خالد دومة يكتب: الميراث

خالد دومة
خالد دومة

يسعى الرجل جاهد حياته كلها لتكوين المال والثروة، والسعي على حصوله من أي باب وبأي طريقه، ثم يجمعه، ويقول إنه يؤمن مستقبل الأبناء من العوز والحاجة، كأن الميراث الوحيد الذي يتركه لأبنائه هو ذلك المال، الذي يؤمن الحياة، وحاجة الجسد، كما يقولون، ولو أنه فكر في الأمر قليلا؛ لأدرك أن ما يتركه، إنما هو الأقل قيمة، والأتفه بين ما يحيط به، وإنه ينسى أو يتناسى الأهم، أن ترث أبنائك علما، تجاهد في أن يحصول عليه، وأدبا ترشدهم إليه، أن تشاركهم اختياراتهم وأحلامهم وأمالهم، أن تنفق كل مالك على عقولهم، خير لك من أن تترك لهم المال، وهم بلا عقول، ماذا سيصنع لهم المال؟ إن لم يكن هناك عقل متزن، وعلما يدرك ما بين يديه وأهميته، ماذا يصنع المال لجاهل؟ سوى إنه يحيا ويموت بلا هوية، أو قيمة، لا يجدها إلا في أعين من يقدسون المال ويعبدونه، فهي فيمة زائفة، من أدنى إلى أدنى، تحية جاهل لجاهل أغنى منه، إن المال إن لم يساهم في بناء عقل الإنسان وقلبه وأخلاقه، فلا قيمة له إذن، إن وجوده كعدمه، يجمع المال وهويظن نفسه أنه أعقل الناس، وأوفاهم حظا منه، ثم هو لا ينفقه إلا في ضرورات الجسد، ثم يموت بجهله تاركا المال دون أن يزيده إلا جهلا فوق جهله، ولو إنه استثمر في عقول أبنائه، لكان له حظا وافيا من الفطنة، ولك أن تتعجب من تلك العقول التي تستميت في جمعه، ولا ثمرة لما يجمعون، ثم هو يرحل غير مؤسوفا عليه، ولا مشكورا ولعل موته نجده لآخرين، أدركوا ما كان عليه من عته، وقلة عقل، فهناك رجال حظهم من الحياة ثروات فارغة، وإحكام العمة على رؤسهم، ثم ميلها، وأن يهرش في رأسه من الخلف، ثم يبدء حديث الحكمة والفطنة، فيخرج من فمه غثاء تنفر النفس الصحيحة منه، ولولا الحرج لتقيأت أمام ما يقولون، ولكن للمال سطوة تجعل من ذوي النفوس الضعيفة أمام المال أذناب، فإذا هى تسمعه كلمات الثناء لهذا الروث الخارج من فيه، وتكيل له المدح لما تفتق ذهنه به، مرات ثم هو يظن بنفسه الظنون، وأن الحكمة تتفتق من بين جوانبه، لتظهر على لسانه سلاسل من ذهب وألماس.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

اكتمال تطبيق "التأمين الصحى" بأسوان.. الرعاية الصحية: تنفيذ المرحلة الأولى للمنظومة بـ6 محافظات.. واستحداث وإدخال 22 خدمة متطورة.. وأحمد السبكى: الفاتورة تجاوزت 9 مليارات جنيه.. وإنهاء المرحلة الثانية قريبًا

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق


محاولات لإنهاء أزمة سيف الجزيرى في الزمالك

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

احذر.. الحبس عامين حال تهديد سير العملية الانتخابية بوسائل الترويع

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

محمد صلاح ضمن نجوم تستحق المتابعة في أوروبا قبل إنطلاق الدوري الإنجليزي


تفاصيل اتفاق الزمالك مع شيكو بانزا لاعب امادورا البرتغالى

ارتفاع درجات الحرارة ينشر الفوضى فى أوروبا.. عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة.. والأسماك النافقة تتسبب فى انسداد نهر فى التشيك.. واندلاع الحرائق فى عدد من الدول

اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

المسارات البديلة بعد غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

ترك أعمالا مميزة واعتزل التمثيل فى الستينيات.. ذكرى ميلاد حسين صدقى

رجال الحماية المدنية بالجيزة يشاركون فى إخماد نيران سنترال رمسيس.. صور وفيديو

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى