هزيمة إسرائيل الاستراتيجية واعتبارات الاستقطاب الدولى الجديد

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

رغم تعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لحرب بشعة تشنها قوات الاحتلال ومعها الولايات المتحدة، ليبلغ العدوان مداه بالتكبر والتجبر، والإمعان في القتل وإراقة الدماء وانتهاك كافة حرمات البشر من الأطفال والنساء والشيوخ، إلا أن إسرائيل تتلقى هزيمة استراتيجية بامتياز، والرئيس الأمريكى جو بايدن يتلقى ضربة قاسمة.

نقول هذا في ظل عجز الولايات المتحدة عن إيجاد صيغة  للحل، وهى أقوى دولة في العالم، وهى التى لا تخفى تخوفها من اتساع دائرة الحرب، وتتعرض لضغوط محلية ودولية تهدد مصالحها ونفوذها، وهو ما أدى إلى تخبط الإدارة الأمريكية وتناقض سياساتها، والانقسام والشقاق الإسرائيلى التي يشتد يوميا في مجلس الحرب الإسرائيلي وداخل المجتمع الإسرائيلي، خلاف الهجرة العكسية الإسرائيلية في ظل هجرة قرابة مائة ألف مستوطن من الشمال الإسرائيلي، وتصاعد التواترت والاشتباكات العسكرية مع حزب الله وخروجها عن قواعد الاشتباك، وخلو مستوطنات غلاف غزة بأكملها، وتأكيد الأخبار عن هجرة أكثر من مليون ونصف إسرائيلى، ما يدفع ويؤكد أن هناك حالة من القلق والخوف والرعب والانهيار للكيان الصهيونى رغم القصف والعدوان المستمر.

وأيا كان الأمر، فالحقيقة المؤكدة - فى اعتقادى - أن محور "روسيا والصين وإيران" يترقب هزيمة إسرائيل ومعها الولايات المتحدة في الحرب على غزة ليس تضامنا مع الفلسطينيين لكن من أجل مصالحهم، لأنه ببساطة فشل الولايات المتحدة في أوكرانيا، وفشلها في دعم إسرائيل في غزة، يعنى أنها ستفكر كثيرا فيما يخص قضية تايوان، ويعنى تعطيل خطط الولايات المتحدة وشركائها فيما يخص مشروع  خط التجارة الهندى الموازى لطريق الحرير الصينى.

وبغض النظر عن موقف إسرائيل، إلا أن ما يحدث فى غزة من صمود للمقاومة وللشعب الفلسطينى من شأنه أن يعمق الشرخ والانقسام بين أفراد مجتمع الكيان المحتل حتى بعد انتهاء الحرب، مما سيضعفه أكثر، ويفقده الهيبة والرهبة في محيطه الدولى والإقليمي، وبالتالي افتقاد اسرائيل لقوة الردع التي لا طالما كانت تعتمد عليها كثيرا قطعا سيمثل أخطر أنواع الهزيمة الاستراتيجية، لذلك تخشى الولايات المتحدة أن يؤدي اصطفافها مع إسرائيل إلى جذب القوى الدولية - الصين وروسيا - المنافسة لها، بشكل أكبر وأعمق إلى الشرق الأوسط، على حساب نفوذها وهيمنتها ومصالحها، لذا فالكل يترقب ويحبس أنفاسه بشأن ما سيحدث مستقبلا خاصة أن الحقيقة المؤكدة وسط هذا الغيوم أن مجلس إدارة العالم الجديد يتشكل الآن وبسرعة كبيرة نحو قيادة العالم من خلال تعدد الأقطاب..

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

التضامن تبدأ صرف مساعدات تكافل وكرامة لشهر ديسمبر 2025.. اعرف المنافذ

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة


تعرف على بدائل يزن النعيمات لتدعيم هجوم الأهلى فى يناير

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

محاميه طلب البراءة.. الجنايات تكشف سبب عقوبة المعتدى على الطفل ياسين؟

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


الأهلى يتوج بلقب أفريقيا لسيدات السلة بعد الفوز على فيروفيارو الموزمبيقى

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

مودرن سبورت يرحب ببيع حسام حسن فى يناير

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

كريستال بالاس ضد مان سيتى.. جوارديولا: ملعب بالاس صعب وفودين يتطور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى