المفتى يوجه رسالة للرجال بشأن الاعتداء على ميراث النساء

شوقى علام
شوقى علام
كتب محمد شرقاوى
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الفقيه الدستوري الراحل الدكتور يحيى الجمل، قد أشرف على رسالة ماجستير حول وثيقة المدينة المنورة كدراسة دستورية، انتهى فيها الباحث إلى أن وثيقة المدينة هي أول وثيقة في التاريخ تؤسس للمواطنة الكاملة في مجتمع متعدد الثقافات والأديان والأعراق.
 
وأضاف المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل الناس مسلمين وغير مسلمين جميعًا سواسية في الحقوق والواجبات، كأنه يرسل رسالة للتاريخ أن الإنسان في معيشته وفي وطنه يحتاج إلى أن يفهم هذه التعددية وأنها حتمية يجب التفاعل معها.
 
وشدد شوقي علام على أن خطبة الوداع تُكمل المسيرة المحمدية بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي خطبة جامعة تتضمن المبادئ الجامعة من تعاملات اقتصادية ووصية بالنساء، موضحًا أن الجور على حق من حقوق المرأة كالميراث وغيره مخالف للمنهج والوصية النبوية.
 
ووجه مفتي الجمهورية رسالة للرجال قائلا: المساواة الإنسانية ظهرت في الممارسة الحقيقية للشريعة المحمدية في وثيقة المدينة، حيث ساوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات مهما كانت عقديتهم أو لونهم أو عِرقهم، وكملتها خطبة الوداع التي أرست مبدأ المساواة بقول النبي: "كلكم لآدم وآدم من تراب، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى"، وقوله: "استوصوا بالنساء خيرًا" وغيرها من الوصايا.
 
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن النظر إلى المستقبل واستحضار مقدمات الحاضر ودروس الماضي، يتطلب التحمل والصبر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان من أهدافه بناء الإنسان.
 
وأضاف المفتي أن نحتاج إلى خبرات واسعة المدى واستشراف للمستقبل كما فعل أصحاب المذهب الحنفي الذين توسعوا في هذا الباب، وكانوا يضعون المسائل ويجيبون عنها، فأعطانا مساحة أوسع وأرحب؛ ولذا أنشأنا في دار الإفتاء المصرية مرصد الاستشراف الإفتائي، لنُعدَّ العدَّة من الآن -نحن المفتين- لمواجهة تحديات المستقبل وما قد يطرأ من أمور.
 
وشدد شوقي علام على أن النبي كان يحب مكة، وطنَه الذي نشأ فيه وضم ذكريات الطفولة؛ لأنها غريزة وفطرة عند كل إنسان أن يحنَّ إلى المكان الذي نشأ فيه، مشيرًا إلى أن السيرة النبوية مليئة بالمواقف التي تؤكد حبَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوطنه، ومنها أنه عندما خرج مهاجرًا إلى المدينة وعندما جاوز أبواب مكة وقف وحنَّ إلى هذا المكان وقال قوله المشهور: "والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".
 
وتابع مفتي الجمهورية: في طريق الهجرة عندما كان النبي يمر على مكان له فيه ذكريات كان يحنُّ إلى وطنه، وذكر بعض المفسرين أن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] نزل في هذا الموقف، وكان عندما تأتيه الأخبار من مكة المكرمة يذكرها بحنين شديد.
 
واستطرد شوقي علام: عندما أفاء الله على النبي وفتح مكة المكرمة دخلها مطئطئًا رأسه الشريف؛ تواضعًا رغم انتصاره، في لحظات قد تقذف إلى النفس البشرية حب الانتقام، ولكنه مع ذلك وصف هذا اليوم بأنه يوم المرحمة عندما سأل أهل مكة: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
 
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن البعض اختلف حول مكان الحجر الأسود بعد إعادة بناء الكعبة واحتكموا إلى النبي، لأن من يقوم بهذا الأمر ينال الشرف ويدخل التاريخ.
 
وقال المفتي  إنهم كادوا أن يقتتلوا، لأن كلًّا منهم أراد أن ينفرد بهذا الشرف، فحكَّموا النبيَّ وكان أول داخل عليهم، فلما رأوه قالوا: جاء الصادق الأمين، ففرحوا بذلك فرحًا يفصح عن حقيقة جوهر شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وارتاحت إليه القلوب.
 
وتابع المفتي: حكمة النبي كانت واضحة في هذا الموقف حيث أشركهم جميعًا ولم يستثنِ أحدًا منهم، فجاء برداء وجعل كل رجل يمسك طرفًا منه وبه الحجر الأسود، ثم وضع الحجر الأسود بيديه الشريفتين في مكانه.
 
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن مَوْلد سيدنا رسول الله صلى الله عليه، يتطلب أن نذكر فيه كل خير، كونه كان مثالًا للخير كله منذ طفولته الأولى عندما أقبلت عليه حليمة السعدية لتأخذه للرضاعة فوقع حبه في قلبها وكان أحب إليها من أبنائها.                             
وقال المفتي  إن النبي كان كلُّ مَن يراه يحبه، وعندما يلعب مع الأولاد في طفولته يحبه الأطفال والأمهات، فقد كان نموذجًا للطفل المحبوب.
 
وتابع: الرعاية الإلهية ربَّت النبي صلى الله عليه، وألقت في قلوب الناس محبته، وعندما صار شابًّا قويًّا كان يسير بين الناس صادقًا أمينًا معروفًا بين الناس بهذه الصفة، ليكون المحرك لقادة قريش لأنهم عرفوه بالصادق الأمين، فكان حجة عليهم لأنهم لم يعرفوا عنه كذبًا قط، وكانوا يضعون الأمانات التي يخشون عليها وديعة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل زيادات الإيجار القديمة وفق المناطق.. حد أدنى يبدأ من 250 جنيهًا شهريًا

وزير الإسكان: طرح 100 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال شهر يوليو الجاري

الأهلي السعودي يكشف عن شعاره الجديد

المؤبد والسجن 10 سنوات لمسئولى دار أيتام فى الإسكندرية بتهمة الاتجار بالبشر

كمائن الموت تحت غطاء المساعدات.. مجازر الاحتلال تفتك بالجوعى في القطاع.. مؤسسة غزة الإنسانية.. الاسم خادع والمهمة قاتلة.. 125 شهيدًا و700 مصابًا في شهر.. اعترافات جنود الاحتلال تفضح المجازر


الحكومة: كشف جديد فى حقول عجيبة للبترول بمعدل إنتاج أولى 2500 برميل يوميا

تشيلسى فى صدارة المرشحين للتتويج بمونديال الأندية 2025 متفوقا على سان جيرمان

مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية

موسكو: روسيا تأخذ بالاعتبار استعداد إستونيا لاستقبال طائرات مزودة بأسلحة نووية

بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء حلال أم حرام؟.. رأى الغزالى وعبد الحليم محمود


رسميا.. جواو بيدرو ينضم إلى تشيلسي حتى عام 2033

رامى جمال يتصدر تريند يوتيوب بـ3 أغنيات بعد طرح ألبومه الجديد "محسبتهاش"

مصروفات وموعد سداد أقساط رسوم طلاب المدارس الرسمية 2026

النواب يوافق على اقتراح عدم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته قبل توفير بديل

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

الإسماعيلى ينتظر قرضا بـ60 مليون جنيه لسداد غرامات فيفا من أجل فتح القيد

مجلس النواب يوافق على نص المادة 2 بمشروع قانون الإيجار القديم

الحكومة ترفض حذف المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم

أمل حجازى تخلع الحجاب بعد 8 سنوات من ارتدائه واعتزال الغناء

لا يفوتك


أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي الأربعاء، 02 يوليو 2025 06:56 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى