ذكرى رحيل جون شتاينبك.. عناقيد الغضب رواية الواقع الموجع وحكاية حظرها

شتاينبك
شتاينبك
أحمد منصور

شهد الأدب الغربى حظر العديد من الأعمال التى تناولت قضايا حساسة وكشفت خبايا المجتمع، ومن أبرز هذه الأعمال رواية "عناقيد الغضب" التى صدرت عام 1939م، وهى واحدة من أشهر روايات الكاتب الأمريكى جون شتاينبك، الذى نحيى اليوم ذكرى رحيله، حيث رحل فى 20 ديسمبر 1968م.

تتناول الرواية قصة عائلة فقيرة من أوكلاهوما تضطر للهجرة إلى كاليفورنيا خلال الأزمة الاقتصادية في الثلاثينيات من القرن الماضي، تعكس الرواية واقع الطبقة العاملة والمهمشين في المجتمع الأمريكي، وتسلط الضوء على مأساة الكساد الاقتصادي الكبير عام 1929م، والجفاف العظيم الذي أعقبه، كما تكشف عن سراب "الحلم الأمريكى" الذى أغرى الملايين بالسعى وراء حياة أفضل، ليواجهوا فى النهاية صعوبات قاسية وظروفًا إنسانية مزرية.

 

"عناقيد الغضب.. رواية الواقع الموجع"

تصوّر الرواية الظلم الطبقى الذى عانى منه الكاتب نفسه، فقد وُلد جون شتاينبك في ساليناس بكاليفورنيا، وعايش في شبابه ظروف العمال المعدمين. عمل في مهن متواضعة، مثل سائس دواب وقاطف فواكه، مما عمّق فهمه لمعاناة الطبقات الكادحة. هذه التجارب شكلت خلفية أدبية غنية انعكست بوضوح في أعماله.

رغم شعبيتها الكبيرة، أثارت الرواية جدلًا واسعًا عند صدورها، فقد وُصفت بأنها تُظهر "تعاطفًا شيوعيًا" وتبالغ في وصف معاناة معسكرات العمال المهاجرين. أدى ذلك إلى حظرها في مقاطعة كيرن بكاليفورنيا، بينما كانت تُباع يوميًا بآلاف النسخ في أماكن أخرى. وبرغم الجدل، حاز شتاينبك على جائزة بوليتزر عام 1940 عن هذه الرواية، تقديرًا لقيمتها الأدبية والاجتماعية.

 

"جون شتاينبك.. رحلة أديب من الظل إلى القمة"

بدأ شتاينبك مسيرته المهنية كصحفي لفترة قصيرة، قبل أن يعود إلى كاليفورنيا للعمل كحارس عقار، حيث كتب روايته الأولى "كأس من ذهب" عام 1929م، لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا، تلتها روايتا "مراعي الفردوس" 1932م و"البحث عن إله مجهول"، اللتان لم تحققا أيضًا النجاح المرجو.

إلا أن شتاينبك لم يستسلم، وحقق اختراقًا كبيرًا في عام 1935م بروايته "شقة تورتيلا"، التي نالت إعجاب القراء والنقاد بفضل طابعها الكوميدي، و بعد ذلك، تطور أسلوبه ليصبح أكثر جدية وعمقًا، وأصدر أعمالًا بارزة مثل "معركة مشكوك بها" 1936م، "فئران ورجال" 1937م، والمجموعة القصصية "الوادي الطويل" 1938م.

جون شتاينبك لم يكن مجرد كاتب، بل كان صوتًا للمحرومين والمهمشين، ومؤرخًا للأزمات التي عصفت بالمجتمع الأمريكي في القرن العشرين، وإلى اليوم، تظل أعماله شاهدة على تلك الحقبة ومصدر إلهام لأجيال من القراء والكتاب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص فى تحطم طائرة فوق ملعب فى المكسيك

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

كيف تشارك الكنائس في احتفالات عيد الميلاد المجيد بالعاصمة الجديدة؟

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان


محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

تشغيل قطارى 1117 و 1116 كخدمة جديدة بين القاهرة وطنطا


اصطدام قطار بسيارة نقل على خط مطروح بدون إصابات وخروج عربة عن القضبان

إخلاء سبيل سائق الأتوبيس المتسبب في تهشم شقة مدينة بدر

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى