مصر والسودان "دبلوماسية الأشقاء" وحسن الجوار.. القاهرة تستضيف قمم تسوية الأزمات لرفع المعاناة.. فتحت أبوابها أمام 175 ألف لاجئ عبر الحدود الآمنة.. والحياد كلمة السر فى احتواء الخلافات بين فرقاء الخرطوم

البرهان
البرهان
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

تتواصل الجهود المصرية لإنهاء الأزمة السودانية التى دخلت شهرها الخامس منذ 15 أبريل الماضى، ولم تنجح الهدنات فى إيقاف الاشتباكات والمواجهات بين بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". وأدى الصراع الدائر بالبلاد إلى مقتل أكثر من 2800 شخص، ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص، لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصاً إلى مصر شمالاً، وتشاد غرباً.

 

ومنذ اللحظة الأولى التى اندلع فيها القتال، بذلت الدولة المصرية تحركات سريعة لإحتواءها وتعامل ولا تزال تتعامل بكل حكمة وثبات، وأثبتت قيادتها لأفريقيا وكونها السند للأشقاء فى السودان وظفت مؤسساتها للتعامل معها، من خلال التحركات الدبلوماسية لاحتوائها.

 

قمة دول جوار السودان

سلسلة متواصلة من الجهود والمحاولات المصرية لرأب الصدع واللقاءات والزيارات للمسئولين السودانيين لمصر، فقد احتضنت القاهرة فى 13 يوليو الماضى اجتماع دول جوار السودان لبحث تسوية الأزمة، و قدم الرئيس السيسي، 4 نقاط تلخص منظور القاهرة لخروج السودان من الأزمة، وفى مقدمتها مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.

 

ومطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.

 

كما دعت القاهرة لإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن، والرخاء، والاستقرار، والديمقراطية. فضلا تشكيل آلية اتصال منبثقة عن القمة، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.

 

وبشأن خارطة الطريق شدد وزير الخارجية سامح شكري على وضع خارطة طريق لتوزيع الأدوار فيما بين دول الجوار السوداني، لحل الأزمة، الخطة تمثلت في توزيع الأدوار لدول الجوار السوداني للاضطلاع بالمهام المتعلقة بالشق السياسي والأمني والإنساني.

 

وفى الـ6 من اغسطس الجاري شاركت مصر في الاجتماع الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان فى دولة تشاد، وبحث وزراء خارجية دول جوانب الأزمة السودانية، بكافة أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، وتأثيراتها على الشعب السودانى وتداعياتها الإقليمية والدولية، بهدف وضع مقترحات عملية تمكن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرك الفعال للتوصل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية، وتحافظ علي وحدة السودان وسلامته الإقليمية ومقدرات شعبه الشقيق.

 

مؤتمر قوى الحرية والتغيير

وفى 24 يوليو، استضافت مصر مؤتمر لقوى الحرية والتغيير، ووشددت على ضرورة التكاتف لحل الأزمة السودانية وبناء جيش سوداني واحد، ووقف إطلاق النار واللجوء إلى المسار السياسي.

 

ومنذ اندلاع الأزمة وفقت مصر على الحياد بين طرفيها، وترجمت رؤيتها على أرض الواقع، والتى تقوم على عدم التدخل فى شئون السودان والانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة، حيث زار مايو الماضى "مالك عقار"، نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، القاهرة والتقى الرئيس السيسى لعرض لتطورات الأوضاع، وأوضح مجريات الجهود الرامية لتسوية الأزمة، وعلى النحو الذى يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، فضلًا عن سبل التعاون والتنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة.

 

مصر وقفت على الحياد بين طرفى النزاع

وفى مايو الماضى أيضا، أجرى وزير الخارجية سامح شكرى، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، أعرب مع الجانبين على قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة، مناشدًا بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.

ولأن استقرار السودان والمحيط الأفريقى لمصر يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، فإن الدول المصرية التى بذلت الكثير من الجهود لاحتواء الأزمة والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، على نحو ما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطنى، وإعلاء المصالح العليا للشعب السودانى الشقيق، خلال اتصالًا هاتفيًا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

 

آلاف اللاجئين فى مصر

ولم تتخلى مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، وعبر أكثر من 70 ألف شخص إلى مصر من منفذى قسطل وأرقين - خلال الفترة من 15 أبريل إلى 7 مايو - فرارا من الحرب الدائرة فى السودان، بحسب وزارة الخارجية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووصل العدد لـ 175 ألفا عبروا الحدود إلى مصر منذ بدء الأزمة بحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي.

 

وقامت وزارة التضامن الاجتماعى من خلال جمعية الهلال الأحمر المصرى بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية فى السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتى شملت الآتي: استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل.

 

بالإضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كى يطمأن العالقون على ذويهم؛ قيام الهلال الأحمر المصرى بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التى تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسى، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".

 

كما أقامت جمعية الهلال الأحمر المصرى مركزا إغاثيا إنسانيا فى معبر أرقين الحدودى مع السودان، وذلك لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم على استكمال رحلاتهم حتى الوصول لمنازلهم سالمين".

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زلزال بقوة 7.5 درجة يضرب ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية

24% من مقاعد انتخابات نقابة الأطباء تحسم بلا منافسة.. التزكية تغلق باب السباق الانتخابى بـ6 فرعيات ومقعدين بالعامة بإعلان فوز المرشحين.. تراجع أعداد مرشحى "العامة" و"تحت السن" تسجل انخفاضا 50% مقارنة بـ2023

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 36 درجة

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

"حب يا حب و قاعدة وبتفرج".. أغنيتان جديدتان لهيفاء وهبي من ألحان بلال سرور


اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

علي الحجار يتألق بأجمل أغانى تترات مسلسلات الصعيد بمهرجان القلعة


جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

تقارير استخباراتية إسرائيلية : أغلب ضحايا حرب غزة من المدنيين

مصرع شخص وإصابة 2 آخرين فى حادث تصادم سيارة نقل فنطاس وخلاطة بالتجمع.. صور

على لطفى رجل مباراة سموحة وزد فى الدورى الممتاز

إسرائيل تشرع في تنفيذ مشروع استيطاني جديد بالضفة لمنع قيام الدولة الفلسطينية

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

قاتل الطيار الأردنى معاذ الكساسبة يستأنف على حكم حبسه.. تفاصيل

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

بيانات الكيان الصهيونى تفضح مجازر الاحتلال.. 83% من شهداء غزة "مدنيين"

محمد الشناوي يخوض مراناً مُنفرداً بعد وفاة والده رغم حصول الأهلى على راحة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى