الطريق والمُغريات والرُوح المستنزفة

آسر أحمد
آسر أحمد
بقلم آسر أحمد

تجارب كثيرة يخوضها المرء طوال الطريق، الطريق الذي دائمًا ما ينتهي بالوصول مُنهكًا أو فاقدًا لشيء ما، الطريق الذي نادرًا ما ينتهي بدون استنزاف الكثير والكثير من طاقتك وروحك، فلحظة الوصول هي التي تنسى فيها كل مشقات السير، فالسير هنا ليس قدمًا أو ركضًا، فهو سير الروح، الروح التي يولد بها المرء كاملة لا يشوبها شائبة، وبالرغم من ذلك فكل الطرق تعمل بكل جهد على إفقادها كمالها.

طوال الطريق تتعرض الروح للكثير من المغريات التي تساعدها على حرق مجهود أكبر للحفاظ على خط السير، وهنا المُغريات تكمن في (التعلق والحب) فبدون تلك المغريات لن تستطيع الروح مواصلة الطريق، ففي بعض الأحيان تعد نافعة وفي غالبية الأحيان يتضح للمرء أنها ضارة بكل محركات السير، فهي تعمل بآلية يصعب على المرء فهمها من لحظتها الأولى، تظل تسير وتسير دون توقف، فهي تساعدك على حرق مجهود أكبر وبسرعة أكبر، ليتضح لك في توقيت الوصول أن كل محركاتك كانت تعمل عكس التيار، وأن روحك أنهكت وتلاشت مع كل خطوة خطوتها للأمام، وتنصدم بأنك كنت تسير في طريق ليس طريقك.
المغريات تساعدك على الوصول ولكنها تمنعك عن فهم ما يدور حولك من حقائق، فهي تغذي جانبًا عاطفيًا فقط وتلغي جانبك العقلاني، لتجد روحك في النهاية تلاشت مع كل خطوة، وأنك حتى وإن عدت للنقطة صفر لن تنفعك تلك التجربة بشيء.
الوصف السابق هو للعلاقات الاجتماعية، وتورط الروح في علاقات مسمومة تستنزف من روحك الكثير من الطاقة في طريق ليس طريقك، فالمغريات هي تعلقك بالأشخاص ولحظة التعلق يرى المرء طريقه من زاوية ضيقة للغاية، فبالتالي يغفل عن رؤية الكثير من المخاطر حوله التي ينصدم بها لحظة الوصول (وهنا لحظة الوصول هي تلاشي تلك المغريات) ويفوق المرء على مجهود بلا فائدة وروح مستنزفة تفقد الشغف بكل من حولها.

يتعلق المرء بأصدقاء وأحباب ويبذل كل ما هو غالٍ ونفيس في إرضائهم لسير العلاقة، فكما تعودنا ورأينا أن العلاقات تسير للأمام بالتضحيات، ولكن التضحيات المتبادلة، وليست المنفردة، ولذلك يتوجب رؤية الأمور من زاوية أوسع وأكبر لتدرك وترى المجهود المبذول من الجانب الآخر لتقييم العلاقة، لأنك إذ رأيتها من زاوية أضيق أغفلت عن رؤية الحقيقة والواقع، وفي الواقع تكمن الحقيقة، لذلك على كل شخص أن يعي تمامًا أن المجهود المبذول في العلاقات هو ليس بمجهود بدني يساعدك على تحسين صحتك ولياقتك، ولكنه مجهود "روحي" كلما فقدته واستنزفته نقصت كميته حتى ولو كان محيط من الروح.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جواو بيدرو يسجل ثالث أهداف تشيلسى ضد باريس سان جيرمان فى الدقيقة 43..صور

تعرف على الصالة المستضيفة لمجموعة أحفاد الفراعنة فى بطولة العالم لناشئى كرة اليد

الأهلى يوضح موقفه من عرض الأخدود السعودى لشراء إمام عاشور

آمال رمزى تكشف أسباب طلاقها وتؤكد زواج سعاد حسنى من عبد الحليم حافظ

رواد الفن المصرى الراحلون حاضرون فى المعرض العام بدورته الـ45.. حلمى التونى مزج التراث والمعاصرة فى عالم تصميم الكتب والفن التشكيلى.. مصطفى الفقى قدم لوحات من التعبيرية إلى التجريد.. صور


شطب دعوى حبس إبراهيم سعيد بتهمة عدم سداد المصروفات الدراسية لابنته

عايز تحضر "الملك لير" ومش عارف تحجز؟ تعالى نقولك تعمل إيه خطوة بخطوة

الداخلية تكشف تفاصيل إلقاء شخص ماء ساخن على كلب ضال فى أسيوط.. فيديو

رئيس الوزراء يتفقد أعمال "أبراج الداون تاون" و"داون تاون لاجون" بالعلمين الجديدة

اجتماع مستمر.. انفراجة فى صفقة انتقال حامد حمدان للزمالك بعد موافقة بتروجت


تشيلسي ضد بي اس جي.. حلم برشلونة يراود إنريكي مع باريس سان جيرمان

تشيلسي ضد بي اس جي.. محمد صلاح يزين قائمة تاريخية فى مونديال الأندية

محمد صلاح يقود هجوم ليفربول ضد بريستون ودياً استعداداً للموسم الجديد

تجديد حبس متهمين بمحاولة تهريب عملات أجنبية عبر مطار القاهرة 15 يوما

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

الآن نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. اعرف نتيجتك على اليوم السابع برقم الجلوس

الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة الإسكندرية 32

سيبايوس الضحية الأولى فى ريال مدريد بعد زلزال باريس بمونديال الأندية

الأهلي يُسدد 10 ملايين جنيه للوكرة القطري مقابل استعارة حمدي فتحي شهراً

تعرف على جدول مباريات دورى محترفي اليد والمرتبط بعد إعادة القرعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى