"الصداقة" لغة القلب التي لا تحتاج إلى ترجمان

محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي
بقلم محمود عبد الراضي

في عالمٍ يعجّ بالضغوط والمشاغل، تظل الصداقة تلك الواحة التي يلتجئ إليها القلب ليجد فيها الأمان، والراحة، والأمل، هي ليست مجرد علاقة بين شخصين، بل هي لغة من لغات الروح، تترجمها العيون، وتحكيها الأفعال، وتسمعها الأذن قبل أن تلامسها الكلمات، هي الإعجاب غير المشروط، والوفاء الذي لا يعرف الحدود، والحب الذي لا ينتظر العطاء مقابلًا.

الصداقة الحقيقية لا تعرف الزمان ولا المكان، فالأصدقاء الذين تجمعهم أقدار الحياة لا يحتاجون إلى الكثير من الكلام، بل يكفيهم أن تكون هناك، أن تشاركهم لحظات الفرح، وتخفف عنهم ثقل الأحزان.
إن الصداقة ليست مجرد علاقة شقها الزمن أو اقتضاها الواقع، بل هي تلك الكيمياء التي تحدث بين القلوب فتسكن بعضها البعض، ويصبح حضور أحدهم بمثابة تنفس جديد في الحياة.

منذ بداية العلاقة، يتشابك الرفاق في خيوط من الود والتفاهم، فتصبح الحياة بين أيديهم رحلة مشتركة، تتخللها الضحكات والدموع، والمواقف الطريفة والتحديات الصعبة.
في الأوقات العصيبة، نجد أن الصداقة هي السند الأقوى، بل هي الحبل الذي يربط الإنسان بأرضه عندما تزداد الرياح، وهي المصباح الذي ينير دربنا عندما تغيب عنا النجوم.

وفي كل لحظة يتجسد فيها الوفاء، تزداد الصداقة بريقًا، فتترسخ قواعدها كأعمدة صلبة في القلب، وقد تبدو، للوهلة الأولى، كلمات عن الصدق والإخلاص، لكن الحقيقة أن الصداقة تتجاوز هذه الكلمات لتصبح مواقف حية، تتنقل بين الأشخاص مثل نور في الظلام، فالأصدقاء ليسوا من يعينونك في لحظات الضعف فحسب، بل هم أولئك الذين يشاركونك فرحك، ويحتفلون بنجاحك كأنما هو نجاحهم هم.

قد تكون الصداقة أحيانًا اختبارًا حقيقيًا للنوايا والقلوب، إذ لا يظهر معدنها إلا في أوقات المحنة، وعندما تُختبر الأوقات الصعبة، يظل الأصدقاء الأوفياء هم الذين يثبتون بجانبك، يقدمون لك العون، وتستشعر في وجودهم دفء الأمان، كما لو أن العالم كله قد اختصر في لحظة واحدة من التفهم العميق.

وتبقى الصداقة أغلى من كنوز الدنيا وأكبر من كل العلاقات، فهي الشراكة الحقيقية في الحياة، التي تقف بجانبك دون انتظار مقابل، تبقى في الذاكرة مع مرور الأيام، تظل مشعة رغم البعد، حية رغم الزمن، فإن الصداقة هي الرسالة التي لا تحتاج إلى توقيع، وإنما إلى قلب ينبض بالصدق.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أخبار مصر.. عفو رئاسى عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025


بعد انفصالها عن بن أفليك.. تعرف على عدد حالات الطلاق التي مرت بها جينيفر لوبيز

حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي


مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

الجيش السوداني يعيد فتح طريق حيوى بعد معارك شرسة فى جنوب كردفان

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

خطة حسام حسن ونبيه والكاس على مائدة اتحاد الكرة فى اجتماع اليوم

عيد ميلاد فريدة فهمي.. رحلة "فراشة الاستعراض" التي أبهَرت العالم

الطقس اليوم.. ارتفاع بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 31

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

قبة الحرارة.. إعصار يواجه أوروبا ويسبب موجة حر شديدة.. يونيو يحطم الأرقام القياسية.. الفوضى تعم باريس ومصرع شخصين وانقطاع الكهرباء.. وفاة شخص بسبب ارتفاع الحرارة بإسبانيا.. تأهب فى اليونان وقبرص خوفا من الحرائق

بصور شهداء فلسطين ورسالة لينا الظاهر.. كايروكى يدعمون أهل غزة من استاد القاهرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى