"يا طالع النخلة فى موسم الفرحة".. محمد النجار يتسلق النخل من 17 سنة.. ويؤكد: مخاطر المهنة كثيرة جدا.. وبلف المحافظات 3 أشهر فى موسم الحصاد.. ويحكى طريقة صنع حزام المطلاع.. ويروى أصعب موقف تعرض له.. فيديو وصور

جانب من أعمال الحصاد

القليوبية إبراهيم سالم

الأحد، 10 سبتمبر 2023 12:00 م

"يا طالع الشجرة بالمحرمة الخضرا.. حبك على عينى أقطف واديني".. أغنية تراثية قديمة غنتها كروانة الغناء الشعبى الفنانة فاطمة عيد، تعبير عن مدى الفرحة الكبيرة بين المزارعين لانطلاق موسم الحصاد، حيث اختارت خلالها تحديد "طالع النخيل" لما لهذه المهنة من مخاطر ولابد وأن يكون ممارسها أتقن جميع جوانبها، نظرا للارتفاع الكبير الذى يصعده وهو ما يزيد المخاطر التى يواجهها بداية من الحصاد وحتى أعمال الإعداد للموسم طوال العم.

"اليوم السابع".. حرص على إجراء معايشة لأحد طالعى النخل الذى يجوب المحافظات المختلفة بحثا عن الرزق الحلال، فهو ابن من أبناء محافظة دمياط، ويعمل طالع نخيل، وجاء إلى محافظة القليوبية وبالتحديد منطقة القلج بالخانكة، وبعدها ينتقل إلى محافظات الصعيد وأخيرا يعود إلى محافظته الأم، ليمارس نفس حرفته، حيث أن الموسم يأتى تباعا فى الحصاد نظرا لتفاوت درجات الحرارة بين كل محافظة وأخرى، وهذه إحدى حكم الخالق عزوجل.

فى البداية قال محمد جمعة النجار، ابن محافظة دمياط، إنه يعمل طالع النخيل منذ حوالى 17 سنة، حيث ورث هذه المهنة عن شقيقه الأكبر، موضحا أنه يتجول بجميع محافظات مصر سعيا لطلب الرزق الحلال، ومن بين المحافظات التى يتنقل إليها محافظة القليوبية، وبالتحديد منطقة القلج بالخانكة، والتى يأتى إليها فى منتصف أغسطس أو أول سبتمبر من كل عام، وذلك حسب بدء موسم الحصاد بالخانكة، وينتهى فى نهاية سبتمبر، وبعدها يعود إلى محافظته لبدء موسم الحصاد.

وأوضح "النجار"، أن فترة عمرة الأساسية لموسم الحصاد بالبلح تستمر على مدار 3 أشهر، بالإضافة إلى عملة فى فترة الإعداد للموسم والتى تبدأ بالتقليم وإظهار النخيل فى شكل جمالى إزالة "المقشات" والجريد اليابس، ثم المرحلة الثانية وهى التلقيح بالمشيج المذكر للنخيل ليبدأ موسم ظهور المحصول الجديد، ثم مرحلة "التقويص" وهى ربط "السباط" الجديد بأربطة حتى تخضعها للأسفل بدلا من اتجاهها للأعلى، وأخير تبدأ مرحلة الحصاد.

وتابع "النجار"، أن أطول نخلة صعدها كانت فى محافظة دمياط تخطت الـ 25 مترا، حيث يبدأ عمله اليومى فى الفجر من كل يوم وينتهى خلال فترة الظهيرة، موضحا أن طالع النخيل بدون المقلاع هو أكبر خطر يواجهه طالع النخيل، مشيرا إلى أن "المقلاع" يصنع من أحبال يأتى من مدينة رشيد، ثم يدخل فى كسارة ويتم إنتاج الحزام الذى يستخدمه فى عمله، حيث يتميز هذا الحبل بالشدية.

وقال، إن عملية ربط المقلاع لها نوعية معينة، بحيث تسهل على المستخدم له فى التضييق أو زيادة القطر به، حتى يتمكن من الاستقرار على النخلة، مشيرا إلى أن طالع النخيل والمتلقى منه بالأسفل يتفقون على كلمات بسيطة تمكنهم من التفاهم السريع بينهم لسرعة إنجاز عملهم، موضحا "عندنا فى المهنة سيم بينى وبين اللى بيستقبل المحصول منى على الأرض"، وعلى سبيل المثال منها "أبيض" والتى تعنى أن "المشنة" محملة بالمحصول وتحتاج لتفريغها، ويرد عليه الشخص المتواجد على الأرض قائلا "صلي" أى تم الانتهاء من التفريغ، ليرد هو سريعا "على النبي" ويبدأ فى رفع "المشنة"، وكذلك أيضا كلمة "رطب" والتى تعنى أن المحصول كلة رطب ولا يحتاج لتنقية.

وأشار، إلى أنه يتراوح عدد النخيل الذى يصعده لحصاده يوميا يبدأ من 20 نخلة وحتى 35 نخلة يوميا، وذلك حسب الإنتاج بكل نخلة، وهو ما يمثل مجهود كبير على القدمين التى تتأذى كثير وخاصة أنه لابد من الصعود بدون حذاء لأنه فى حالة ارتداء الحذاء تتعرق القدم ولا يمكن السيطرة على النفس فى الأعلى، كما أن لهذه المهنة الكثير من المخاطر أبرزها السقوط من الأعلى، أو تعرض النخلة للكسر.

واستطرد، أنه عشق العمل كطالع نخيل بعدما تعلمها على يد أشقاؤه الذين اتجهوا للوظائف، مشيرا إلى أن أبرز المواقف التى أثرت به هو أنه وصديقه كانا يعملان بأحد المزارع وصعد كل منهما نخلة، وإذ فجأة انكسرت النخلة التى صعد عليها صديقه وسقط من ارتفاع كبير ولقى مصرعه على الفور، قائلا: "الموقف دا أثر فيا جدا وخاصة أن الشخص دا صديق عمرى وانهرت جدا ولم استطع السيطرة على نفسى وكدت أقفز خلفه فور سقوطه لولا المتواجدين حولي".