عبد القادر محمد السيد.. نهاية زمن جميل

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

الخسارات التي نواجهها كل يوم كثيرة ومتنوعة، لكن أصعبها أن تخسر "قيمة"، ونحن قد خسرنا قيمة كبيرة برحيل العم عبد القادر محمد السيد الشريف، رحمه الله.

لم أتخيله أبدًا يغيب عن مكانه، ألا يكون موجودًا في بيته أو أرضه، أن يأتي يوم وينشر الناس  صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي (مبتسمًا يلوح للناس تلويحة الوداع) لكن ذلك حدث، فذات مغرب خلت الدنيا من حضوره الشفيف البهي، وخلت من أثره البالغ، وسكنت البيوت حزينة بينما وجم الأطفال في قتامة.
كان العم عبد القادر محمد السيد، منذ شبابه الذي عاصرت جزءًا كبيرًا منه "ابن ناس"، له حضور خفيف على الروح، وعنده محبة للحياة، ومعرفة بقيم الناس، لا تجده أبدًا مقطب الوجه ولا مكدر الحال، وشاءت الدنيا أن يصبح كبير أهله، فقام بذلك خير قيام، كان ذكر اسمه يكفي كي نعرف أن المشكلة ستخرج من دائرة العنف والصراع إلى دائرة الحكمة والحل.
كان رجلًا مركزيَّا، تبدأ الأشياء منه وتنتهي إليه، وهو يتلقاها بلين ويصدرها بلطف، يحدث كل ذلك مصحوبًا بالثقة فيه، نحبه ونقدمه، لا فرح يقام ولا عرس يبدأ إلا وهو شاهد عليه، ولا عزاء ينصب إلا وهو جالس في أوله يتلقى العزاء. هذه المركزية كانت لها قيمها وأخلاقها المرتبطة بالتقدير وبالدور وما يتطلبه من تكلفة كان يقدمها راضيًا.
ومع وضعه ومكانته كان الرفق سمة أساسية في شخصيته، وهو أمر مفطور عليه، فحتى لو حاول أن يكون عنيفًا ما استطاع، في قلبه لين، نعرفه نحن الأطفال الذين كبرنا أمامه ولم نذكر له مرة واحدة أن عنَّفنا أو قسى علينا، بل كنَّا أبناء أخيه الذين يحبهم ويحبونه.
لذا بموت العم عبد القادر مات جزء مهم في حياتنا، جزء مرتبط بنمط الحياة الذي تغير وتبدل، وصارت البهرجة أولوية ومشاعر الناس تأتي ثانية وثالثة في الترتيب وربما لا تأتي أبدًا.
بموت العم عبد القادر تغيرت أشياء كثيرة، انتهي زمن كامل بكل ما فيه من براح وإنسانية، زمن كان الآباء يراقبون ضعفنا ويبتسمون، لأنهم يراقبوننا وهم مصحوبون بالأمل بأن هؤلاء الأطفال الضعفاء الذين يسيرون خطوة ويسقطون أخرى ستقوى أرجلهم ويطوفون في بلاد الله بحثا عن أنفسهم ويصبحون كهولًا يتذكرون الماضي وناسه الطيبين.
لقد قد تغير كل شيء وكان موت العم عبد القادر محمد السيد كلمة الختام، معلنة بدء عصر جديد أقل جمالًا وتأثيرًا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

الأهلي يتقدم 4 مراكز في تصنيف أندية أفريقيا.. وغياب الزمالك وبيراميدز

الوكرة القطري يرفض طلب الأهلي ويتمسك بعودة حمدي فتحي بعد كأس العالم

ترامب عن لقائه أحمد الشرع: الرئيس السورى رائع ولديه فرصة جيدة

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا


اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

يسرا تتألق في مهرجان كان السينمائي.. صور جديدة من السجادة الحمراء

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته


الرئيس السيسى يؤكد أولوية تطوير منظومة التعليم والاهتمام بالمعلمين

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

سلطنة عمان: لا يمكن تحقيق السلام الدائم دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

وفاة شخص وإصابة 14 آخرين فى انقلاب ميكروباص بالفيوم

اليوم الثانى من جولة ترامب الخليجية.. لقاءات حاسمة في الرياض والدوحة

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

لا يفوتك


بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى

بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى الأربعاء، 14 مايو 2025 02:24 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى