شر البلية ما يضحك.. حكايات واقعية تحول فيها الألم إلى كوميديا.. منوفي حرمه اللصوص من عشاء ليلة الدخلة.. تاجر مخدرات يقدم محتوى دعائي لتجارته على منصات التواصل.. وسودانية قتلت حشرة بمبيد في المطبخ فحرقت نفسها

في عالم مليء بالمفارقات، تتحول أحيانًا أكثر المواقف مأساوية إلى مصادر للضحك والهزل، حيث تتجلى المواقف الإنسانية في أبهى صورها بين جدٍّ وهزل، وتتحول بعض الحوادث البائسة إلى نكات ساخرة يتداولها الجميع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

أحيانًا يكون شر البلية هو السبب في رسم ابتسامة على الشفاه، فكلما زادت الحيرة أو ساءت الأوضاع، زادت الطرافة في تفاصيل الأحداث.

من حوادث غريبة إلى جرائم فاشلة وحتى أحداث مؤسفة تكمن في تفاصيلها وقائع ساخرة، أصبحت مصدرًا للضحك وسط خيبة الأمل والأسف على تلك الوقائع وحال أطرافها، بل وأحيانًا مصدرًا للهجوم الساخر على غرابة الأحداث.

إذ تُمسي الواقعة التي كانت في يومٍ من الأيام كارثة كادت أن تتحق لولا صحوة الأجهزة الأمنية وسرعة استجابتها والأحكام الرادعة من السلطات القضائية، الآن هي نكتة يتداولها الجميع، لتسقط الحواجز بين الجدية والمرح، وبين المأساة والفكاهة.

شر البلية ما يضحك عندما تتحول المآسي إلى نكات

في مصر، يتفوق الشعب على ذاته في تحويل كل حادثة مفجعة إلى قصة مليئة بالضحك، حيث تُصبح السخرية سلاحًا شعبيًا لمواجهة الألم. إن الحوادث الواقعية التي تتنقل بسرعة من كونها مصائب إلى نكات مضحكة تملأ مجالس الأصدقاء على المقاهي، تتجسد في مشاهد غير متوقعة مثل سرقات فاشلة أو حوادث طرق غريبة، وتتحول كل منها إلى قصة يتداولها الجميع بابتسامة. فكلما كانت الحادثة أكبر في فشلها أو تعقيدها، زادت قدرتها على توليد النكات الساخرة.

لا أحد يمكنه أن يتنبأ في هذا البلد كيف يتحول ما يبدو مأساويًا إلى مادة خصبة للضحك، فها هي الحياة تبرهن على أن أكثر البلاء إيلامًا في بعض الأحيان هو ما يتسبب في نشر الضحك بين الناس.

• السودانية التي قتلت الحشرة بالمبيد أثناء قيامها بالطبخ فحرقت نفسها

ولعلك تكون قد سمعت عن آخر نكته، والتي تضمنت أن: "هناك سيدة سودانية وجدت حشرة على موقد النار أثناء قيامها بالطبخ، فأسرعت لإحضار المبيد الحشري وقامت بنشره على الموقد لتأكل النار الحشرة بصحبة السيدة"، ولكن المؤسف في الأمر أن هذه الواقعة لم تكن نكتة هزلية خيالية بل هي حادثة وقعت في أكتوبر الماضي، أعلنت مديرية أمن القاهرة تلقي غرفة عمليات النجدة، إخطارًا من مستشفي المطرية يفيد باستقباله سيدة سودانية الجنسية مقيمة  دائرة القسم ، مصابة بحروق بالوجه والرقبة والصدر بنسبة 17 %.

وبانتقال رجال الشرطة وسؤال المصابة، أقرت أنه حال قيامها بطهي الطعام - قامت برش (مبيد حشري ) علي حشرة - بالمطبخ، ما أدي إلى نشوب النيران بملابسها، نتج عن ذلك إصابتها- ولم تتهم أو تشتبه في إصابتها جنائيًا،  و تأيدت الواقعة بشهادة زوجها السوداني الجنسية عامل 34 عاما ومقيم بذات العنوان وتم نقلها إلي المستشفي.

سودانبة تتعرض للحرق بسبب قتلها لحشرة بمبيد حشري على موقد الطبخ

• المنوفي الذي حرمه اللصوص من عشاء ليلة الدخلة

تلك الحادثة لم تكن الأولى من نوعها التي تتحول إلى نكتة تتناولها صحبة الأصدقاء على المقاهي، فربما لا يعرف أكثر المستخدمين لنكتة "سرقة عشاء عريس منوفي في ليلة دخلته"، بإنها حادثة حقيقة تعود وقائعها لعام 2023، حينما تلقى قسم شرطة قويسنا بمحافظة المنوفية بلاغا من أحد الأهالي يفيد بسرقة منزله، وبعد التحقق من صحة البلاغ وإجراء التحريات، تم تحديد هوية المتهمين وضبطهم، وخلال اعترافاتهم أكدوا، استفادتهم من انشغال العريس وضيوفه بحفل الزفاف، واقتحموا منزل الزوجية وتناولوا وجبة العشاء وسرقوا مبلغًا ماليًا من الشقة.

واعترف المتهمون بسرقة المنزل وتناول وجبة العروس وزوجها المعدة خصيصًا لليلة الزفاف، موضحين أنهم استغلوا انقطاع التيار الكهربائي لتنفيذ الجريمة.

صينية عشاء ليلة الدخلة - المسماه بـصينية الوفاق

• 3 لصوص حاولوا سرقة تمثال رمسيس البالغ وزنه 10 أطنان وعجزوا عن حمله فقضوا ليلتهم بين القضبان

لعلك أيضًا عن سمعت عن اللصوص الذين عجزوا عن حمل تمثال رمسيس الأثري فوقعوا في قبضة الأمن، ففي مستهل عام 2023، قرر مجموعة من اللصوص إجراء عملية سطور على موقع أثري وسرقته دون الرجوع إلى أي منطق أو عقل، حيث قرروا 3 لصوص حاولوا سرقة تمثال أثرى يصل وزنه لـ10 أطنان لكنهم سقطوا فى قبضة الأمن جراء فشلهم فى السرقة ومحاولة السطو.

وتعود الواقعة لمنطقة المحجر الجنوبى بأسوان بعد القبض على 3 متهمين وحبسهم على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالشروع فى سرقة تمثال فرعونى
وأثبتت اللجنة المشكلة من هيئة الآثار بأسوان أثريته ونسبته للملك رمسيس الثانى بوزن 10 أطنان تقريبًا وأن الموقع الذى نُقب فيه عنه خاضع لقانون حماية الآثار وأمرت النيابة العامة بسرعة التحرى عن آخرين اشتركوا مع المتهمين المحبوسين فى الجريمة.

وعاينت النيابة الموقع والذى تبيّن أنه غير مسوّر وتبلغ مساحته 34 فدّانًا تحدُّه مناطق صناعية ومتحف (سمبوزيوم) وتبيّن وجود بعض الأحواض الرومانية به وتواجد تمثال الملك رمسيس الثانى المضبوط داخل المنطقة والذى يبلغ طوله نحو 3 أمتار وعرضه مترًا كما تلاحظ حوله آثار لعملية الحفر.

لصوص حاولوا سرقة تمثال رمسيس والفشل مصيرهم بسبب وزنه

• "أبو كيان".. أشهر تاجر مخدرات يقدم محتوى دعائي لتجارته على منصات التواصل

"آيس، حشيش، مادة، بانجو، تامول".. كانت هذه الكلمات بمثابة خيط قاد أجهزة الأمن إلى ضبط تاجر مخدرات في محافظة المنوفية، بعدما قام بترويج نشاطه عبر موقع فيسبوك. تداول عدد من مستخدمي الموقع صورة الإعلان، وأبدوا استغرابهم من جرأته في نشره.

وفي الوقت نفسه، تمكنت وزارة الداخلية من رصد المنشور المتداول، فوقع المجرم في فخ رجال المباحث الذين اتصلوا به زاعمين، نيتهم الشراء منه، فوقع في شباكهم.

وتمكنت قوات الأمن من تحديد وضبط المتهم "م.س.ح"، والذي كان يشتهر بلقب "أبو كيان"، ويعيش في مركز شرطة قويسنا بالمنوفية. وعُثر في حوزته على المخدرات والأسلحة والمال، بالإضافة إلى هاتف محمول ومطبوعات دعائية تُروج للمواد المخدرة.

وبمواجهته، اعترف بجريمته، موضحًا أنه كان يخطط لتوزيع المخدرات باستخدام السلاح لحماية نشاطه الإجرامي، وأن الهاتف المحمول كان يستخدمه للتواصل مع عملائه. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

تاجر المخدرات والسلاح الشهير أبو كيان بعد القبض عليه

• "أشهر لص في مصر".. سرق هاتف الصحفي أثناء البث مباشر

ولعل النكنة الأكثر تداولًا بين مجتمع الصحفيين حين يقومون بالإسقاط الساخر على أصحاب السوابق الإجرامية يستخدمون عبارة "مرة واحد هفاف سرق موبايل صحفي وهو طالع لايف"، وهي الواقعة التي حدثت بالفعل للزميل محمود راغب في نهاية عام 2021، وأثناء تقديمه لتغطية إخبارية عبر البث المباشر، فيتعرض للسرقة من قبل راكب دراجة نارية، أصبح اللص هو الشخص الأكثر تداولًا ورواجًا بعد نشر مقطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مستخدمي شبكة الإنترنت، وتداولوا صورته على محض السخرية والاستنكار.

وخلال توقيت الحادث، تواصل "اليوم السابع" مع عدد من القيادات الأمنية التى وعدت بضبط اللص فى أسرع وقت ممكن، بالمتابعة مع أجهزة البحث والتحرى، وبالفعل تمكنوا من ضبطه وإعادة الهاتف المحمول، واتخذوا الإجراءات القانونية تجاه مرتكب الواقعة.

 - شاهد الواقعة عبر المقطع التالي: