المغرب وليبيا.. عندما تكون الدولة قوية

أميرة خواسك
أميرة خواسك
أميرة خواسك
على مدى الأيام الماضية تمزقت قلوبنا ألما على ما جرى من زلزال فى المغرب الشقيق، ومن إعصار فى الشقيقة ليبيا، رحل على إثرهما عشرات الآلاف فى البلدين الشقيقين، لكنها إرادة الله التى أحيانا ما تحرك الطبيعة وتثير غضبها حتى تذكرنا أن تلك الظواهر على قسوتها ما هى إلا لمحة من يوم لا ريب فيه.
 
 لكننا حين نتأمل الكارثتين ونرى كيفية مواجهتهما فى البلدين نرى تجسيدًا واضحا لمفهوم الدولة القوية والدولة المنهكة، ففى المغرب ومنذ اليوم الأول كان الدى الحكومة المغربية رؤية واضحة لمواجهة الأزمة، حتى أنها لم تقبل كل طلبات المساعدة التى تقدمت بها دول العالم المختلفة، وهو تقليد متعارف عليه بين الدول، حتى وإن لم يكن هناك توافق بين الدول، كما فعلت مصر حين أرسلت لتركيا مساعدات عقب زلزال فبراير ٢٠٢٢، على سبيل المثال، لكن الحكومة المغربية قبلت فقط المساعدات التى تحتاجها ورفضت ما ليست فى حاجة اليه، واصطف الشعب مع الحكومة لمواجهة الأزمة.
 
 أما ما حدث فى ليبيا بعد الإعصار الهائل الذى تعرضت له فهو أيضا انعكاس للوضع الليبى الذى لا يسر عدو ولا حبيب ! ومن الواضح أنه ليس نتيجة للوضع السياسى المتردى والمنقسم فقط، لكنه نتيجة طبيعية لمعاناة استمرت لأكثر من نصف قرن، أى منذ أواخر ستينيات القرن الماضى، والمؤسف حقا أن دولة تملك من الثروات ما كان يجعلها لا تتأثر بمثل هذا الإعصار ولا بغيره نظرا لما تملكته من ثروات على مدى العقود الماضية كان يمكن أن يجعل منها دولة قوية حديثة قادرة على مواجهة أى أزمة، على الأقل بإمكانات أقوى مما نرى بكثير.
 
 لكن حظ ليبيا العاثر جعلها نهبا لحكم فاسد راح يبدد ثرواتها، ويصرف أموالها فى شراء الذمم وشراء المجرمين وقتل الأبرياء وحصار المواطنين، وكان آخر ما همه هو بناء البلد وتطويرها وتحديثها، وبدلا من أن تمتلك ليبيا بنية تحتية قوية رأينا كيف أنها حتى لا تمتلك جسورا أو سدودا أو مرافق تمكنها من مواجهة أى طارئ، ولا تتناسب مع ما تملكه من ثروات، لسبب بسيط أن ثرواتها لم تكن توجه للشعب الليبى ولا لمؤسساته ولا لمرافقه المختلفة. 
 
 ثم عندما ذهب الحكم الاستبدادى كان الأمل أن يتوافق أبناء الشعب الليبى ليعوضوا سنوات الظلام التى تحملوها، وأن يتنبهوا للدسائس والمؤامرات التى تحاك حولهم للاستيلاء على ثرواتهم، وبدلا من أن يصطفوا لبناء وطنهم، انقسموا وتركوا بلدهم تنهار مع أول مواجهة مع الطبيعة !
 
 لقد شاهدت ڤيديو لأحد المصريين فى مدينة درنة، تطوع مع فرق الإنقاذ الليبية والصليب الأحمر، وهو يروى المأساة التى شاهدها بعينيه، وحكى كيف ضاع الناس أمام ذويهم، وكيف وجدت جثث لأطفال فى أحضان أمهاتهم، وكيف طفت سيارات على سطح الماء وصلت لثلاثة أدوار، وكيف دمرت الأبنية بالكامل. 
 
 الحقيقة أن غضب الطبيعة يحدث كثيرا، بل إن هناك دولًا وشعوبا قد اعتادت عليه، ولكن المواجهة تختلف كثيرًا فى الدول القوية عن الدول الضعيفة، وليبيا كان من المفترض أن تكون دولة قوية، لولا ما وصل إليه حالها السياسى فانعكس على شعب لا حيلة له ولا أمل سوى فى رحمة الله وعنايته. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ميلود حمدى يعلن اليوم قائمة الإسماعيلى لمواجهة الطلائع بدون 6 لاعبين

موجة حر شديدة تودي بحياة أكثر من 1300 شخص في البرتغال

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا

ريبيرو يناقش مع جهاز الأهلى موقف محمد الشناوي من مباراة غزل المحلة


اتحاد الكرة يطالب بحضور السعة الكاملة لاستاد القاهرة في مباراة إثيوبيا

موعد مباراة بيراميدز ومودرن سبورت فى الجولة الرابعة للدورى المصرى

النصر يتحدى الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي

عرض حكاية "انت وحدك" ثالث حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اليوم

المصري يتصدر.. ترتيب دوري نايل قبل انطلاق الجولة الرابعة غدا


هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

3 سبتمبر.. انطلاق الجزء الثانى من ثانى مواسم مسلسل Wednesday لجينا أورتيجا

البنك الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة الاتحاد السكندري بالدوري

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

بعد أزمتها مع جاستن بالدونى.. بليك ليفلى تستعد لبطولة فيلم The Survival List

حمدي فتحي يبحث عن الفوز الأول مع الوكرة في الدوري القطري

مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة

بينيا يمدد تعاقده 3 مواسم مع برشلونة قبل الإعارة

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

وزارة النقل تنفذ 71 كوبرى بمسار الخط الأول للقطار الكهربائى.. الانتهاء من كوبرى خور مايو العملاق بارتفاع 90 مترا.. وصول أول قطار فيلارو سريع إلى مصر خلال شهر.. وكامل الوزير: عمال مصر ينفذون ملحمة عظيمة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى