اتكلم عربى .. محمود درويش "عاشق من فلسطين"

الشاعر الكبير محمود درويش
الشاعر الكبير محمود درويش
أحمد إبراهيم الشريف

لن تموت القضية الفلسطينية أبدًا، بل ستنتصر طالما هناك من يدافع عنها، وطالما الشعب الفلسطيني متمسك بحقه وقضيته، ومحافظ عليها مقاومة بالسلاح وكتابة في الإبداع خاصة الشعر، فهو صوت المشاعر الحاضر دائمًا.


وبمناسبة إطلاق مبادرة اتكلم عربي، نقرأ معا قصيدة الشاعر العربي الكبير محمود درويش، عاشق من فلسطين:

عيونِك شوكةٌ في القلبِ
توجعني... وأعبدُها
وأحميها من الريحِ
وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أُغمدها
فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ
ويجعل حاضري غدُها
أعزَّ عليَّ من روحي
وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ
بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، اثنين !

كلامُكِ... كان أغنيهْ
وكنت أُحاول الإنشاد
ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة
كلامك، كالسنونو، طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه
وراءك، حيث شاء الشوقُ....
وانكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفينِ
ولملمنا شظايا الصوت...
لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ!
سنزرعها معاً في صدر جيتارِ
وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها
لأقمارٍ مشوَّهةٍ...وأحجارِ
ولكنّي نسيتُ... نسيتُ... يا مجهولةَ الصوتِ:
رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟!
رأيتُك أمسِ في الميناءْ
مسافرة بلا أهل... بلا زادِ
ركضتُ إليكِ كالأيتامُ ،
أسأل حكمة الأجداد:
لماذا تُسحبُ البيَّارة الخضراءْ
إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناءْ
وتبقى، رغم رحلتها
ورغم روائح الأملاح والأشواق،
تبقى دائماً خضراء؟
وأكتب في مفكرتي:
أُحبُّ البرتقال . وأكرهُ الميناء
وأَردف في مفكرتي :
على الميناء
وقفتُ. وكانت الدنيا عيونَ شتاءْ
وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء!
رأيتُكِ في جبال الشوك
راعيةً بلا أغنام
مطارَدةً، وفي الأطلال...
وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار
أدقُّ الباب يا قلبي
على قلبي...
يقرم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار!

رأيتكِ في خوابي الماء والقمحِ
محطَّمةً. رأيتك في مقاهي الليل خادمةً
رأيتك في شعاع الدمع والجرحِ.
وأنتِ الرئة الأخرى بصدري...
أنتِ أنتِ الصوتُ في شفتي....
وأنتِ الماء، أنتِ النار!

رأيتكِ عند باب الكهف... عند النار
مُعَلَّقَةً على حبل الغسيل ثيابَ أيتامك
رأيتك في المواقد... في الشوارع...
في الزرائب... في دمِ الشمسِ
رأيتك في أغاني اليُتم والبؤسِ!
رأيتك ملء ملح البحر والرملِ
وكنتِ جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفلِّ
وأُقسم:
من رموش العين سوف أُخيط منديلا
وأنقش فوقه شعراً لعينيكِ
واسما حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا...
يمدُّ عرائش الأيكِ...
سأكتب جملة أغلى من الشُهَدَاء والقُبَلِ:
"!فلسطينيةً كانتِ. ولم تزلِ"
فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصيرِ
على قمرٍ تصلَّب في ليالينا
وقلتُ لليلتي: دوري!
وراء الليل والسورِ
فلي وعد مع الكلمات والنورِ
وأنتِ حديقتي العذراءُ....
ما دامت أغانينا
سيوفاً حين نشرعها
وأنتِ وفيَّة كالقمح...
ما دامت أغانينا
سماداً حين نزرعها
وأنت كنخلة في البال ،
ما انكسرتْ لعاصفةٍ وحطّابِ
وما جزَّت ضفائرَها
وحوشُ البيد والغابِ....
ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ
خُذينيَ تحت عينيكِ
خذيني، أينما كنتِ
خذيني، كيفما كنتِ
أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ
وضوء القلب والعينِ
وملح الخبز واللحنِ
وطعم الأرض والوطنِ!
خُذيني تحت عينيكِ
خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ
خذيني آيةً من سفر مأساتي
خذيني لعبة... حجراً من البيت
ليذكر جيلُنا الآتي
مساربه إلى البيتِ !

فلسطينيةَ العينين والوشمِ
فلسطينية الاسم
فلسطينية الأحلام والهمِّ
فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ
فلسطينية الكلمات والصمتِ
فلسطينية الصوتِ
فلسطينية الميلاد والموتِ
حملتُك في دفاتريَ القديمةِ
نار أشعاري
حملتُك زادَ أسفاري
وباسمك ، صحتُ في الوديانْ :
خيولُ الروم !... أعرفها
وإن يتبدَّل الميدان !
خُذُوا حَذَراً
من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ
أنا زينُ الشباب ، وفارس الفرسانْ
أنا. ومحطِّم الأوثانْ .
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان !
وباسمك ، صحت بالأعداءْ :
كلي لحمي إذا نمت يا ديدانْ
فبيض النمل لا يلد النسورَ
وبيضةُ الأفعى..
يخبئ قشرُها ثعبانْ !
خيول الروم ... أعرفها
وأعرف قبلها أني
أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!


 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هيئة الأرصاد: نشاط رياح بأغلب الأنحاء تكون مثيرة للرمال والأتربة

البنك الأهلي يستدرج إنبي في ذهاب نصف نهائي كأس عاصمة مصر

No Smoking.. عقوبات صارمة على المدخنين فى الدورى المصرى الموسم المقبل

مواعيد مباريات اليوم.. قمة ألمانيا ضد البرتغال في دوري الأمم الأوروبية

"سعد الترزى" بطل حلقة برنامج "صندوق محسوب": بشتغل من 70 سنة مع أخويا واتقطعت من الدنيا لما مات.. نفسى أخف من "الروماتويد" علشان المحل.. وبحب مهنتى وبروح البيت ومفيش فى جيبى "شلن" بس مستور وراضى


اليوم.. الأهلي يطير إلى أمريكا استعدادا للمشاركة في مونديال الأندية

قرار جمهورى بالموافقة على منحة إسبانية لتمويل مشروع خلق فرص عمل للشباب

زيمبابوى تقرر ذبح الفيلة وتوزع لحومها للاستهلاك البشرى

مخدر اغتصاب الفتيات.. جلسة منتظرة لتحديد مصير البلوجر داليا فؤاد

ألمانيا ضد البرتغال في مواجهة نارية بنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية


هجوم المسيرات الأوكرانية يضع الجيوش المتقدمة أمام تحدٍ.. خبراء دفاع: "شبكة العنكبوت" نافذة على حروب المستقبل.. وأنظمة الدفاع الجوى تواجه صعوبة لرصد هجمات الدرونز.. ووجود الطائرات خارج الملاجئ يجعلها هدفا سهلا

مرموش يواجه ربيعة.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد العين في مونديال الأندية

للمسافرين فى العيد.. مواعيد قطارات "القاهرة - أسوان" و"الإسكندرية - أسوان"

خطوات تجنبك انفجار أسطوانات الغاز بعد مصرع 3 أطفال فى الدرب الأحمر

لماذا تعد صفقة لويس دياز مثالية لـ برشلونة ؟.. 5 نقاط تجيب

جدول كامل.. مواعيد القطارات بين القاهرة والإسكندرية اليوم الأربعاء 4-6-2025

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 4-6-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

الأهلي يتفوق وبيراميدز يتقدم على الزمالك فى تصنيف أندية العالم

طقس غدًا الأربعاء.. أجواء حارة على القاهرة وشديدة الحرارة جنوبًا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى