حوار مع صديقى الحائر

أحمد طنطاوى
أحمد طنطاوى
أحمد طنطاوى

كتب صديقى الحائر على صفحته الشخصية بإحدى مواقع التواصل منشورا ينتقد فيه تسليم "ذوى العقول" بمعجزات الأنبياء.
ابتسمت لأن هذا الموقف ينطوى على التناقض وضعف التفكير


فمن السذاجة أن تعطى عقلك أكبر من قدراته لتستخدمه فى نفى أحداث لا تقع تحت سلطانه
يرفض صديقى الدفع السابق ليؤكد أن النفى يقع تحت سلطان العقل، فنحن لا نحتاج إلا إلى "منطق"، لرفض تحول عصى خشبية فى يد موسى إلى ثعبان، أو إحياء المسيح للموتى أو إسراء الرسول محمد إلى المسجد الأقصى.
استأذنت صديقى في عدة أسئلة "منطقية" تعتمد فقط على "العقل" الذى يُجله.
الأول: هل هذه الحوادث ـ سواء أكانت حقيقية أم خرافية ـ لها تأثير مباشر أو غير مباشر على حياتنا؟
بالطبع لا
لماذا لا؟..
لأن الإيمان بالمعجزات هو إيمان "تابع" أو "ثانوى" وليس إيمانا رئيسيا.
الإيمان الرئيسى هو الإيمان بالإله، فإذا كنت ترفض الإيمان بالإله (الإيمان الرئيسى) فمن المنطقى أنك سترفض الإيمان بما يٌحكى منسوبا إليه (الإيمان التابع)، فالثانى مترتب على الأول
سؤال ثان: لنفترض ـ بالمخالفة لوجهة نظرك ـ أن هناك إله.. هل من المنطق أن نقيس قدراته بقدراتنا وقوانينه بقوانيننا؟
وبالتالي..
مشكلتك ليست في الإيمان بالمعجزات.. مشكلتك في الإيمان بالله
أنا كمؤمن أحترم عقلى ومع ذلك أؤمن بهذه المعجزات.. ليس لأنها منطقية من وجهة نظرى.. أنا أعلم أنها غير ممكنة بالنسبة لنا، ولو كانت ممكنة ما استحقت مسمى "معجزات"
ولكنى أؤمن بها لأننى آمنت أولا بالله.. وليس من المنطق ولا العقل أن أرفض فعلا منسوبا للخالق بمعايير مخلوقيه
الفيزياء والكيمياء وغيرها من قوانين الحياة من صنع رب البشر كالبشر.. 
ومن ثمّ إذا كان هناك إله حقا.. فمن المنطقى والمنطقى جدا أن يؤيد رُسله ببعض الظواهر المادية التى تخرق القوانين (المخلوقة منه أيضا) لإظهار صدق البلاغ الذى يحملونه للناس، دفعا للشك عنهم.
وأرى أنه من الضعف العقلى التعبير عن رفض الغيبيات المنسوبة إلى السماء لأن هذا أيضا رجما بالغيب
أخيرا يا صديقى..
إذا كانت حياة البشر بها الكثير من الألغاز التى يقف العلم أمامها عاجزا كطفل مبتل المؤخرة..
ألا يلزم ذلك صاحب العقل بالتواضع أمام الدين؟
هل فك العلماء لغز بناء الأهرامات.. أو نحت المسلات والتماثيل التى تحتاج دقتها وصلابة مادتها إلى آلات تعمل بالليزر.. ويصل وزنها إلى 110 أطنان؟..
أليست هذه أيضا معجزات؟؟
هل نعرف عن الفضاء الخارجى معلومات يقينية تملأ كراسة؟..
هل وصلنا إلى كل شىء عن كل شيء أم ما زلنا نجهل أكثر مما نعلم؟..
هل ما زالت الخلية الحية تموت ويموت معها الإنسان؟
عندما نوقف الموت ساعتها حدثنى عن خرافات الدين..
نحن نسلم بالمعجزات "تسليم" تابع للتسليم برب المعجزات.. لن يفرق معى أو معك إن كانت خلايا عصى موسى النباتية الميتة قد تحولت إلى خلايا حيوانية حية أو لم تتحول.. أنا أسلم بهذا الكلام ثانيا لأنه منسوب إلى إله سلمت به أولا..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حقائق لا تفوتك قبل موقعة تشيلسي ضد مان يونايتد فى الدوري الإنجليزي

مصرع 3 بينهم رجلى إطفاء بحريق ضخم فى قاعدة جوية بريطانية سابقة

بيراميدز ضد صن داونز.. كاف يعلن تدشين كأس جديدة لدوري أبطال أفريقيا

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

القاهرة 37 درجة فى الظل.. تحذير عاجل من الأرصاد بسبب طقس الساعات المقبلة


سقوط سفاح الكلاب فى كوبا.. حول منزله لمقبرة جماعية

ضبط 42 ألف مخالفة مرورية فى 24 ساعة

مدير FBI السابق يدعو لاغتيال ترامب بشفرة سرية على إنستجرام.. والسلطات تحقق

السعودية: تأشيرات الزيارة بجميع أنوعها لا تخول لحامليها أداء فريضة الحج

24 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد


الموت الرحيم.. مناقشات داخل البرلمان الفرنسى لفرض قيود على المراهقين

41 شهيدا فى غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم

عيد ميلاد جانيت جاكسون.. حكاية سترتها العسكرية التى بيعت بـ 80 ألف دولار

مرحبا ألكسندر ترامب.. الرئيس الأمريكى يرزق بحفيده "اللبنانى".. صورة

ريفيرو يتابع مباراة الأهلي والبنك من أرض الملعب غداً قبل قيادة تدريبات الأحمر

موعد مباراة مصر ونيجيريا فى أمم أفريقيا للشباب

دغموم يدخل دائرة المرشحين لتدعيم الزمالك بعد سام مرسى والملالى

الطلاق الغيابى يثير الجدل بعد أزمة بوسى شلبى وأسرة الفنان محمود عبد العزيز

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 16 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى