كنائس أثرية بالإسكندرية مقصد للحجاج من مختلف بلاد العالم.. "المرقسية" أول كنيسة بأفريقيا أنشأت بمنزل "أنيانوس" أول المؤمنين.. و"البشارة" تتميز بالأبراج العالية.. و"سانت كاترين" تضم 12 أيقونة أثرية.. صور

كنيسة بشارة العذراء

الإسكندرية جاكلين منير

السبت، 30 سبتمبر 2023 03:00 ص

تعد محافظة الإسكندرية من أكبر المدن السياحية بمصر، وهى تشتهر بالعديد من الأماكن السياحية والسياحة الشاطئية نظرا لإنتشار الشواطئ بطول ساحل الإسكندرية، الإ أنها تتميز بنوع آخر من السياحة، وهو السياحة الدينية، خاصة المسيحية.

ولعل ذلك نظرا لأنها مدينة تتميز بالعراقة وبها العديد من الكنائس الأثرية والتراثية، ولمختلف الطوائف المسيحية، خاصة وأن الإسكندرية اشتهر عنها تواجد العديد من أبناء الجاليات الأجنبية.

و نستعرض فى السطور التالية، أهم الكنائس الأثرية بالإسكندرية والتى تعد مزار سياحى، وتستقبل السائحين من مختلف بلاد العالم.

الطراز-المعمارى-لكنيسة-البشارة-اليونانية

الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.. أول كنيسة فى أفريقيا

وتعد الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بمنطقة محطة الرمل، هى أول كنيسة أُسست فى قارة أفريقيا بالكامل، وتعتبر أحد أهم أماكن السياحة الدينية بعروس البحر الأبيض المتوسط، حيث أنشئت بمنزل صانع أحذية مصرى يدعى "أنيانوس" وهو أول المؤمنين بالمسيحية، وقد حول منزله إلى كنيسة، لتكون بمثابة أول كنيسة بقارة أفريقيا وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية.

ولقد جاء اسم الكنيسة المرقسية نسبة إلى القديس مارمرقس، الذى جاء إلى الإسكندرية عام 61 م، حيث بشر أهلها بالمسيحية مؤسسًا كرسى الإسكندرية الرسولى المعروف باسم الكنيسة القبطية، لذلك يدعى البطريرك باسم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

والكنيسة بها مقر رأس القديس مارمرقس ولكن أباء الكنيسة القدماء قاموا بسد السرداب بكتلة خرسانية كبرى، خوفًا على رأس القديس مرقس من السرقة، خاصة بعد محاولات متكررة والتى نجح بحارة من فينسيا فى القرن التاسع فى سرقة جسد القديس المتواجد حاليًا داخل كاتدرائية ضخمة فى إيطاليا بمدينة البندقية، ويعد أحد أهم مزارات السياحة الدينية بها ويحظى بتقديس وإقبال كبير على زيارة مزار جسد القديس.

وبها مقبرة أثرية، تقع فى وسط الكنيسة من الناحية الجنوبية، وتضم رفات الآباء البطاركة للكرسى البابوى فى الألفية الأولى الميلادية، وقد تم تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والإنجليزية.

كما أن الكنيسة بها عدد من الأيقونات الأثرية بالكنيسة، حيث يوجد بها 4 أيقونات من الموزاييك من تصميم الفنان القبطى "إيزاك فانوس"، كما يوجد بالمدخل أيقونتان أثريتان للسيد المسيح والسيدة العذراء وقد تمت تغشيتها بالذهب والفضة.

ويوجد بها الكرسى البابوى الأثرى الذى جلس علية العديد من بابوات الإسكندرية فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ومنهم البابا كيرلس الخامس أطول من جلس على الكرسى البابوى لمدة 52 عامًا و9 أشهر.

وتم تطويرها وترميمها أكثر من مرة، وخلال سنوات التطوير تم الاحتفاظ بحامل الأيقونات الرخامى والكرسى البابوى والأيقونات الأثرية بالكنيسة، ونقل الأعمدة الرخامية التى ترتكز عليها الكنيسة إلى المدخل، حيث تسع نحو 1200 مصلى جلوسًا، ونحو 1500 مصلى آخرين وقوفًا.

كنيسة بشارة العذراء المقدسة بوسط الإسكندرية، مقصد حج لكثير من المجموعات الأرثوذكسية التى تأتى إليها من الخارج

وأصبحت كنيسة بشارة العذراء المقدسة بوسط الإسكندرية، مقصد حج لكثير من المجموعات الأرثوذكسية التى تأتى إليها من الخارج خلال زيارتها لمصر، هذا بسبب تاريخها الذى مجده رؤساء أساقفتها القديسين عبر العصور منذ زمن مؤسسها القديس مرقص الرسول، وكذلك بسبب مكانتها فى أفريقيا، خاصة فى أرض النيل حيث يوجد مقر بطريركية الإسكندرية منارة الأرثوذكسية فى أفريقيا، حيث تأسست فى منتصف القرن التاسع عشر على الطراز القوطى بدلا من البيزنطى.

و يتكرر هذا المشهد يوميا، حيث يستقبل البابا ثيودروس المؤمنين بدون كلل ويتحدث معهم عن تاريخ البطريركية وعن النضال التبشيرى الذى يقوم به من أجل شعوب أفريقيا الفقيرة. ويستمع إليه الجميع بانتباه باحترام.

وتتميز الكنيسة بالأبراج العالية للأجراس، المدخل الواسع، المكان المخصص للسيدات، مع الحوامل الخشبية للكتب الموجودة يميناً ويساراً بمكان الخورس، والتى تعطى شكل مميز ومثير للإعجاب لكل الزائرين، بالاضافة إلى الأيقونات المطلية بالفضة

كاتدرائية سانت كاترين بها 12 أيقونة زيتية مهداه من الملك فردينالد الأول ملك النمسا

كاتدرائية سانت كاترين فى منطقة المنشية بوسط الإسكندرية وبنيت عام 1850م خلال العصر العثمانى على أنقاض كنيستين تم بنائهم عام 1632م والتى تم تخصيصها الرهبان الفرنسيسكان بالاراضى المقدسة وتم هدمها ومنحهم قطعه ارض اكبر بنيت عليها الكنيسة عام 1840م وتم تسميتها على اسم القديسة سانت كاترين وهى حاليا عبارة عن جزئين الجزء الاول هو شكل الكنيسة القديم وتم ترميمها بينما تمت توسعة للكنيسة لتكون فى شكلها الحالى مع الحفاظ على التراث المعمارى الموحد للكنيسة.

وتعد الكنيسة من أقدم المبانى فى منطقة المنشية بوسط الإسكندرية بداخلها ساحة مستطيلة يتوسطها قاعدة مربعة رخامية تحمل أعلاها صليبا وملحق بها مبنى إدارى ومبنى خاص بالمدرسة الملحقة بها وهى مدرسة الابتدائى والمرحلة الاعدادية.

كما يوجد داخل الكنيسة 12 أيقونة أعلى الأعمدة الرئيسية وهم من أهم الايقونات الزيتية القديسة سانت كاترين مهداه من الملك فردينالد الأول ملك النمسا عام 1847م وتظهر فيها القديسة وهى تحاور الفلاسفة الوثنيين.