"الكفن" ينهي سلسال الدم.. قصة امرأة قادت جلسات صلح للقضاء على الثأر

أماني أبو سحلي
أماني أبو سحلي
كتب محمود عبد الراضي

"الألم تحول لأمل"، والمحنة تحولت لمنحة في الجنوب، وتحديدا بمحافظة قنا، عندما طال الثأر من شاب في مقتبل العمر، حيث كانت والدته تحلم له بمستقبل باهر منذ نعومة أظافرة، ولم تدر أن نار الثأر ستطول ابنها.

قبل عدة سنوات من الآن، دارت دوامة الثأر في قنا، فسقط من سقط قتيلا، ودخل من دخل السجن، ولم تهدأ نيران الثأر، بعدما تواصل سلسال الدم، قبل أن تظهر سيدة صعيدية تدعى "أماني أبو سحلي" في المشهد.

السيدة الصعيدية التي كانت تُمني النفس بمستقبل واعد لابنها، استقبلته قتيلا في جريمة ثأر لا ناقة له فيها ولا جمل، وكان في إمكانها أن تحرض وتواصل سلسال الدم، لكنها حكمت عقلها قبل قبلها، وقررت وقف هذا السلسال، ليسود الصلح والمحبة بين الجميع.

بثبات ورزانة عقل، اختارت السيدة الصعيدية طريق الصلح، والحفاظ على الدماء، فأقنعت أسرتها بوقف الدم، ليكتب الكفن نهاية سلسال الدم بالمنطقة.

الأم المكلومة على فلذة كبدها، لم تكتف بذلك، وإنما حرصت ألا تحرق قلوب النساء على أبنائهن مثلها، فخاضت جلسات الصلح في الصعيد، مقتحمة عالم الرجال، متمردة على بعض العادات الخاطئة.

وبحكمة شديدة، وهدوء مميز، وحلاوة لسان، نجحت هذه المرأة في خوض غمار التجربة وإقناع الكثيرين بالعدول عن الثأر، ليسود السلام والأمان بين الجميع.

بلهجتها الصعيدية تحكي "أماني أبو سحلي" لـ"اليوم السابع" تجربتها الفريدة، فتقول :" أنكويت بنار التار فحميت الجميع منه"، وقررت أن تكون تجربتي مثالا ونموذجا أقنع به الجميع للعدول عن الثأر، والتعايش في محبة وتفاهم، فالحياة تتسع للجميع.

تعود المرأة الصعيدية بظهرها للخلف، وكأنها تعود بذاكرتها، وتقول :"نجحت في القضاء على العديد من الخلافات الثأرية وإقناع الجميع بالصلح، حيث كانت المرأة مدخلي، أقنعها بوقف الدم حفاظا على أقاربها، فتقتنع ومن ثم تقنع الجميع، وأستعين في ذلك بعدد من السيدات.

وحول أصعب مواقف الصلح، تقول "أماني": "كانت هناك خصومة ثأرية سقط فيها عددا كبير من الرجال، ووجدنا صعوبة في الصلح، لكن مع الالحاح نجحنا في اقناعهم، وتم الأمر في النهاية"، مؤكده أن الجميع بات يتقبلها في جلسات الصلح ويألف ذلك رغم كونها امراة رغم الصعوبات في البدايات.

وتضيف: الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما تحرص على تثقيف الجميع بخطورة الثأر، لوأد هذه الجرائم قبل وقوعها، ونجحنا في تحقيق ذلك، بنشر ثقافة الود والمحبة.

وحول مصير المرأة في المجتمع الآن، تقول "أبو سحلي": المرأة الآن في مكان مختلف، ولقيت كل الدعم والتمكين، فهي القاضية والنائبة والضابطة والمدرسة والعالمة، وقبل كل ذلك هي الأم الحنون مصدر الخير والسعادة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

صحف أمريكية: ترامب يحيى الحرب التجارية ويعيدها إلى صدارة أجندته

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف

الداخلية تضبط 49 سائقا يتعاطون المخدرات بالطريق الإقليمي

خالد صلاح يكتب : إنذار مبكر.. الأفكار المتطرفة لم تمت بعد .. وعمليات تجنيد إرهابيين جدد لا تزال مستمرة

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع


مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

انطلاق امتحانات التعليم المدمج بجامعة القاهرة بمشاركة 30 ألف طالب وطالبة

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025


تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

رضا سليم يُفضل العروض المغربية عن المحلية للرحيل عن الأهلي

اليوم.. نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

بي اس جي ضد الريال.. مبابي يتحدى باريس في مواجهة الثأر والانتقام

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

سيدة تطالب زوجها بنفقة 50 ألف جنيه بعد شهر زواج بمصر الجديدة.. التفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى