رحلتي مع نجيب محفوظ

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
يعيش نجيب محفوظ حتى في موته، وها هي السنوات وراء سنوات تمر، ويبقى صاحب نوبل خالدًا بما قدمه من أعمال أدبية، وكل واحد من الناس كانت له تجربة مع عميد الرواية العربية، سواء قراءة أو مشاهدة.
 
وأنا  كانت رحلتي مع نجيب محفوظ مهمة بالنسبة إليَّ، ففي طفولتي المبكرة حاولت أن أقرأ "الطريق" وغيرها لكن الأمر كان صعبا بالنسبة إلَّي، وقتها لم أكن قد تجاوزت "رجل المستحيل والمغامرون الخمسة"، وظل الأمر هكذا حتى وقعت في يدي "ليالى ألف ليلة" ذلك السحر الذي غرقت فيه وأحببت نجيب محفوظ من حينها ولم أفارقه.
 
في الإعدادية كانت رواية كفاح طيبة مقررة علينا، وأذكر أنني كنت أحفظ فصولا منها، وكنا نؤديها بشكل مسرحي أنا وزملائي في الطريق إلى المدرسة أحدنا "أحمس" والآخر "القائد خنزر" أحد قادة الهكسوس، ويدور بيننا الحوار:
- من أنت؟
- أنا أحمس بن كاموس بن سققنن رع، من أسرة عريقة انحدرت من صلب طيبة المجيدة ولم تعرف ري القطعان ولا التشرد في الصحاري مثلكم.
هذا الكلام أقوله الآن من الذاكرة بعد مرور سنوات وسنوات عليها، ولا أزال أتذكر كيف كان الزملاء في المدرسة الإعدادية يلتفون حولنا ونحن نؤدي الشخصيات ونغير من نبرة أصواتنا وننفعل كأننا في ساحة حرب.
 
في الجامعة كنت شغوفا بالبحث عن "أولاد حارتنا" حينها كان الممنوع يغرينا والبعيد عن اليد يفتتنا، لم تكن النسخ متوفرة في مكتبة الجامعة، التي فتحت لي بابا كبيرا للدخول إلى عالم محفوظ، لكن "أولاد حارتنا" البعيدة ظلت هي حلمي، حتى استعرتها من صديق ذات يوم، وإذا بها عمل فني متكامل، قرأتها منذ سنوات طويلة ولا يزال ما أثارته في نفسي من خيال وإحساس باقيا إلى الآن كلما ذكرت الرواية أو دار حديث عنها.
في الدراسات العليا أشار أستاذنا المرحوم الدكتور عصام بهي، عليه رحمة الله إلى كتاب "قراءة الرواية .. نماذج من نجيب محفوظ" للأستاذ الدكتور محمود الربيعى، الذي كان يقدم قراءات مهمة في الروايات الفلسفية مثل (الطريق والشحاذ واللص والكلاب) وغيرها من روايات هذه المرحلة، وكانت قراءة هذه الروايات إضافة إلى كتاب الدكتور الربيعي من الأمور الفارقة جدا في فهمي للنقد.
ومن قبل وبعد ظل "عشقي" الأهم في إبداع نجيب محفوظ "الحرافيش" بكل ما تحمله من مضمون ومن جماليات ومن خصوصية، عمل خالد إلى أبد الأبدين.. لذا يعيش نجيب محفوظ حتى في موته.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

الخليفة والإمام

الخليفة والإمام الأحد، 27 أغسطس 2023 01:19 م

السيولة

السيولة الثلاثاء، 22 أغسطس 2023 11:44 ص

من يملك مفاتيح الجنة؟

من يملك مفاتيح الجنة؟ الإثنين، 21 أغسطس 2023 01:35 م

مكتبات الشارع.. من المسئول؟

مكتبات الشارع.. من المسئول؟ الأحد، 20 أغسطس 2023 11:21 ص

الحزن فى أفغانستان

الحزن فى أفغانستان الأربعاء، 16 أغسطس 2023 12:17 م

البحث عن جعفر.. حكاية حزينة

البحث عن جعفر.. حكاية حزينة الثلاثاء، 15 أغسطس 2023 11:11 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

مواعيد مباريات اليوم السبت 12 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

إخماد حريق في هيش ومخلفات بكورنيش النيل بحلوان دون إصابات

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل

تشيلسى ضد باريس سان جيرمان.. أوبتا تحسم المتوج بكأس العالم للأندية


عداد صفقات الميركاتو الصيفى.. الأهلى الأكثر حضورا والزمالك وبيراميدز "اختفاء"

منة عرفة بإطلالة صيفية فى أحدث ظهور.. صور

هل ينجح مكتب تسوية المنازعات فى حل إنقاذ أسرة بعد زواج دام 8 أشهر؟.. التفاصيل

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة بنى سويف

استمرار عمليات إخماد حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر


ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة بورسعيد

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة شمال سيناء

الهيئة الوطنية تطلق تطبيق استعلم عن لجنتك فى انتخابات مجلس الشيوخ.. صور

وادى دجلة يهزم غزل المحلة 3 - 0 وديا استعدادا للموسم الجديد

محمد ثروت يهنئ ابنته داليا بعد حصولها على درجة الماجستير من بريطانيا

مملكة الحرير الحلقة 10.. مقتل أسماء أبو اليزيد على يد شقيقة ريان

أخبار مصر.. الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

بدون خطوات.. كيفية تعويض المتضررين من حريق سنترال رمسيس تفعل تلقائيا

الدوري الألماني يهنئ أحمد صلاح حسنى بعيد ميلاده: صاحب لمسة فنية خاصة "فيديو"

الفلسطينى آدم كايد يطالب الزمالك بحسم مصيره

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى