كيف ساهمت كوكب الشرق أم كلثوم في دعم البلاد خلال حرب أكتوبر؟

"السيدة الفاضلة فنانة الشعب / أم كلثوم ابراهيم ..تحية طيبة وبعد.. فقد وصلتني رسالتك التى تعبر عن نبل مشاعرك وصادق وطنيتك..وروحك التى عبرت عن مثالية عالية بتبرعك للمجهود الحربي لتدعيم القوات المسلحة التي تخوض معركة من أشرف معاركها في الدفاع عن حقنا المغتصب في ارضنا العربية العزيزة وسنمضي فيها مزودين بالإيمان الذى يملأ قلوبنا حتى يكلل الله نضالنا بالنصر لنبني صرح أمتنا شامخا على أسس قوية من الإيمان ودعائم ثابتة من العلم. الله يوفقنا.... ويسدد خطانا". خطاب أرسله الرئيس السادات للسيدة أم كلثوم في 11 نوفمبر 1973 ولا يزال موجودًا في متحفها بالمنيل شاهدًا على الدعم الذي قدمته كوكب الشرق لبلادها خلال فترة الحرب. 

وبينما ننتظر الذكرى الخمسين لنصر حرب أكتوبر المجيد، خلال أيام قليلة، نتذكر كيف تضافر الشعب بكافة أطيافه فتمكننا من إحراز النصر.  وكان للفنانين دور كبير في ضرب خير مثل لأبناء الشعب في مساندة الوطن. ولم تضرب كوكب الشرق أم كلثوم هذا المثل فقط وقت نصر أكتوبر وإنما بدأ دورها مبكرًا جدًا. 

الرئيس الراحل أنور السادات يصافح الراحلة أم كلثوم

كانت السيدة أم كلثوم تحمل، ككل مصري، هم الوطن ووجعه منذ يونيو 1967 وقالت في أحد التصريحات بأن النوم خاصمها منذ النكسة ولم يعد لها هم بالليل والنهار إلا تفرغها لدموعها، وكانت تتوجه إلى الله فى صلاتها، وتتضرع له أن يمدنا ببصيص من الأمل فى إنقاذ مصر.

أم كلثوم مع مجموعة من الضباط

ويقال إن كوكب الشرق كانت تعتزل الناس وتجلس فى "بدروم" فيلتها بالزمالك، منذ هزيمة 5 يونيو، وقال الكاتب سعد الدين وهبة فى شهادته ضمن شهادات أخرى ذكرها كتاب "أم كلثوم وحكام مصر" للكاتب سعيد الشحات، إن ابن شقيقتها المهندس محمد الدسوقى تحدث عن أحوالها فى الفترة التي سبقت حرب أكتوبر، قائلا: "كانت صدمتها أكبر..غرقت فى الحزن، حبست نفسها فى حجرة بدروم الفيلا، أطفأت النور، وربطت رأسها بمنديل لعله يخفف الآلام وبعد فترة خرجت من البدروم وسمعتها تقول: "لازم نلم البلاد العربية حوالين مصر".

أم كلثوم

ولم تكتف كوكب الشرق بالدعاء لمصر أو استسلمت للحزن بل أطلقت حملة "الفن من أجل المجهود الحربي"، وقدمت العديد من الحفلات داخل مصر وخارجها وكانت تجمع هذه الأموال وتخصصها لتسليح الجيش، ويقال إنها أحيت حفلا بالإسكندرية ووصل إيراداته إلى 100 ألف جنيه، كما أحيت حفلا بدمنهور وكان إيراده 39 ألف جنيه، كما أحيت حفلات في باريس، وقيل إنها جمعت 3 ملايين دولار الذى كان يعتبر مبلغا كبيراً في ذلك الوقت.