مفوض عام وكالة إغاثة لاجئي فلسطين"الأونروا" لـ"اليوم السابع": نحرص على التشاور مع مصر لمواجهة أزمة التمويل.. نثمن جهود القاهرة فى دعم الوكالة.. نقص التمويل وضع المنظمة تحت ضغط كبير.. وتوفير الموارد ضرورة ملحة

شارك فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة، لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، والتقى كلاً من وزير الخارجية المصري وأمين عام جامعة الدول العربية، حيث أجرى اليوم السابع حوارًا مع مفوض عام الأونروا على هامش زيارته لمصر التي استمرت لمدة يومين حيث أشاد خلال حواره بالجهود المصرية، وحشد الدعم الدولي حيال الأزمة التمويلية للوكالة، لافتًا إلى تأثر عمليات الوكالة الأممية المعنية بتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

ما حجم أزمة التمويل التي تعاني منها الأونروا؟

أدى النقص المزمن في التمويل خلال العقد الماضي، إلى وضع الأونروا تحت ضغط كبير من خلال تقديم عدد كبير من الخدمات والاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين بموارد أقل وسط تزايد التحديات وتكاليف العمليات.

وفي هذا العام وحده، كان على الأونروا أن تستجيب لأربع حالات طوارئ مختلفة، كان آخرها الصراع الداخلي بين الجماعات المسلحة في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، بالإضافة إلي عمليات قوات الأمن الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية والتصعيد العسكري في قطاع غزة والزلازل المدمرة الذى ضرب تركيا وسوريا خلال الأشهر الماضية.

فيليب لازاريني في حواره لليوم السابع 

ما تأثير نقص التمويل على برامج الأونروا في الفترة المقبلة؟

ستشهد الأشهر المقبلة ظروف عمل صعبة للغاية ما لم يتم توفير موارد إضافية، وفي الوقت الحالي، فإن الوكالة لم تتمكن من تأمين الأموال الكافية للحفاظ على جميع العمليات والبرامج الأساسية والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة اعتبارًا من نهاية شهر سبتمبر فصاعدًا.

ماذا عن الدور المصري لدعم وكالة الأونروا؟  

نثمن ما تقوم به مصر من جهود حثيثة لدعم الأونروا بجانب جهودها للحشد الدولي لاستدامة الخدمات المقدمة لعمليات الأونروا الحيوية للاجئين الفلسطينيين، ونحرص بشكل كبير على استمرار التنسيق والتشاور الوثيق مع مصر حول سبل تعزيز قدرات الوكالة على تنفيذ المهام المكلفة بها تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومواجهة الأزمة التمويلية الأكبر في تاريخها.

ما آخر التطورات في مخيم عين الحلوة؟

لا يزال الوضع متوترًا للغاية وحتى اليوم، لا تستطيع الأونروا الوصول إلى جميع مناطق المخيم، ولا تزال ثماني مدارس تابعة للأونروا، والتي توفر التعليم لـ 5,900 طفل، محتلة من قبل جهات مسلحة وقد تعرضت لأضرار جسيمة.

وإلى جانب المدارس الثماني، تدير الأونروا مركزين صحيين في المخيم، كما تقدم الوكالة المساعدات النقدية وتدعم البنية التحتية الأساسية والصحة البيئية والخدمات المتعلقة بإدارة النفايات.

لقد أطلقنا مؤخرًا نداء عاجلاً بقيمة 15.5 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات الإنسانية واحتياجات الإنعاش المبكر الأكثر إلحاحًا الناشئة عن أزمة عين الحلوة، بما في ذلك تغطية نفقات المعيشة لـ 250 عائلة على مدى ستة أشهر وإصلاح منشآت الوكالة المتضررة.

مفوض عام الأونروا

الأطفال هم الأكثر تأثرًا في مجتمعات اللاجئين النازحين.. ما هي برامج الوكالة لدعم الاحتياجات الأساسية للأطفال؟

تقوم الأونروا بتشغيل أكثر من 700 مدرسة وتوفر التعليم الأساسي المجاني لأكثر من نصف مليون طفل فلسطيني لاجئ، نحن نشجع المواقف الإيجابية من خلال برامج مثل أسابيع المرح الصيفية، التي تقام سنويًا في حوالي 80 موقعًا ويتم تنظيمها للتخفيف من الآثار النفسية لدورات الصراع المتكررة، بالإضافة إلى ذلك، فإننا نقدم الرعاية الصحية الأساسية لجميع لاجئي فلسطين، بما في ذلك الأطفال، ويشمل ذلك رعاية الرضع والأطفال، حيث قامت الوكالة بوضع برامج مستهدفة مثل خطط التحصين، ومراقبة النمو والتغذية، والفحوصات الصحية.

تمتد خدمات الرعاية الصحية أيضًا لتشمل الاحتياجات العاطفية والنفسية، مثل تقديم الإسعافات الأولية النفسية للأطفال، والتي أصبحت أولوية متزايدة في الآونة الأخيرة، كما هو الحال في أعقاب أزمة مخيم جنين. ومع ذلك، فإن هذا لا يقتصر على الأزمات - فإطار الوكالة للصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي يعمل أيضا على توفير الدعم النفسي والعاطفي بسهولة للاجئي فلسطين من جميع الأعمار.