انتخابات رئاسية استكمال تجربة مصرية لإدارة التنوع

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم : أكرم القصاص
مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن الجداول الزمنية للانتخابات الرئاسية المقبلة، تبدأ مصر مرحلة جديدة، مرحلة انتقالية إلى تأسيس خطوات أوسع، وتنوع أكثر، بعد نتائج أرساها الحوار الوطنى على مدى شهور، وأتاحت لفئات وتيارات متعددة فرصة لتقديم آراء ومقترحات تحولت إلى توصيات وتم تنفيذ بعضها بالفعل، بما يشير إلى جدية واضحة ورغبة فى أن يتم وضع أسسها، بناءً على تجربة سنوات سابقة، منحت الكثير من التيارات نضوجا.
 
مع إعلان مواقيت الانتخابات الرئاسية يتوقع وجود مرشحين متعددين من تيارات سياسية مختلفة، أو أفراد، خاصة مع وجود ضمانات أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات، تتيح الفرصة للمنظمات المدنية والصحفية والإعلامية بالداخل والخارج متابعة الانتخابات بعد التسجيل فى موقع الهيئة، والحصول على التصاريح المتعلقة بذلك، كما هو متبع فى مثل هذه الفعاليات، وتكفل فرصا متساوية لجميع المرشحين لطرح برامجهم، مع الالتزام بقواعد تمويل الحملات وإدارتها. 
 
والواقع أن الانتخابات الرئاسية، قد تكون فرصة لاختبار ما تحقق خلال الحوار الوطنى، لكنها مقدمة لأكثر من انتخابات سوف تجرى بناءً على توصيات ونتائج الحوار الوطنى، أهمها الانتخابات المحلية، ثم مجلسى النواب والشيوخ. والانتخابات هنا وسيلة لاختيار ممثلين يمكنهم التعبير عن مصالح الأفراد والجماعات والفئات المختلفة، خاصة أن الحوار كشف عن وجود رغبة لدى قطاعات كثيرة للانخراط فى هذا الحوار كلٌ بطريقته، وحتى هؤلاء الذين أبدوا رفضهم أو تحفظهم، لم يتوقفوا عن طرح آرائهم فى القضايا المختلفة، فى السياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية، وهى اقتراحات أو أفكار، بعضها صالح للمناقشة والتطبيق، وتم تضمينه فى توصيات اللجان، بما يعنى أن إمكانية إدارة التنوع واردة، ومهمة، تدعم وتقوى السياقات العامة وتبنى جسور الثقة.
 
ونؤكد دائما أنه من الطبيعى أن تكون خطوات التحرك للأمام بعد عشر سنوات وانتهاء الإرهاب، مختلفة، وتتجه أكثر لتوسيع المشاركة ومنح المواطنين الحق فى طرح آرائهم ومشاركتهم، وهو ما أتاحه الحوار الوطنى الذى عقد على مدى شهور، وهو الطريق الطبيعى لبناء تجربة سياسية ومجتمعية تفصيل، وليس الاعتماد على مقولات لم تختبر وتختلف كل تجربة حسب طبيعة كل مجتمع، والواقع أن تجربة 12 عاما من العمل والتفاعل يفترض أن تكون مفيدة، فى التفرقة بين الأقوال أو الشعارات، وبين بناء سياقات سياسية واجتماعية. 
 
والدعوة هنا للمجتمع الطبيعى، وليس لهؤلاء الذين يعزلون أنفسهم فى مقولات أو مواقف، فى العالم الافتراضى، الذى يمثل بالطبع مؤشرات لا يمكن أن تكون مقياسا للواقع. 
 
المهم أن يكون التيارات والخبراء قادرين على قراءة الملفات والتعامل مع الأرقام والقضايا الاقتصادية والاجتماعية، بناءً على دراسة، وليس فقط من خلال بوستات وتويتات، وإذا كان الحوار أتاح فرصة النقاش حول المستقبل وتوسيع المجال العام، فإن هذا يفتح آفاق التفاهم، ويرتب مسؤولية على أطراف الحوار، يدفعها للاستعداد بشكل يجعلها قادرة على الإقناع، وليس فقط طرح هذه القضايا، وأن يكون الحوار الوطنى بداية وليس نهاية، بعد أن كان دائما فرصة للجادين من كل الأطراف.
 
ونظن أن الانتخابات الرئاسية، مقدمة لمرحلة من التنوع، وتوسيع المجالات، والبناء على ما تحقق، والاستفادة من الأرضية التعددية التى أنتجها الحوار الوطنى، وتنوع الآراء، بشكل يجعل هناك أهمية للتعامل مع الانتخابات الرئاسية، باعتبارها نقلة جديدة فى توسيع المجال العام، وبناء تجربة تناسب مرحلة جديدة من العمل السياسى، تستوعب التحولات التى شهدها العالم على مدى العقود الأخيرة من ثورات التكنولوجيا والاتصال ومنصات التواصل الاجتماعى، التى غيرت من شكل السلطة وممارستها فى العالم كله، ويفترض أن تضع الأحزاب والتيارات المختلفة هذا كله فى الاعتبار، وتنتهز الفرصة للمشاركة فى بناء تجربة «تفصيل» وليس البقاء عند نماذج جاهزة، والاعتراف بأن كل دولة لها ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، وأن السياسة ضرورية، والتنوع مطلوب، والمجال العام يسمح بالمزيد من التفاعل وبناء الثقة، ومخاطبة جمهور حقيقى، وليس أشباحا افتراضية.
p.8
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بريطانيا تعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد 14 عاما

نقلة نوعية كبرى فى منظومة المواقف بالمنيا.. جارى إنشاء ميناء برى بمدخل مدينة المنيا الجديدة على مساحة 5 أفدنة.. والمحافظ: نتعرض لتفاصيل المشكلات لإيجاد الحلول الصحيحة لخدمة أبناء المحافظة

إنتر ميلان يرفض عرض جالاتا سراى لضم تشالهان أوجلو ويشترط سعراً أعلى

الزمالك يحصل على توقيع المهدى سليمان لتدعيم حراسة المرمى وينتظر قرار فيريرا

الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الرسل 12 يوليو.. صوم رسولى قديم يعود إلى بدايات الخدمة والانطلاق.. من الدرجة الثانية ويُاكل به الأسماك.. طقس اللقان يحيى طقوس التهيئة.. ومواصلة على خُطى بطرس وبولس


سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

ليلة الكبار فى مونديال الأندية.. باريس سان جيرمان يتحدى البايرن فى نهائى مبكر.. البافاري يتسلح بالتاريخ وبطل أوروبا يراهن على القوة الهجومية.. ريال مدريد يصطدم بـ دورتموند فى قمة الأمجاد

دورتموند عقدة تشابي ألونسو قبل موقعة مونديال الأندية

انهيار زوجة جوتا ورفاقه فى ليفربول أثناء تشييع جنازة الأخوين فى البرتغال.. صور

السجن 12 عاما لزعيم طائفة دينية روسى ادّعى أنه تجسيد للمسيح


تنسيق الجامعات 2025.. تعليمات يجب التزام الطالب بها أثناء اختبار القدرات

23 طفلة مفقودة بسبب فيضانات تكساس.. نائب الحاكم يدعو للصلاة وعائلاتهن تنشر صورهن

بن أفليك وجينيفر لوبيز يسحبان قصرهما من السوق بعد فشل بيعه بـ68 مليون دولار

وزارة الصحة تعلن المستشفيات المخصصة للكشف الطبى للمرشحين لانتخابات الشيوخ

البرتغال تودع جوتا اليوم.. وليفربول يخصص رحلة جوية لحضور الجنازة

الأهلى يتمسك باستمرار إمام عاشور ويرفض عرض الأخدود السعودى

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

الإسماعيلى آخرهم.. 8 أندية تعلن عن مدربيها استعداداً للموسم الجديد

التعليم: تحصيل 50 جنيها مقابل خدمة التعليم التفاعلى و25 جنيها للمنصات

موسم رحيل الأساطير فى ملاعب العالم.. شيكابالا ومعلول ومودريتش الأبرز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى