أمريكا و«بريكس».. ثورة بيضاء على الدولار والبنك الدولى

أكرم القصاص
أكرم القصاص
من المهم قراءة تشكيل تجمع «بريكس» من زوايا متعددة، خاصة أنه تجمع اقتصادى يحمل قدرًا واسعًا من السياسة، من باب المنافسة والسباق الاقتصادى الذى بقى قائمًا على مدى عقود، هناك محللون غربيون وأمريكيون اعتبروا أن توسع مجموعة «بريكس» وانضمام دول جديدة يدل على ثورة عالمية وترجمة لمطالبات متوالية لإصلاح النظام المالى والاقتصادى العالمى، وفى فرنسا وصف رئيس حركة «الوطنيون» الفرنسية، فلوريان فيليب توسيع بريكس «قبول 6 دول، أعضاءً جددًا فى بريكس الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات»، بمثابة ثورة جيوسياسية عالمية. وأشار إلى أنه من الآن أصبحت 6 من أكبر 9 دول منتجة للنفط جزءًا من مجموعة «بريكس»، الأمر الذى يمكن أن يضعف أمريكا، وفى نفس السياق ترى عضو الكونجرس الأمريكى، مارجورى تايلور، أن «بريكس» تهدد الاقتصاد الأمريكى. 
 
والواقع أن بريكس هو نتاج طبيعى لتفاعلات لم تتوقف وانتقادات تجاه نظام الاقتصاد العالمى القائم ما بعد الحرب العالمية الثانية الذى وضعت أسسه وقواعده فى اتفاقية بريتون وودز، الاسم المعروف لمؤتمر النقد الدولى الذى انعقد فى يوليو 1944 فى غابات بريتون فى نيوهامبشر بالولايات المتحدة الأمريكية. حضر المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة. وقد وضعوا الخطط من أجل استقرار النظام العالمى المالى وتشجيع إنماء التجارة بعد الحرب العالمية الثانية. وتم تثبيت عملات أجنبية مقابل الدولار، وتشكيل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للإنشاء والتعمير، بشعار تشجيع الاستقرار المالى الدولى وتوفير المساعدات للأعضاء الذين يواجهون عجزًا فى ميزان المدفوعات.
 
لكن الممارسة الاقتصادية جعلت المنظمتين تحت سيطرة الولايات المتحدة والسبع الصناعية، خاصة وقد تم تشكيلهما فى ظل انتصار الحلفاء وبدايات الحرب الباردة، ومع الوقت اختلفت السياقات الاقتصادية مع السياسية، حيث عانى النظام الدولى من اختلالات دعت الدول والتجمعات الإقليمية والسياسية للمطالبة بإصلاح الأمم المتحدة ومعها المنظمات التى قامت ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن لم تتم الاستجابة، رغم صعود اقتصادات دول مثل الصين والبرازيل والهند، بجانب دول مثل مصر وجنوب أفريقيا، ورغبة دول مثل السعودية والإمارات العربية فى امتلاك طموح فى التنمية والتقدم، لا يساعده النظام الاقتصادى الحالى. 
 
وبالتالى فإن بريكس تترجم مساعى الصين والدول الناشئة لتحقيق نمو سريع للكتلة التى تضم الاقتصادات الناشئة الكبيرة وسط المنافسة المتزايدة مع الولايات المتحدة، وقال الرئيس الصينى شى جينبينغ أمام القمة 15 لبريكس فى جوهانسبرج «علينا أن نسمح لمزيد من الدول بالانضمام إلى أسرة بريكس، من أجل إنشاء عالم أكثر «إنصافا وعقلانية»، وهو ما يعنى نظامًا اقتصاديًا موازيًا وربما منافس يضمن مصالح أطراف متعددة، وليس طرفًا واحدًا مثل الولايات المتحدة وتابعيها. 
 
فى الولايات المتحدة وبينما يعرب المحللون وبعض السياسيين عن مخاوف من إضعاف قدرات أمريكا وتأثيرها على الاقتصاد العالمى، يقلل المسؤولون الأمريكيون من أن تكون «بريكس» منافسًا يضعف أمريكا، ووصفوا التجمع بأنه يضم مجموعة شديدة التنوع تضم دولًا صديقة وكذلك خصومًا ومنافسين.
متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال إن «الولايات المتحدة تكرر التعبير عن قناعتها بأنّ للدول خيار الشركاء والتجمعات التى ترتبط بها.. وسنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا فى إطار ثنائى، إقليمى، ومتعدد الطرف لتعزيز ازدهارنا المشترك وتعزيز السلام العالمى والأمن».
 
بينما كتبت «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن التوسع الجديد للبريكس يعد الأول والأكبر للتكتل منذ انضمام جنوب أفريقيا فى عام 2010، وهو ما يمثل انتصارًا قويًا للصين التى دعت إلى التوسع السريع للمجموعة قبل القمة من أجل صياغة منافس أكبر لمجموعة السبع الصناعية.
 
بينما يراهن الأمريكيون على الوقت، ويرى بعض المحللين أن التجمع قد يؤثر بالفعل على الدولار، لكن هذا لن يتم فورًا، خاصة أن أمام التجمع وقتًا لإطلاق عملته الموحدة، بما قد يعنى إمكانية معالجة اختلالات النظام الاقتصادى العالمى ومحاولة استقطاب للأعضاء من خلال إصلاحات فى نظام اقتصادى أصبح يعانى من الجمود ويواجه عداءً من كثيرين. 
 
لكن عدد قليل من المحللين يرون إمكانية أن يتم إصلاح النظام العالمى، مما يدعم اتساع بريكس، لتكون أداة جديدة للتوازن العالمى، وتكوين ثقل يوازى القوى الغربية.
 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر


بعد نظر أولى الجلسات.. معلومات عن محاكمة المتهمين بخلية اللجان الإدارية

احجز مقعدك الآن.. جدول قطارات القاهرة - الإسكندرية اليوم الأربعاء 9-7-2025

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي

غدًا.. انتهاء ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025


لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9-7-2025 والقنوات الناقلة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الحرارة تصل 42 درجة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

القومي للاتصالات: خدمات كثيرة رجعت وتعمل بكفاءة وسنترال رمسيس ليس الوحيد المعتمد عليه

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

‌مصر تطلق أول برنامج لمكافحة نواقل الأوبئة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى