خالد دومة يكتب من وحى القراءة: مسئولية المرأة

خالد دومة
خالد دومة
للدين قيم أساسية، ثابتة لا تتغير، فالدين يعطي الأساس، الذي تُبنى عليه الحياة، أو القواعد المتينة التي يُشيّد عليها قيم فرعية، قد تتبدل مع الزمن، ولا غبار في ذلك، إذا كان الأساس صلب وقوي، فطبيعة الحياة عامةً، هي أن تتبدل وتتغير، فلا شيء يبقى على حالة واحدة، إن الحركة، هي القانون الأعم الثابت في الكون الهائل، وقد راع الدين هذه الطبيعة الكونية الإنسانية، فكلنا بشر، كلنا إنسان، ورغم ذلك لا يتشابه اثنان في كل شيء، إذا كان هناك تشابه، حتى في التوءم المتطابق، لأن هناك اختلافات، إن لم تكن في الظاهر، ففي الباطن، فالإسلام أعطى لنا القواعد، التي تصلح للجميع، أو يشترك فيها الإنسان أينما كان، أعطى لنا الأساس الفطري، ثم ترك لنا وضع ما يتغير، ويتبدل من زمن إلى زمن، ومن مكان إلى مكان، وهذا يعني أن الإسلام راع في المقام الأول، تلك الفطر الإنسانية، والخصائص العامة، التي تشمل الجميع، ولا تختلف باختلاف الزمان والمكان، أم أن نضع تقاليد وعادات وأفكار، ونجعلها قواعد، أو نجعلها دين سماوي منزل، فذلك العبث الذي يضر بنا، فليست التقاليد التي تختلف وتتنوع دينا، ولا هي مقدسة، وقد تكون واجبة وضرورية في زمن ما، وقد يكون الإقلاع عنها في زمن واجب وضرورة، فلا نعتقدها عقيدة ملزمة، لكل جيل، ولكل عصر، ومن يتركها يكون في عقيدتنا، تخلى عن الدين، وعن العقيدة، إن التعصب الأعمى، حتى ولو كان للخير، قد يسوق الإنسان إلى طريق الشر، للغلبة على غيره، فالإنسان دائما ما يختلق الأعذار لنفسه؛ ليبيح لها ما يكمن فيه من شر، فإن لم يتزن، ويُحكم علقه، في مناصرته للخير، قد يجر عليه وابِل، من صنوف الشر، وهو يعتقد في قرارة نفسه، أن ما يفعله هو عين الصواب، وواجب مقدس، حين يدافع عما يؤمن به، حتى لو اضطر إلى ممارسة الخديعة، في مواجهة الخصم، وكثير ممن يؤمن ذلك الإيمان، ولا يعطون غيره أهمية، ولا قيمة، يلجأون إلى تلك الطرق الملتوية، هنا يجب أن نفرق بين ما هو تقليد وعادة، وأن التخلي عنها، لا يعتبر تخلي عن الدين، وعن العقيدة، أن نفرق، وأن نضع الجذور، فهناك الثوابت العامة، التي لا يختلف مسلم في أمر العقيدة، إن هناك ألاف من التقاليد البالية العتيقة، من يدخلونها في نطاق الإيمان والكفر، فمن يؤمن بها، كان مؤمنا مسلما، ومن يعترض عليها، أو يرفضا كأنما يرفض الإسلام، ويرفض العقيدة، إذ إنه يكفر بها، ولا يلقي لها بالا وإعتبارا.
 
لم يكن دور المرأة، في عصر النبوة، دور المرأة القابعة في زوايا البيت، ليس لها إلا أن تحلب شاتها، وتعد الطعام لزوجها، وتصلي فرضها، ثم لا شيء بعد ذلك، لم يخبرنا تاريخ عصر النبوة، ولا الأحداث، بشيء من هذا، لم يخلو بيت النبي من رأي لنسائه، في مواقف عديدة من حياته، أو سيرته الشريفة، لم تكن حياة النبي مطموسة المعالم، جافة لا روح فيها، إنما كانت حياة إنسانية كاملة، فيها ما فيها من طبائع أو عادات، وحركة تحسها عندما تقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم، كانت المرأة، التي خرجت من تحت عباءة الإسلام، امرأة وإنسانة، جعلها الإسلام تقف على قدم المساوة مع الرجل في أمر العقيدة والإيمان، ليعملا سويا، ويعمرا سويا، ويقودان جهاد الحياة معا، كل يعطى من ملكاته وما وهبه الله من فطرة سليمة.
 
جاء الإسلام ليهدم ما صنعته الجاهلية، في عقول الأمم، وهدم أفكارها التي لا تليق بقيمة الإنسان، وقدره عند الله، إنه ليس صراع بين جنس وجنس، ولا نوع نوع، إنما هو التكامل الذي أشار إليه ديننا الحنيف، وأمرنا بالسير به، والأخذ بقوانينه. 

موضوعات متعلقة

خالد دومة يكتب: وجوه

خالد دومة يكتب: وجوه الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 01:56 ص

خالد دومة يكتب: فقر الأغنياء

خالد دومة يكتب: فقر الأغنياء الإثنين، 11 سبتمبر 2023 03:05 ص

خالد دومة يكتب: هل أستطيع؟

خالد دومة يكتب: هل أستطيع؟ الإثنين، 04 سبتمبر 2023 11:52 م

خالد دومة يكتب: عامٌ من الحزن

خالد دومة يكتب: عامٌ من الحزن السبت، 02 سبتمبر 2023 06:48 م

خالد دومة يكتب: الجدار

خالد دومة يكتب: الجدار الأربعاء، 30 أغسطس 2023 11:36 م

خالد دومة يكتب: من وحي القراءة

خالد دومة يكتب: من وحي القراءة الجمعة، 18 أغسطس 2023 12:07 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابط مباشر.. الاستعلام عن أرقام جلوس الثانوية الأزهرية 2025 الآن

توتنهام يهزم مانشستر يونايتد ويتوج بلقب الدوري الأوروبي (فيديو)

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر

مدة العقد تفجر الخلاف بين عبد الله السعيد والزمالك ومحاولة أخيرة قبل رحيله

3 فرق تتنافس على المركز الرابع فى الدوري المصري للمشاركة فى الكونفدرالية


الهدف يصبح له قيمة أكبر مع قرب النهاية.. تعرف على ترتيب هدافى دورى nile

جلسة بين الزمالك ومحمد السيد لتجديد عقده.. وموقفه من العودة للفريق الأول

شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

توم كروز يعلن بدء العمل على فيلم Top Gun 3


الحكومة: مد خدمة المدرسين المحالين للمعاش أثناء العام الدراسى لنهاية العام

وزير الزراعة: حصاد 2.5 مليون فدان قمح بالمحافظات من إجمالي 3.1 مليون.. توقعات بوصول الإنتاجية إلى 10 ملايين طن.. وتقديم كافة التيسيرات للمزارعين خلال عمليات التوريد وحصولهم على مستحقاتهم خلال 48 ساعة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

البحوث الفلكية تكشف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

نهى صالح: تعرفت على زوجى منذ عامين وهويته الشخصية ما تهمش حد

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

كم سعر المتر فى وحدات مشروع "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل؟

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

النص الكامل لتعديلات قانون مجلس النواب والدوائر الانتخابية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى