ماركيز دى ساد المفترى والمفترى عليه.. هل تبرأ رمز من أفعاله

ماركيز دى ساد
ماركيز دى ساد
محمد عبد الرحمن

تمر اليوم الذكرى الـ 210 على رحيل الكاتب دوناتا ألفونس فرانسوا دى ساد، المشهور بــ ماركيز دى ساد، إذ رحل فى 2 ديسمبر من عام 1814م، وهو أرستقراطيا ثوريًا فرنسيًا وروائي، كانت رواياته فلسفية وسادية متحررة من كافة قوانين النحو الأخلاقى، تستكشف مواضيع وتخيلات بشرية دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان فى أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية.

ويصنف الكثير من الكتب دي ساد على أنه يجسد كاتب الشر المطلق الذى يحث على إطلاق الغرائز حتى وإن وصلت لمرحلة ارتكاب الجريمة، إلا أن البعض من ناحية أخرى يعتبرونه بطل الحرية المطلقة التى كان يسعى إليها من خلال إرضاء رغباته بكافة الأشكال، إذ قدم "دى ساد" فى حياته التى روعت معاصريه العديد من الأمثلة على إساءات جنسية كانت تركز عليها كتاباته، وقد ظلت كتباته ممنوعة فى فرنسا حتى الستينيات من القرن الماضي.

خلد الماركيز دى ساد، اسمه بالعنف والمجون وارتكاب كل الآثام، حيث اشتهر ساد بفضائحه وبأفعاله الماجنة، كما تم اتهامه بالكفر والتى كانت تهمة خطيرة آنذاك، كما تضمن سلوكه إقامة علاقة مع شقيقة زوجته والتى أتت لتعيش معه فى قلعته فى لاكوست بالجنوب الفرنسي، كما أن فضيحة شهيرة سجلت فى تاريخه ألا وهى جلد فتاة شابة وهى روس كيلر، ورغم أن كيلر أقامت عليه دعوى قضائية إلا أنها سحبت بعد ضغوط عائلية بينها "رسالة عفو" موقعة ملكيا.

احتجز ساد فى عدة سجون فى فترات متقطعة لنحو 32 عاما من حياته (بينها 10 سنوات فى الباستيل)، كما تم احتجازه فى مصح للأمراض العقلية، معظم كتاباته تمت فى أثناء سجنه، مصطلح السادية تم اشتقاقه من اسمه ليصبح مرادفا فى اللغة للعنف والألم والدموية.

فى إحدى رسائله ذكر دى ساد "نعم، أنا ارتكبت المعاصى، وقد تخّيلت بكتابات كل ما يمكن تخيّله فى هذا المجال، لكننى بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. أنا فاجر، لكننى لست مجرما أو قاتلا".

وفي «رسائل من السجن» الذي قدم نسخته العربية المترجم المصري لطفي السيد منصور، يدافع دو ساد عن نفسه، في مواجهة مضطهديه، ويعترف بأنه «فاسق»، وأنه تخيل في كتاباته كل شيء يمكن القيام به، لكنه لم يفعل كل ما تخيله، ويذكر أنه ليس مجرماً ولا قاتلاً، ولما وجد نفسه مجبراً على وضع اعتذاره جنباً إلى جنب الدفاع عن نفسه، قال: إن أولئك الذين يدينونه ظلماً هم مثله، كما أنهم لم يكونوا يوماً قادرين على موازنة عيوبهم بالأعمال الصالحة، وخلال سطور رسائل كثيرة بعثها لها، كال دو ساد لزوجته مدام دو ساد، الاتهامات وأطلق الصفات التي تحط من قدر عائلتها، مشيراً إلى أنه يكره أسرتها الشائنة، وسوف تتطابق حلقات انتقامه يوماً ما مع كل عوائدها الشرسة.

وفى مسرحيته "محاورة بين كاهن ومحتضر"، قال على لسان الأخير، فيما يصنفه البعض بأنها قناعة "دي ساد" نفسه: "نعم يا صديقى، أنا نادم جدًا، ولكن ليس على طريقتك، أنا نادم لأننى لم استغل قدراتى التى منحتنى الطبيعة إياها على أكمل وجه، فأنا لم أجن ثمار الملذات إلى أبعد مدى، وأنا بحق نادم جدًا على كل مقاومة لإمكاناتى، فالطبيعة خلقتنى بأذواق عارمة وأهواء جامحة، كما أنها غرست فى رغبات ما كان على أن أترك بعضها أو أؤجلها، لقد ضيعت فرصًا كثيرة للأسف!".

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تعلن ضبط أطراف مشاجرة بين طلاب بمنطقة المقطم فى القاهرة

ذعر فى إسرائيل بعد تلقيهم مكالمات من أرقام مجهولة بصرخات لأسرى

حسام أشرف يقود هجوم الزمالك أمام بتروجت فى الدوري

مستعمرون يحرقون 40 دونما مزروعة بالقمح بسبسطية قرب نابلس

رسمياً.. نور الدين أمرابط ينضم إلى الوداد الرياضي حتى 2026


مصطفى عزام يمنع مدربي المنتخبات من التواصل المباشر مع هاني أبو ريدة

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا

موقع سفر: المتحف المصرى الكبير نقلة نوعية فى السياحة الثقافية لعام 2025

مياه الشرب بالقاهرة تعلن قطع الخدمة مساء اليوم 8 ساعات بعدة مناطق

عن احتمالية حدوث زلزال عنيف فى مصر.. مسئول بمعهد البحوث الفلكية يوضح


الأهلي يترقب الحصول على 70 مليون جنيه من فيفا خلال أيام

محمد صلاح ينضم لقائمة استثنائية بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب فى البريميرليج

تقرير الطب الشرعى يكشف مفاجأة فى واقعة تعدى جد على حفيده بشبرا الخيمة

ريفيرو يرفض ضم صفقة أجنبية للأهلي في الوسط أو الدفاع ويفضل الهجوم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى