ذكرى وفاة الشيخ حسنى.. الساحر محمود عبد العزيز من الشاب الرومانسى الوسيم لشخصية عبد الملك زرزور.. عبقريته وبراعته صنعتا شخصيات سينمائية معقدة عشقها الجمهور وتوحد معها.. وأداؤه البسيط سر عظمته الفنية

الشيخ حسني، عبد الملك زرزور، أحمد حبيب أبو المحاسن، ديفيد شارل سمحون، شخصيات جسدها الفنان الراحل الساحر محمود عبد العزيز، الذى يتزامن اليوم ذكرى رحيله، بعد أن وفاته المنية في عام 2016، لكن ما زالت أعماله وشخصياته التى كانت مجرد تفاصيل مدونة على ورق، لكن الساحر صنع منها أبطال بدم وروح، لا تزال خالدة فى ذاكرتنا حتى إذا مر عليها سنوات طويلة.

احترافية وإبداع محمود عبد العزيز لم تتوهج بين يوم وليلة، فقد تبلورت وأخذت محطات متعددة، فمنذ بدايته فى السبعينيات، ولمع ابن حى الورديان بغرب الإسكندرية، فى عدد من الأدوار الصغيرة، فجميعا نتذكر دوره البسيط فى فيلم "الحفيد" وشخصية " جلال" الزوج البسيط الرومانسي، وهذه كانت أول المحطات التي سلكها في السينما المصرية، فكانت ملامحه المميزة ووسامته تجعله من أهم جيل الفنانين الشباب في السبعينيات.

واقتصرت أدوار الساحر في بداية مشواره على دور الشاب الرومانسي التي عادة ما تقع البطلة في غرامه، لكنه خرج عن هذه العباءة ليكشف لنا عما فى جعبته، من قدرة كبيرة على التقمص والأداء المميز الذى يمنح الشخصية أبعاد وزوايا أخرى، يرتبط بها الجمهور وهذا ما قدمه من خلال شخصية الشيخ حسني في فيلم الكيت كات، الذى برع في إتقانه ووصل لحالة توحد مع شخصية الرجل الذى فقد بصره لكنه يرى العالم بفطرته وبصيرته، فهناك مشاهد استثنائية جمعت بين الشيخ حسني وابنه الوحيد "يوسف"، وقد أظهرت نواحٍ جمالية مختلفة عن علاقة الأب بابنه.

ويظل دور "عبد الملك زرزور" في فيلم إبراهيم الأبيض من الأدوار الهامة في رحلة الساحر، فقد تركت هذه الشخصية المعقدة أثراً في قلوب الجمهور الذى ما زال يردد كلماته الشهيرة حتى الآن، وقد برع في تقديم هذه الشخصية المتناقضة التى تملك القوة والهيبة وفي ذات الوقت نرى ضعفه الشديد مع حبيبته.

رحلة الساحر الفنية تنوعت بين الأداء التراجيدي والكوميدي والرومانسي، وهذا ما نراه فى دوره الطريف في فيلم الكيف في دوره "جمال أبو العزم"، ودوره اللافت في فيلم "الشقة من حق الزوجة"، وأيضا في شخصية "عبد القوي شديد" في فيلم جري الوحوش.

قدم الراحل محمود عبد العزيز تركيبة احترافية كانت قادرة على تقديم المتعة والمحتوى والأداء المميز، لذا ظلت هذه الأعمال علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية وأيضا في الدراما المصرية، نرى بها تنوعا كبيرا في عبقرية مبدع انتمى إلى مدرسة السهل الممتنع، ونجح في أن تبقى أعماله بنفس توهجها حتى الآن.