حكاية الحاجة فرحانة.. أسطورة النضال السيناوى أذلت الاحتلال وخلدها التاريخ.. رصدت تحركات العدو ونقلت الخرائط السرية.. والرئيس السيسى يوجه بإطلاق اسمها على حى ومحور بالقاهرة تقديرا لدورها البطولى.. صور

الحاجة فرحانة
الحاجة فرحانة
شمال سيناء ـ محمد حسين

فى أروقة التاريخ المصرى، يقف اسم الحاجة فرحانة حسين سالم سلامة، الشهيرة بأم داود، من مدينة الشيخ زويد، كأحد أركان النضال السيناوى المشرق. أم داود التى تخطت مئة عام من العمر، تحمل ذكريات بطولية ووطنية خالصة، جعلتها رمزًا للنضال بين أبناء سيناء ودعامة لخدمة الوطن فى أصعب المواقف.

تقديرا لهذا الدور، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإنشاء حى باسم "الحاجة فرحانة" فى سيناء ومحور بالقاهرة، وآخر فى القاهرة تقديرا لمجهوداتها، وذلك خلال كلمته باحتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية.

واستعرض فيلم قصيرا خلال الحفل، قصة كفاح ابنة سيناء "الحاجة فرحانة" من بين 8 قصص لـ"أبطال عايشين بيننا".

جاء ذلك خلال احتفالية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر باستاد العاصمة الإدارية الجديدة.

تقول حكاية الحاجة فرحانه والتى تعرف فى سيناء باسم أم داود نسبة لابنها الاكبر، ويروى الحكاية نجلها عبد المنعم وهو نجلها الأصغر الذى تعيش معه فى شقة بحى ضاحية السلام بالعريش، أن البدايات بعد نكسة عام 1967، حيث اضطرت أم داود وعائلتها للهجرة من سيناء، مصطحبة معها ست عائلات أخرى، إلى منطقة سمالوط بالمنيا، ثم إلى مديرية التحرير بمحافظة البحيرة. ولكن، لم تستسلم لواقع اللجوء؛ بل قررت، بدافع حبها العميق للوطن، الانخراط فى خدمة بلدها، لتكون إحدى السيدات السيناويات اللاتى شاركن فى النضال الوطنى ضد الاحتلال الإسرائيلى.

طلبت أم داود من أحد مشايخ سيناء التوسط لها للعمل مع المخابرات المصرية. ولأنها تعمل فى تجارة الأقمشة والملبوسات، كانت تتنقل بين القاهرة وسيناء، متخذة من ذلك ستارًا لنقل المعلومات عن تمركزات العدو وتحركاته فى سيناء. تمكنت رغم عدم إجادتها للقراءة والكتابة من تسجيل ورصد تفاصيل مهمة، حيث كانت تحفظ الرموز على سيارات العدو وترسمها على الرمال حتى تسلمها لضباط المخابرات.


ومن خلال رحلاتها التجارية، مرت أم داود على العديد من النقاط الاستراتيجية فى سيناء، وسجلت بذاكرتها ما شاهدته من تحركات وأعداد الجنود والدبابات، مما كان له أثر كبير فى نقل معلومات دقيقة للمخابرات الحربية المصرية.


فى إحدى المهام، تم تكليفها بنقل خرائط ومعلومات سرية من سيناء إلى القاهرة، حيث كانت تقيم عند المجاهد اشتيوى الحبانين بوسط العريش وتستلم منه المعلومات. ومن خلال طرق وعرة وخطرة، كانت أم داود تقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، تسترشد بالنجوم حتى تصل إلى النقاط المتفق عليها، مثل منطقة الدهيشة والقصب والهبش، حيث تنتقل بعد ذلك عبر وسائل نقل مختلفة.

وفى حادثة أخرى، تلقت خريطة لمطار الجورة فى الشيخ زويد، وأخفتها داخل ثوبها بعد خياطتها، ثم تمكنت من إيصالها إلى القاهرة بنجاح. لم تكتفِ أم داود بنقل الخرائط فحسب؛ بل حملت أيضًا أسلحة وصورًا فوتوغرافية لمستعمرات إسرائيلية فى الشيخ زويد، بفضل جسارتها وتخفيها الذكى.

فى إحدى المرات، أوقفتها نقطة تفتيش مصرية عند القنطرة، حيث تم العثور على فيلم مخبأ فى "الصوفية" وهى الحزام الذى تلف بها وسطها وعند اكتشافه، قام الضابط المصرى بتكريمها ومنحها وجبة تكريمية، قبل نقلها إلى القاهرة لاستكمال المهمة. كانت أم داود تُرسل رسائل مشفرة عبر الإذاعة إلى المجاهدين فى سيناء؛ عند نجاح مهمتها كانت تبعث سلامها عبر الراديو، مما جعل المجاهدين يحتفلون ويوزعون الحلوى فرحًا بنجاح العملية.

لم تتوقف عن النضال حتى حينما سقطت فى قبضة المخابرات الإسرائيلية؛ حيث تظاهرت بالموافقة على التعاون معهم وطلبوا منها تجنيد أشخاص بالقاهرة، لتعود وتبلغ المخابرات المصرية بالتفاصيل، وتحافظ على سرية مهامها حتى عادت إلى سيناء فى الثمانينات بعد تحريرها.


بعد سنوات من النضال، تظل أم داود رمزًا للإنسانية والتواضع وفى مبادرة كريمة، تبرعت بخاتمها الذهبى الوحيد لصالح بناء مستشفى حياة للأورام بسيناء. كما تعتبر ملهمة للعديد من الشخصيات السيناوية، حيث يزورها الإعلاميون ورواد العمل المدنى طلبًا لنصائحها وحكمتها الحياتية، مما جعلها شخصية محبوبة ومحترمة فى المجتمع.

حصلت أم داود على تكريمات عدة؛ أبرزها من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى عام 2021، خلال تكريم الأمهات المثاليات. كما نالت تكريمات من المجلس القومى للمرأة، وتكريم من مؤسسة حياة للتنمية، ومن إذاعة شمال سيناء، ومن حزب حماة الوطن. وفى إحدى اللقاءات، أهدت للرئيس عبد الفتاح السيسى قطعة من التراث السيناوى تقديرًا لجهوده تجاه الوطن.

وسبق وانفرد اليوم السابع مسيرتها مما جعلها قبلة لكل وسائل الاعلام المصرية والعربية والعالمية، كما تم إنتاج فيلم تسجيلى عن حياتها من المجلس القومى للمرأة، يروى قصص تضحياتها ونضالها.

 

الحاجه فرحانه ام داود
الحاجه فرحانه ام داود

 

الحاجه فرحانه (1)
الحاجه فرحانه (1)

 

الحاجه فرحانه
الحاجه فرحانه

 

مع ابنها وحفيدتها
مع ابنها وحفيدتها


 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟


فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة


محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى