لابد من سداد الدَّين

د./ داليا مجدي عبد الغني
د./ داليا مجدي عبد الغني
بقلم داليا مجدي عبد الغني

صدق مَنْ قال أن كل ساقٍ سيُسقى بما سقى، وأنه كما تدين تُدان، ولكن للأسف، كثير من الناس تفوتها هذه الحكم، ربما لأنها تظن أنفسها الأفضل على الإطلاق، فلا يضعون أنفسهم في المكان الصحيح، ودائمًا ما ينظرون لأنفسهم نظرة ملؤها التقدير، فهم من وجهة نظر أنفسهم لا يُخطئون وخارج نطاق المُقارنة، ولكن ما لا يُدركه هؤلاء أن أخطاءهم هم الذين يكشفونها بأنفسهم، لأن الحماقة عادة ما تكون وثيقة الارتباط بسلوكياتهم، لأن مَنْ يظن أنه فوق مستوى الخطأ أو النقد عادةً ما يكون مغرور، وهذا الغُرور لابد أن يقوده إلى إيذاء نفسه دون أن يدْري.

ففي إحدى القرى البعيدة، كان هناك مُزارع طيب يبيع لخباز القرية رطلاً من الزبد يوميًا، وفي أحد الأيام قرر الخباز أن يزن الزبدة التي يشتريها من المُزارع للتأكد من أن الوزن صحيح، وليس به تلاعب، ولكنه اكتشف أن الوزن أقل من المطلوب، فغضب غضبًا شديدًا، وتقدم بشكوى إلى المحكمة ضد المُزارع، وحينما وقف الخباز والمُزارع أمام القاضي، سأل الأخير المُزارع إن كان يملك مكيالاً دقيقًا يزن به الزبدة، فأجاب المُزارع المسكين: يا حضرة القاضي، إنني رجل فقير لا أملك ميزانًا مُناسبًا في منزلي، لكني مع ذلك كنت أتبع طريقة خاصة في الوزن"، فسأله القاضي: "إذن كيف كنت تزن الزبدة؟"، فأجاب المُزارع: "يا حضرة القاضي، قبل أن يبدأ الخباز في شراء الزبدة مني بوقت طويل، كنت أشتري منه رطلاً من الخُبز، وفي كل يوم يُحضر فيه الخباز الخُبز، أضعه على الميزان وأعطيه الوزن نفسه من الزبدة، فإذا كان هناك مَنْ يستحق اللوم، فهو الخباز".


فهل كان يظن هذا الخباز أنه بشكواه ضد المُزارع إنما كان يشكو نفسه، ويفضح غشّه وتلاعبه في المكاييل، ولكن غُروره ورغبته في أن يحمي نفسه من أي ضرر، هي التي ألقت به في خضم الأضرار، فمن يعتقد أنه كان بإمكانه خداع الحياة، والتذاكي عليها، والخروج منها في صورة المنتصر بصفة دائمة ومستمرة، فهو بالقطع واهم، لأن الحياة لديها دفتر إيصالات أمانة، تقيد فيه كل المُعاملات الإنسانية، سواء الدائن فيه أو المدين، ولكن كل ما في الأمر أنها تختار الموعد والطريقة المُناسبين لاقتضاء دينها، ومَنْ يظن أنها تتغافل وتنسى، فمما لا شك فيه أنه أحمق، لأن إيصالات الأمانة لابد أن يتم سدادها عاجلاً أم آجلاً.


ولذا، علينا ألا ندع الغُرور يُصيبنا في مقتل، ويجعلنا نزن الأمور بميزان خاطئ، لأننا سنُسدد ما علينا، والأدهى من ذلك أننا مَنْ سنُقر بالدين ونعترف بها رغمًا عنا.
بقلـــم
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بوبو بيراميدز على رادار البنك الأهلي في الميركاتو الشتوي

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

التضامن تبدأ صرف مساعدات تكافل وكرامة لشهر ديسمبر 2025.. اعرف المنافذ

مادورو: فنزويلا طورت نظام دفاعها الوطنى رداً على الضغوط الأمريكية

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

الشرطة الأسترالية: منفذا هجوم شاطئ بوندى أب ونجله ويبلغان 50 و24 عاما

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

الحضرى: مفيش أى مدرب هيرضى يشتغل 4 أشهر فقط وهذه كواليس ركلة جزاء السولية


العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

موعد بدء تطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل فى 5 محافظات

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى