عودة كارتر إلى المقبرة الذهبية

زاهى حواس
زاهى حواس
د.زاهي حواس

كان لغياب هيودار كارتر عن ترميم الآثار المكتشفه داخل المقبرة أثر كبير في تعرض الآثار للتلف وخاصة لأن الشمس كانت حارقة وأثر على الأخشاب والمواد العضوية الأخرى التي عثر عليها كارتر داخل المقبرة الذهبية.. وأعتقد أن قرار أحمد باشا زيوار رئيس وزراء مصر بعودة كارتر للعمل داخل المقبرة يعتبر قرار هام جداً وقد أعطى مرقص باشا حنا درساً قاسياً إلى كارتر وعرف أنه يجب أن يعرف أن المقبرة عثر عليها داخل الأراضي المصرية أن يخضع لكل قوانين البلاد وقد كان ذلك سبباً في خروج مظاهرات من المصريين في الشوارع تهتف لـ مرقص باشا حنا وزير الري والمسئول عن الآثار يحيا" وزير توت عنخ آمون. "

جاء هذا القرار بعد أن استقال سعد باشا زغلول رئيس حزب الوفد وذلك في 15 ديسمبر 1924م وعين أحمد باشا زيوار رئيساً للوزراء وكان قد تقابل بالمصادفة في نادي السيارات في 4 يناير عام 1925م وكانت المفاجأة التي أثلجت صدر كارتر هو أن رئيس الوزراء قد وافق على عودته للمغبرة وخاصة بعد إعلانه رسيماً أنه لن يطلب القسمة والتي طلبها من قبل اللورد كارنافون والذي توفى بعد خمسة شهور من كشف المقبرة.. ولكن أحمد باشا زيوار أشار إلى كارتر أن الحكومة المصرية يمكن أن تسمح لزوجة اللورد بعمل نسخ من بعض الآثار المكتشفة.

كان لعودة كارتر إلى الأقصر وذلك في 25 يناير 19925م مطلب لكل الأثريين ولكن العاملين في مصلحة الآثار وجدوا على وجهه لأول مرة أنه بعيداً عن الغطرسة التي كانت موجودة قبل إيقافه عن العمل.. وأول ما قام به كارتر الاجتماع مع المرمم المعروف لوكاس لعمل خطة شاملة لترميم القطع الأثرية التي تعرضت للتلف وكذلك تثبيت الألوان التي فقدتها القطع الذهبية ولكن يبدو أن تكاليف عملية الترميم كانت باهظة وأن اللورد غير موجود لدفع أي مصاريف ولكن حتى لو كان اللورد حياً لما قام بدفع أي تكاليف أخرى وخاصة لن الحكومة المصرية أصرت على عدم الاعتراف بأن المقبرة قد سرقت وبالتالي لهم الحق في الحصول على %50% من المكتشفات. لذلك فقد طلب كارتر من الحكومة المصرية الموافقة على دفع 75 ألف جنيه مصري وذلك حتى يتم كل أعمال التنقيب والترميم داخل المقبرة.. ولم تدفع الحكومة المصرية أي تكاليف واستمر الصراع لمدة أربعة سنوات ولكن كارتر كان حريصاً على أن تتم أعمال الترميم وبكل دقة لكل قطعة أثرية مكتشفة ومن المعروف أن أعمال الحفائر والترميم داخل المقبرة استمرت حوالي عشرة سنوات.


وعندما عين محمد محمود باشا رئيساً للوزراء عام 1929م فقد ألقى خطاب هام جداً أن الحكومة المصرية لن تسمح بعد الآن أن تعطي تصاريح للأفراد ولكن سوف يتعامل مع الهيئات والمتاحف الرسمية وأعطى مثل للمتحف البريطاني بل وأعلن أن كارتر والسيدة كارنافون ليس من حقهم أي آثار وأن مصر لن تقبل أن تحصل على أي مقابل نظير إعطاء قطع أثرية ومع نهاية عام 1929م كان كارتر قد انتهى من كل أعمال التسجيل والترميم والحفائر داخل المقبرة بل وأعلن إنهاء علاقته بالمقبرة رسيماً وأعطى مفاتيح مقبرة توت عنخ آمون" إلى المفتشين الموجودين بمنطقة آثار الأقصر...


 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طلاب الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اليوم امتحان التاريخ والفيزياء

للزوجات مع اقتراب موسم الدراسة.. من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟

نابولي يستهل حملة الدفاع عن لقب الدوري الإيطالي أمام ساسولو الليلة

جوتيريش:نصف مليون شخص بغزة محاصرون في مجاعة

هيثم شعبان يعلن اليوم قائمة الطلائع لمواجهة الإسماعيلى فى الدوري


تعرف على مباريات الإسماعيلى حتى نهاية أغسطس فى الدوري

البنك الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة الاتحاد السكندري بالدوري

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

ويجز يختم حفله فى العلمين بأغنية واحد وعشرين.. ويشكر الجمهور

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى


"غيابات بالجملة"..موعد مباراة الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري المصري

موعد مباراة الزمالك أمام فاركو بالدوري المصري والقناة الناقلة

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

ترامب يعلن إقامة قرعة كأس العالم 2026 في الخامس من ديسمبر المقبل

رابطة الأندية تستعرض أبرز شواهد وأرقام الجولة الثالثة من دوري nile

الترسانة يتعادل مع السكة الحديد سلبيا فى قمة الجولة الأولى لدورى المحترفين

رابطة الأندية تعلن تعديل مواعيد وملاعب بعض مباريات المرحلة الأولى من دورى Nile

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

انطلاق تصوير مسلسل "ميد ترم" بطولة ياسمينا العبد وجلا هشام

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى