أين العرب من هندسة وتقسيم المنطقة؟.. سريعا مطلوب تشكيل قوة عربية للتصدى للخطر

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى

ما يحاك للمنطقة من مخاطر ومخططات، جار تنفيذها وفق سيناريو خبيث وماكر لإعادة هندسة الشرق الأوسط، بمثابة كابوس حقيقى، فالخطة هذه المرة تنفذ بأدوات واضحة، دول تسخر كيانات لإثارة القلاقل فى أوطانها، وتطهر الطرق كأنها كاسحات ألغام، تمهيدا لسيطرة العدو وبسط نفوذه وسيطرته، وتنفيذ مخططاته، دون عناء.

على الضفة المقابلة يقف مثلث الكبار، الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، يتنازعون على كعكة المنطقة، وتحاول كل منها الدفاع عن مصالحها، ودعم حلفائها بقدر المستطاع، وأن سيناريو سقوط دمشق وما تفعله إسرائيل فى سوريا جوا وبحرا وبرا، ومن قبله فى غزة ولبنان، يؤكد المؤكد أن أى حليف يساعد ويقدم الدعم اللازم، عند خطوط معينة، فوجدنا روسيا تنسحب، والصين تدين وتشجب وتترقب، والشعب السورى يدفع الثمن غاليا من أمنه واستقراره وانتهاك أرضه ومقدراته، ويقف عاجزا مرتعدا يجهل مصيره ومستقبله، ويشاهد حجم التنازع على اقتسام أرضه، وتفتيت دولته، وتحويلها إلى كانتونات، بكل ألم وحسرة!

الحليف الوحيد الذى يدعم ويناصر ويعتبر القضية قضيته - وهذه حقيقة مؤكدة - هو الولايات المتحدة الأمريكية التى تقدم كل الدعم لربيبتها إسرائيل، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وأن هناك عسكريين أمريكيين يديرون غرف عمليات الجيش الإسرائيلى، ويضعون له الخطط، ويقدمون له كل الصور بالأقمار الصناعية، وتمده بالتكنولوجيا المتقدمة التى تستطيع الوصول إلى أى مكان تحت الأرض وفوق الأرض، للبحث حتى ولو عن جناح بعوضة.

الشاهد من هذا الطرح، أن «المتغطى بغيره عارى» وأن محاولة جلب الحماية المطلقة، والاعتقاد بأن الغير سيقدم له الدعم المطلق بالأرواح والعتاد، أمر مستبعد، «فلا يحك جلدك سوى أظافرك» وأن ما يحدث فى المنطقة أمثلة واضحة، وأن المخططات مأساوية وكارثية. من هذا المنطلق لا بد من التحرك سريعا، ومواصلة الليل بالنهار، للعمل على تأسيس قوة عربية مشتركة مهامها التصدى للمخاطر، على أن تستظل بمظلة تأسيس كيان للتعاون الإقليمى تستند على مبادئ احترام السيادة وحسن الجوار والامتناع عن التدخل فى شؤون الغير، وحماية الدولة الوطنية ومؤسساتها ورفض وجود ميليشيات وحركات مسلحة، وجماعات وتنظيمات متطرفة تثير القلاقل، وإعلاء شأن المصلحة العليا للوطن العربى.

لا توجد رفاهية للوقت، أو التفكير المتأنى والدراسات العميقة، فيمكن البناء على نفس النهج والدراسات التى أجريت على تشكيل قوة عربية مشتركة عام 2015 باقتراح مصرى، وكان النظام المصرى ممثلا فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، صاحب الفكرة، وكأنه يستشرف المستقبل، ويدرك حجم المخاطر، ولما لا وهو الرجل العسكرى القادر على قراءة الخرائط ومعرفة النقاط الساخنة والقدرة على تحليل الأحداث والمعلومات، بشكل متميز.

هذه القوة - كما ذكرنا - تستظل بمظلة ما يمكن تسميته منظمة الأمن والتعاون، أو الجيش العربى الموحد، وهذا الأمر ليس ببدعة أو إبداع من خيال جامح، وإنما شبيه لما أقدمت عليه أوروبا، بتأسيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبى عام 1975 أى أن تأسيسها اقترب من 50 عاما، ولعبت المنظمة دورا جوهريا فى تجاوز الخلافات والانقسامات الحادة، ما بين دول الغرب الرأسمالى، والشرق الشيوعى، ووقفت سدا منيعا فى منع نشوب حروب فيما بينها، واستمر الحال حتى انهيار المعسكر الشيوعى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى.

هذا الكيان العربى، يتأسس من الدول العربية القوية والفاعلة، فى مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والجزائر وقطر والكويت، ليلعب دورا بارزا فى هندسة المنطقة، والمحافظة على أمن واستقرار الدول العربية وحدودها، واعتبار أن الدولة الوطنية ذات السلطة الواحدة الموحدة، واعتبار أن المؤسسات الوطنية الحامية، الجيش والشرطة، المالكين الحصريين للقوة المسلحة، واعتبار الميليشيات والجماعات والتنظيمات الإرهابية والمسلحة، كيانات ضد القانون، وخارجة عن الشرعية.

هذه القوة، أو الكيان، سميها ما شئت، قراراتها تنبع من إرادتها، ولا تتحكم أو تؤثر فيه أى قوى من المثلث الحاكم للأرض، أمريكا كانت أو روسيا والصين، ولا أيضا من القوى الباحثة عن دور وتسير فى نفس النهج، مثل إسرائيل أو إيران وتركيا، فالأمة العربية قادرة على أن تكون رقما فاعلا وقويا فى معادلة السياسة والقوة العسكرية، وتستطيع أن تحمى نفسها بنفسها، وتدافع عن قدراتها وتحمى مصالحها.

الوضع فى المنطقة جل خطير، وأن ما يحدث فى غزة وسوريا ولبنان والعراق واليمن، بجانب المخاطر التى تهدد البحر الأحمر تجعل من التكامل والتعاون وتأسيس كيان قادر على الحماية، فقه الضرورة، ماذا وإلا فإن البدائل كارثية على الجميع.

وتبقى مصر بشعبها وجيشها، ومن قبل ومن بعد عناية الله، فى أمن واستقرار ورباط إلى يوم الدين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جامعة القاهرة تعلن تصنيع "EZVent" أول جهاز تنفس صناعى مصرى بالكامل

وسط دعوات الأمهات.. دخول طلاب الثانوية بالجيزة اللجان لأداء امتحان الإنجليزى

إطلاق المرحلة الثانية من الخدمات الإلكترونية للنيابة عبر البوابة الرسمية أول يوليو

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

قطار تالجو.. مواعيد الرحلات على خطوط السكة الحديد


وزارة النقل تدعم الطريق الدائرى بمواقف سيرفيس جديدة للربط مع الأتوبيس الترددى.. حلول جديدة لنزلات القناطر الخيرية والمؤسسة.. رفع كفاءة الأنفاق ودراسة لردم أجزاء من الترع والمصارف وتشغيل خطوط نقل جماعى جديدة

اتهام الفنان وليد فواز بالاعتداء على محاسب بسبب خلاف مرورى بحدائق الأهرام

ملخص وأهداف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية


38 هدفا و 10 أسيست فى 60 لقاءً.. حصاد رحلة وسام أبو علي مع الأهلي

سيدة تتهم والدة مطلقها بطردها من مسكن الحضانة وتطالبها بدفع نفقة أقارب

منتخب إنجلترا يتوج بلقب بطل أمم أوروبا للشباب بثلاثية ضد ألمانيا.. فيديو

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

كيف كشفت النيابة العامة تفاصيل حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية؟

3000 كيس جاهز للاستخدام.. الشرقية المحافظة الأولى فى تجميع أكياس الدم.. حملات تبرع منتظمة بالقرى لتأمين رصيد طوارئ لكل منطقة.. ومضاعفة عدد بنوك الدم بالسنوات الأخيرة.. والصحة: فحوص فيروسية دقيقة لكل كيس.. صور

الأهلى يرفض مناقشة أى عروض لرحيل زيزو بعد اهتمام قطبى تركيا بضمه

فاكسيرا: تصنيع لقاح الكلب محليا بنسبة 100% لأول مرة فى مصر

بالميراس أول المتأهلين لدور ربع نهائى كأس العالم للأندية بالفوز على بوتافوجو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى