قناة السويس الجديدة 8 سنوات من العطاء.. الشريان الجديد يرفع الإيرادات لـ9 مليارات دولار بزيادة 3.8 مليار دولار عن عام 2015.. الفريق أسامة ربيع: زودت عدد السفن العابرة وخطوة لتحقيق الازدواج الكامل للمجرى الملاحى

قناة السويس الجديدة

الإسماعيلية – السيد فلاح

السبت، 05 أغسطس 2023 10:45 م

يحتفل المصريون بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة، والذى جرت وقائعه يوم الخميس 6 أغسطس 2015، بمشاركة دولية ودبلوماسية رفيعة المستوى، حيث مرت 8 سنوات علي افتتاح القناة، التي كانت بمثابة ردًا قويًا على كل المشككين، وقطعت ألسنة أصحاب الشائعات والأجندات والجماعات الإرهابية في وقت واحد، بل وكانت خير معين للاقتصاد المصرى في وقت عصيب يمر به الاقتصاد العالمى والمحلى على حد سواء، من خلال مساهمتها القوية في توفير العملة الصعبة .

وإذا كانت الأرقام هي الفيصل؛ فإن تحقيق قناة السويس لـ 9 مليارات دولار العام الماضى وفقًا لإعلان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، مقارنة بـ 5.2 مليار دولار عام 2015 هو القول الفصل نحو أهمية وعظمة هذا المشروع الهام الذى دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسى في الوقت المناسب، والذى ساهم في زيادة إيرادات قناة السويس وخفض وقت العبور إلي 11 ساعة فقط، بدلًا من 22 ساعة، في خطوة نحو عمل إزدواج كامل للقناة الفترة القادمة وهو بمثابة الحلم لحركة التجارة العالمية، والتي تمر عبر قناة السويس.

وبفضل إنشاء قناة السويس الجديدة تم تعميق غاطس القناة إلى 24 مترًا "66 قدمًا"، لاستيعاب كل أنواع السفن وناقلات البترول والحاويات، والسماح بالعبور المزدوج لقافلتى الجنوب والشمال مع تقليص زمن الرحلة للنصف، وتضاعفت قدرة القناة على استقبال السفن والحاويات العملاقة، وتم زيادة قدرة القناة على عبور عدد أكبر من السفن حيث أصبح لديها القدرة على السماح بمرور نحو 120 سفينة وبأحمال كبيرة.

وكان قد تم الإعلان عن بدء تنفيذ المشروع فى 5 أغسطس عام 2014 وتم الانتهاء والافتتاح في 6 أغسطس عام 2015، حيث لم يستغرق إنشاء القناة سوى عام واحد فقط، من خلال الحشد الشعبى الذى كان وراء المشروع والإقبال غير المسبوق على شراء شهادات استثمار قناة السويس لتمويل المشروع الذى تكلف 60 مليار جنيه، وتم جمع المبلغ فى أسبوعين فقط وهى الفترة التى تم فتح فيها باب الاكتتاب فى شهادات قناة السويس.

مشروع قناة السويس الجديدة عبارة عن فرع بطول 35 كيلو مترًا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التى يبلغ طولها 190 كيلو مترًا، وتم الإنشاء من الكيلو 60 إلى الكيلو 95 "ترقيم القناة" بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى بطول إجمالى 37 كم "إجمالى أطوال المشروع 72 كم".

وساهم مشروع قناة السويس الجديدة فى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة ورفع تصنيفها وتعظيم القدرات التنافسية من خلال إضافة شريان جديد، وتفادى أى تحديات ملاحية طارئة، واختصار زمن عبور السفن للنصف وتحقيق أعلى معدلات الأمان الملاحى.

وأثبتت القناة الجديدة جدواها الفنية والاقتصادية وهو ما ظهر جليًا بتسجل إحصائيات الملاحة أرقامًا غير مسبوقة، وكان لها أثرًا كبيرًا على الاقتصاد المصرى بتحقيق أعلى عائدات سنوية فى تاريخها خلال العام المالى الماضي، حيث حقق 9 مليارات دولار.

وكان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أكد في وقت سابق أن الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع القناة الجديدة، لم تتوقف عند كونه أحد مشروعات التطوير فحسب بل كانت نقطة الانطلاق الحقيقية نحو تبني استراتيجية تنموية متكاملة لتطوير المجرى الملاحي للقناة والحفاظ على مكانتها الرائدة رغم التحديات العالمية المختلفة.

وأوضح رئيس هيئة قناة السويس، أن خطة تطوير المجرى الملاحي تمضي بخطى ثابتة وفق الجدول الزمني المحدد ومن خلال عدة خطوات متوازية أبرزها إنشاء سلسلة من الجراجات على طول القناة الجديدة بهدف زيادة معدلات الأمان ورفع قدرة القناة على مواجهة حالات الطوارئ المحتملة، لافتًا إلى امتداد خطة التطوير لتشمل كل من إنشاء قيسونات ومرابط للسفن، وتطوير محطات مراقبة الملاحة وعددها 16 محطة بطول القناة والتي تتيح الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة، بالإضافة إلى استمرار عملية الصيانة الدورية للقناة من خلال أسطول كراكات الهيئة للحفاظ على أبعاد القناة.

وأعرب ربيع، عن فخره بما قدمه مشروع القناة الجديدة خلال الخمس سنوات الماضية حيث كان له بالغ الأثر في زيادة أعداد وحمولات العابرة للقناة، حيث سجلت إحصائيات الملاحة منذ افتتاح القناة حتى الآن، مشيرًا إلي أن القناة الجديدة لعبت دورًا محوريًا في رفع تصنيف القناة وزيادة قدرتها على مواجهة تحديات المنافسة، كما كان لتعاظم الدور العالمي للقناة بالغ الأثر في ظهور الحاجة الماسة لتطوير وتحديث الأسطول البحري التابع للهيئة.