من هو الأمىّ الحقيقى؟ .. جرس إنذار قبل فوات الأوان

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

بداية نعلم جميعا أن الأمىّ هو من لا يعرف القراءة والكتابة، وهذا التعريف استقر في أذهاننا وثقافتنا كثيرا، لكن فى ظل عصر الحداثة أصبحت كلمة أُميّ تطلق على من لا يجيد مثلا التعامل مع الحاسب الآلى أو الهاتف المحمول أومن يجهل استخدام التقنيات الحديثة، لكن دعونا نسلط الضوء أكثر عن استخدام الهاتف المحمول كنموذج لأنه هناك كارثة تتعلق بهذا الأمر في ظل التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعى بعد أن أصبح الجميع يستخدمها دون فرق -  الفلاح في حقله والبائع في متجره والطالب في مدرسته وحتى الطفل في حضانته – فلا فرق بين غنى ولا فقير ولا صغير وكبير ولا رجل وامرأة، الكل يمتلك الهاتف وله صفحة أو حساب على موقع من مواقع التواصل الاجتماعى، لكن السؤال كيف يكون الاستخدام؟

لذا، فاعتقادى، أن الأمىّ الحقيقى هو من يستخدم هذه التكنولوجيا ويتعامل على مواقع التواصل الاجتماعى وهو جاهل بحجم أضرارها وسلبياتها فيقع في المحظور وكأنه أعمى لا يرى أو جاهل لا يعرف القراءة والكتابة..

نعم هذا هو الأمى الحقيقى، فكم من البيوت هُدمت، وكم من البيوت باتت آيلة للسقوط وكم من الأسر أصبحت في مهب الريح وكم من الأطفال شردت بسبب عدم تقدير المخاطر والجهل باستخدام الهاتف المحمول – مثلا - الذى أصبح في يد الفقير والغنى، في يد المتعلم وغير المتعلم.

 ظنى، أنه من الجهل أن نزرع شجرة في أرض ليست مؤهلة لنموها، لذلك يجب أن يتأهل المجتمع توعويا ويؤهل أفراده تعليميا وثقافيا ثم تأتى التكنولوجيا، لأنه لو أتينا بالتكتولوجيا ونحن نعانى من قلة الوعى فالتكنولوجيا ستصبح عبئا كبيرا، وتكون سببا في التدمير فتفسد الأخلاق وتدمر العقول وتُساهم في إشاعة الفساد.

لذا، فإن الأمى في زمن التكنولوجيا هو الفاقد إلى الوعى والثقافة والمسئولية الأخلاقية والعلم بخطورة وسائل الحداثة، فما نراه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى من خراب البيوت ومن كوارث أخلاقية ومن مشاركة شائعات وتصديقها ومن عرض مشكلات زوجية وعائلية جهارا ومن تسابق الجميع على امتلاك التكنولوجيا رغم العجز المادى والمعرفى والتأهيل..

أخيرا.. ندعو كل من هو معنى بالأمية في المجتمع- مؤسسات ومجتمع مدنى وإعلام وأفراد – يجب وسريعا إعادة النظر في تعريف المصطلح والمفهوم وتحديد آليات التعامل بشكل يتواكب مع الظاهرة لنتمكن من معالجة المشكلة من جذورها، فالأمية – يا سادة - في السابق غير ما هي عليه الآن في زمن الحداثة والتكنولوجيا.. فعلينا أن نتخطى مفهوم وتعريف الأمية بأنها عدم القدرة على الكتابة والقراءة أو الأمية الأبجدية، إلى تعريف ومواكبة جديدة، لأنه بات من المهم أن تتوافق التكنولوجيا مع عادات وتقاليد المجتمع وتفهم احتياجاته بهدف تحديث المجتمع وتطوير أدائه دون الطعن في ثوابته وقيمه.. وإلا سنكون أمام طامة كبرى مستقبلا..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

جامعة القاهرة تعلن تصنيع "EZVent" أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل

65 مليون دولار تنعش خزائن الفرق العربية فى كأس العالم للأندية

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025


منتخب شباب اليد يواجه ألمانيا اليوم لحسم المركز الخامس فى بطولة العالم

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

علاء عبد العال يصعد العناصر المميزة من الناشئين لتدريبات غزل المحلة

سيدة تتهم والدة مطلقها بطردها من مسكن الحضانة وتطالبها بدفع نفقة أقارب

تشيلسى يتأهل لربع نهائى مونديال الأندية برباعية ضد بنفيكا فى 120 دقيقة مثيرة


شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور

استئناف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي بعد توقفها أكثر من ساعة ونصف

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والعكس اليوم الأحد 29- 6- 2025

منتخب إنجلترا يتوج بلقب بطل أمم أوروبا للشباب بثلاثية ضد ألمانيا.. فيديو

معلومات بشأن عصابة استولت على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني

طرح فيلم "إن شالله الدنيا تتهد" لـ سلمي أبو ضيف على يوتيوب.. 1 يوليو

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مجلس الزمالك ينفى التصويت على مصير شيكابالا ويترك الحرية لقائد الفريق

الاتحاد السكندرى يكثف مفاوضاته لاستعارة لاعب الأهلى الشاب وثنائى سيراميكا

فات الميعاد الحلقة 12.. أحمد مجدى يغير اسم ابنته لإرضاء أسماء أبو اليزيد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى