المناخى والصناعات الخضراء.

وشدد الجانبان على أهمية تبادل الخبراء فى المجال العلمى ومجال التعليم الجامعى بما يتناسب مع احتياجات البلدين، كما أعرب الجانبان عن تفاؤلهما تجاه مستقبل الشراكة بين مصر وبريطانيا خلال المرحلة المقبلة، وبشكل خاص فى مكافحة الهجرات غير الشرعية، ومواجهة أى ترويج لها من قبل جماعات الجريمة المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي.