خدمة وشوشة: زوجي مريض نفسي هل ممكن يتعالج ولا دا طبعه؟

وشوشة
وشوشة
كتبت سارة درويش
أنا امرأة متزوجة من شخص لا أعرف كيف أصفه، ولكن إن عاد بي الزمن فلن أتزوج أبدًا، فقد أسقط مفهوم الرجولة من نظري، أريد أن استشيركم إذا كان زوجي يحتاج إلى العلاج النفسي أم أنها طباع فيه ولن يتغير أبدًا، احترت في أمره ولا أعرف من أين أبدا مشكلتي. زوجي متوقف عن العمل ولا يريد أن يصرف علينا أنا وأولاده ودائمًا يهددني بالطلاق، هو إنسان غير مسئول، يريدني أن أعمل وهو يجلس بدون عمل. ظهرت أمامه أكثر من فرصة عمل مناسبة ولكنه يريد أن يمكث في المنزل ويعتمد على والده ، أشعر أنه لا يهمه سوى نفسه، يهتم بما يسعده فقط ولا يهتم بي، كلما تحدثت عن طلبات المنزل يهينني وأشعر أني بلا قيمة في نظره، مهما حاولت وصف ما أشعر به تجاهه لن تكفي الكلمات، أشعر أنني في حالة سيئة جدًا، فهل أطلب الطلاق وهذا ما يريده، أم أن الأولاد ليس لهم ذنب وعلي أن احتمل نتيجة اختياري أنا، أرجوكم انصحوني.
 
***
القارئة العزيزة، نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية والإرشاد الزواجي والأسرى والذي قال: حقيقة ليس أصعب من أن تأتي تعاسة الإنسان وشقاؤه من داخل بيته وأسرته الصغيرة، فنسأل الله القدير أن يعيننا على إرشادك إلى الطريق السليم وأن يعينكِ أنتِ على تنفيذ وتطبيق ما عليكِ القيام به.
 
بداية أنا أعذرك على وصفك بأن زوجك قد أسقط مفهوم الرجولة في نظرك وعلى رفضك لفكرة الزواج  لو عاد الزمن بكِ مرة أخرى. هذا التعميم السلبي هو أحد أخطاء التفكير أحيانًا يحدث بسبب الضغط النفسي الشديد أو تراكم المشكلات غير المحلولة أو بسبب سوء اختيار الشريك من البداية، فالله الذي خلق الإنسان منذ البدء خلقهما ذكرًا وأنثى كان لغرض أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض فهل يمكن أن يخلق الله شيئًا على سبيل المصادفة أو الخطأ؟ حاشا له طبعًا، فهو الذي سخر كل ما في الكون لخدمتنا فالزواج في حد ذاته هو فريضة ربانية ولكن لها أسس وقواعد علينا الإلمام بها ومعرفتها وتطبيقها، هي تمامًا كحجر الأساس الذي يتم وضعه لتثبيت المبنى وحمايته من السقوط، كذلك على كل امرأة معرفة طبيعة الرجل وعلى كل رجل معرفة طبيعة واحتياجات المرأة حتى نضمن بذلك تأسيس أسرة قوية راسخة قادرة على الصمود ضد عقبات ومشاكل الحياة.
 
ما من بيت يخلو من المشكلات أبدًا، ونحن نبحث عن كيفية إدارة مشكلاتنا بنجاح وحكمة وليس كيفية تجنب وجود المشكلات، لأن هذا أمر صعب جدا في الحياة بشكل عام، نبني للإنسان نفسًا قوية مطمئنة وعقل مستنير يواجه الأمور بحكمة.
 
بالطبع نحن نرفض تصرف الزوج بهذه الطريقة، هو أمر غير مقبول أن ينفق والده عليكم ما دام الزوج قادرًا على العمل والاجتهاد ولا توجد أية إعاقة تمنعه من العمل، فهو رب الأسرة ورأسها وعليه أن يكون مسئول عن التزاماتها، ولكن علينا أولًا طرح بعض الأسئلة هل كان هذا هو طبع الزوج من البداية؟ هل يعاني الزوج من أية أمراض تعيقه عن العمل؟ هل تدخل طرف ثالث بينكما بهدف الإصلاح بعد محاولاتك الفردية؟ هل يوافق والده على وضعه الحالي فيشجع الزوج بذلك على التراخى وعدم العمل؟ هل ذهب الزوج من قبل إلى مختص أو تم تشخيصه بأي اضطراب صريح يستلزم العلاج؟
 
هذه الأمور كلها لا بد من وضعها في الحسبان قبل إصدار الحكم، لا شك أن كل إنسان فيه جوانب إيجابية وأخرى سلبية فلا أحد يخلو من الإيجابيات والسلبيات، ولذلك يستمر سعي الإنسان دائمًا للتطور مدى الحياة وليس لذلك سن محددة، فلكي ننصف في حكمنا عليكِ الآن بالتفكير في حسنات الزوج قبل عيوبه بحيادية، الرجل بشكل عام تأسره الكلمة الطيبة وبشاشة الزوجة وتراحبها، فماذا عن اهتمامك بإظهار مشاعر الود والمحبة تجاهه. المرأة بشكل عام أفضل من الرجل في إظهار المشاعر فيجب أن نستغل تلك القدرة  الطبيعية في المرأة للبدء في المصالحة، الكثير من الناس لا تجيد التعبير عن عواطفهم ومشاعرهم بسهولة، فنحن ندعو بألا تعاملينه بالمثل، أن تهتمي بترتيب منزلك وحسن هندامك وزينتك وتسعي ألا يخلو البيت من مظاهر التودد والرحمة، فلعل أبسط التغيرات قد تأتي بالنتائج المرجوة وهذا رأيناه كثيرًا في رحلة العلاج النفسي.
 
أخيرًا إن كان زواجكما من البداية مبني على المحبة والمودة والرحمة فهذا أمر مبشر بالخير إن شاء الله قد يحتاج الأمر لبعض الوقت لنعيد لعواطفنا توازنها، فربما قد أصابكم فتور في المشاعر كما يحدث أحيانًا بسبب روتين الحياة وهنا لا بد من الصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرار، عليكِ باللين وعدم الإكثار من التوبيخ أو توجيه اللوم، فقد تكون هذه نقطة جديدة لبداية التغيير، وإن استمر الوضع كما هو فعليكم باللجوء إلى مختص نفسي لتقييم الأمر.
 
صفحة وشوشة ـ العدد الورقي
صفحة وشوشة 

 

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.

 

 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل المستأجرون الممتد إليهم العقد ملزمون بالقيمة الإيجارية الجديدة؟

مواعيد مباريات اليوم الخميس 18-12-2025 والقنوات الناقلة

محمد إمام لأولاد عمته الراحلة: انتوا رجالة وقد المسئولية وكلنا فى ضهر بعض

الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال


خالد زكي: نجاح طباخ الريس مستمر منذ 17 عامًا وهذا أعظم تكريم

بعثة منتخب مصر تصل المغرب استعدادا للمشاركة فى بطولة أمم أفريقيا

لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

يوسف الشريف والمخرج توبة.. رهان جديد فى «فن الحرب» على شاشات المتحدة

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح


القضية السابعة.. فيفا يقرر إيقاف قيد نادى الزمالك لـ 3 فترات جديدة

التصريح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور بعد الانتهاء من الصفة التشريحية

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

وزارة الداخلية تحبط محاولة 3 أشخاص توزيع أموال بمحيط لجان البساتين

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى