"سفن الحبوب" الأوكرانية تتحدى روسيا بعد انتهاء العمل بـ"اتفاق الحبوب".. كييف تدرس تصدير شحناتها عبر ممر بالبحر الأسود.. وتستعد لإبرام صفقة مع شركات تأمين سفن.. وتؤكد: صدرنا 3.6 مليون طن منذ يوليو وحتى21 أغسطس

قال مسؤول أوكراني إن بلاده باتت "قريبة جداً" من إبرام صفقة مع شركات تأمين عالمية مستقلة لتأمين السفن التي تحمل الحبوب من موانئها في البحر الأسود، وذلك فى تحدٍ واضح لروسيا والتى انسحبت من "صفقة الحبوب" مايو الماضى وبالتالي بات من الصعب على كييف تصدير حبوبها عبر البحر الأسود.

ونقلت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية في نشرتها الإنجليزية عن نائب وزير الاقتصاد الأوكراني أولكسندر جريبان، قوله في تصريحات له إن أوكرانيا تجري محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمين مؤقت للسفن التي تغادر مدنًا مثل أوديسا.

ولجأت أوكرانيا، للإعتماد على موانئها في نهر الدانوب منذ أن تركت روسيا دورها في اتفاق الممر الآمن منذ عام مضى، وفى السياق نفسه، قالت وزارة السياسة الزراعية والأغذية الأوكرانية، بأنه فى الفترة من (من 1 يوليو 2023 إلى 21 أغسطس 2023) خلال السنة التسويقية 2023 /2024، صدرت أوكرانيا 3.6 مليون طن من الحبوب والبقوليات.

ونقلت وكالة أنباء (يوكرينفورم) الأكرانية عن بيان الوزارة القول "إنه في العام الحالي، صدرت أوكرانيا بالفعل 1.5 مليون طن من القمح، و422 ألف طن من الشعير، و600 طن من الجاودار، و1.7 مليون طن من الذرة.

وللمقارنة، بعام 2022 /2023، اعتبارا من 25 أغسطس 2022، صدرت أوكرانيا 3.3 مليون طن من الحبوب والبقول، بما في ذلك 896000 طن من القمح، و272000 طن من الشعير، و2.1 مليون طن من الذرة، و400 طن من الجاودار.

وفي 3 أسابيع من أغسطس 2023، صدرت أوكرانيا بالفعل 1.3 مليون طن من الحبوب والبقول (1.6 مليون طن في 25 يوما من أغسطس 2022). ويشمل ذلك 646 ألف طن من القمح (520 ألف طن في 25 يوما من أغسطس 2022)، و127 ألف طن من الشعير (123 ألف طن في 25 يوما من أغسطس 2022)، و558 ألف طن من الذرة (975 ألف طن في 25 يوما من أغسطس 2022). هذا العام، منذ بداية أغسطس، لم يتم تصدير الجاودار (العام الماضي، 400 طن في نفس الفترة).

من جانبه قال مسؤول زراعي كبير، إن أوكرانيا تدرس تصدير شحنات الحبوب عبر ممر جرى تجربته مؤخرا في البحر الأسود وذلك بعد أن تعبر سفن شحن أخرى الممر نفسه الذي أبحرت خلاله سفينة الأسبوع الماضي.

وكانت  أعلنت أوكرانيا عن "ممر إنساني" على مقربة من الساحل الغربي للبحر بالقرب من رومانيا وبلغاريا. وعبرت الممر الأسبوع الماضي سفينة حاويات ترفع علم هونغ كونغ كانت عالقة في ميناء أوديسا منذ الحرب دون أن تتعرض لإطلاق نار.

وقال دينيس مارشوك نائب رئيس المجلس الزراعي، أكبر منظمة للأنشطة الزراعية في أوكرانيا، للتلفزيون الوطني "لقد مرت سفينة تجارية واحدة فقط عبره حتى الآن، وقد أبدت استعدادها للتحرك عبر طرق بديلة".

وقال "ينبغي أن تمر ربما سبع إلى ثماني سفن أخرى.. ثم ربما تصبح هذه الطرق البديلة في المستقبل ممرا لحركة السفن التي تنقل شحنات الحبوب والبذور الزيتية".

ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن نائب وزير الاقتصاد الأوكراني أولكسندر جريبان قوله إن كييف تعمل على وضع اللمسات الأخيرة على مخطط مع شركات تأمين عالمية لتغطية سفن الحبوب التي تبحر من موانئ البحر الأسود وإليها.

ما هو اتفاق الحبوب؟

اتفاق الحبوب هو وثيقة تم التوقيع عليها عقب الحرب على أوكرانيا، فى 22 يوليو 2022، فى إسطنبول "بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت تأمين صادرات الحبوب العالقة فى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) عبر ممر إنسانى فتحه الأسطول الروسى فى البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمى، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.

وتعود أهمية الاتفاق فى كونه يسمح للحبوب الاوكرانية فى التصدير للعالم، وتعد كييف واحدة من أكبر موردى الحبوب، حيث يعتمد عليها 400 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمى.

وانتهت صفقة الحبوب في 18 يوليو، عندما أخطرت روسيا تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة باعتراضها على تمديدها، كما أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، إلى أن شروط الاتفاق مع روسيا لم يتم الوفاء بها على الرغم من جهود الأمم المتحدة، لأن الدول الغربية لن تفي بوعودها. وقلص ذلك خيارات التصدير المتاحة أمام أوكرانيا خاصة عبر الموانئ الصغيرة على نهر الدانوب وعبر حدودها البرية الغربية مع دول الاتحاد الأوروبي.

وطالبت روسيا بخمس مطالب فى إطار تنفيذ مذكرة روسيا - الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب"، من بينها "إعادة ربط البنك الزراعى الروسى بنظام (سويفت)، وتوريد قطع غيار اللازمة للزراعة الروسية، وإلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا "تولياتى - أوديسا"، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية.